الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 00:02

سوبارو وآراء مسبقة حول النساء!بقلم: نادر أبو تامر

كل العرب
نُشر: 02/08/10 15:52,  حُتلن: 08:33

نادر أبو تامر في مقاله:

تعلمت أن لا أطلق زامور السيارة، إلا في وقت الخطر

هناك من يقولون بعض الكلمات على سبيل الدعابة، وإن كانت هذه الدعابة حادة وجارحة بحق الآخرين في بعض الأحيان. ظننته من المازحين!

عندما قال لي صديقي إن المرأة لا تحسن السياقة، ظننتها مجرد أفكار مسبقة. وحين أكد أمامي أنها لا تعرف كيف تعود بالسيارة إلى الخلف (ريفرس)، استغربت كلامه. والأصعب، كما قال، حين ترغب سائقة بالتوقف بين سيارتين مركونتين.
ذات يوم، عندما كنت أسافر بسيارتي في شارع يتفرع من الطريق الرئيسي في بلدتي شاهدتها تتراقص أمامي. كانت هذه سوبارو سوداء حديثة. سافرت السيارة بصورة غير منتظمة، وكأن شابا في مقتبل العمر يقودها ويقوم بحركات غريبة في الشارع الذي تسكنه حبيبته.
حين قال لي صديقي ما قال ضدّ المرأة لم أتعاطف مع كلماته. ولم أظنه جادًّا بما يقول. هناك من يقولون بعض الكلمات على سبيل الدعابة، وإن كانت هذه الدعابة حادة وجارحة بحق الآخرين في بعض الأحيان. ظننته من المازحين!.
ولا أدري لماذا قررتُ وأنا أقود سيارتي للمشاركة في اجتماع هامّ في دار البلدية، وبدون أن أرى بوضوح من بعيد.. قررتُ أن امرأة هي من يسوق السيارة التي تسافر أمامي بهذه الصورة المتموجة الغريبة. قلت بيني وبين نفسي: لا داعي للتسرّع في الحكم، فقد يكون السائق رجلا !!.
بعد ثوان رأيت أضواء الفرامل الخلفية الحمراء ثم توقفت السيارة فجأة إلى جانب الطريق. اقتربت منها. صار طيف السائق يتضح شيئا فشيئا.
حاولت تجاوزها من اليسار فلم استطع. الشارع ضيق.
فجأة نزلت منها امرأة.
واوووو. هل صدق صديقي في حكمه على المرأة، وعلى كيفية سياقتها للسيارة؟
انتظرت قليلا. لم تلتفت السيدة إليّ بتاتا. لم تعتذر مني على تعطيل حركة السير. لم تسألني إذا كنت مسرعا إلى العمل أو إلى أي مكان آخر. بدون شور ولا دستور.
انتظرت وانتظرت. تعلمت أن لا أطلق زامور السيارة، إلا في وقت الخطر.
لم أرغب في أن أزعج الناس الذين يسكنون هذا الشارع الفرعي بصوت زامور سيارتي العالي.
طال انتظاري. صرت أقلّب موجات الراديو بحثًا عن نشرة أخبار. كانت أرقام الساعة قريبة من الحادية عشرة قبل الظهر. قد تمر بضع لحظات، فتزحزح السيارة من مكانها.
فتحت السائقة الباب الخلفي. أخرجت منه شيئًا. وضعته في صندوق سيارتها الخلفي. لاحظت أنها خشبة للكيّ.
ازداد ضغطي. كدت أنفجر. بدأت بفتح زجاج نافذتي لأطلب منها التحرّك بسرعة. لكنّني تمالكت أعصابي. قلت بيني وبين نفسي إنها سوف تنهي هذه المهمة قريبًا. المسألة لن تطول. ها هي ستركب سيارتها من جديد وتنطلق.
ثم انطلقت الصافرات من الجهة الأخرى. السائقون القادمون من الجهة المعاكسة لم يتحملوا الانتظار.
اقترب موعد الاجتماع الذي سأشارك فيه بعد قليل. رفعت يدي لأضغط أنا بدوري على الزامور... لكنني أعدتها إلى المقود. فككْتُ حزام الأمان ونزلْتُ من سيارتي.
من الجهة اليمنى للرصيف تقدّم كرسي متحرّك يجلس عليه شيخ هرم مشلول. كانت السيدة تنتظره لكي تقله بسيارتها، كما يبدو، إلى العيادة.
ساعدْتُ الشيخ المشلول في ركوب السوبارو. عدت إلى سيارتي، بدأت بوضع حزام الأمان وتساءلت لماذا كدت أومن بقناعات صديقي وبآرائه المسبقة حول النساء!

مقالات متعلقة