الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 21:02

بيوتنا قد تُهدم لكن إرادتنا لن تنهار- بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 27/07/10 20:58,  حُتلن: 08:12

- الشيخ محمد محاميد في مقاله:

* الأرض الطيبة ترفض العيش دون الطيب

* إن نسيتم أن النصر حليفنا وإن طال الأمد فنحن لم ننس ولن ننسى الفجر المرتقب بإذن الله رب العالمين

لن تفارق صحف النكبة ذاكرة التاريخ الإنساني أبدا، فشريط أحداث تلك الأيام يحمل من الصور والمشاهد ما لا يخطر على قلب بشر، من مجازر لا يحتمل العقل الناس قراهم قسرا رعبا من إرهاب العصابات الوحشية، فدخلت جحافل الغزاة إلى القرى المهجورة وهدموا حاضرها من بيوت ومساجد وكنائس ومقابر ليكنسوا كل شاهد يدل على هوية الأرض المسلمة العربية وماضيها، ليتسنى لهم إقامة إسرائيل على أنقاض قرآنا ومدننا ومضاربنا.

سفك لدماء الأبرياء العزل
كانت تلك المجازر وما تضمنت من سفك لدماء الأبرياء العزل، مقدمة لمشروع تهويد أرض الإسراء، فمنذ تأسيس المنظمة الصهيونية عام 1897م عمل أعضاءها دون كلل ولا ملل لحقيق الحلم المنشود وإقامة دولة الوطن القومي لليهود في فلسطين فساوموا السلطان عبد الحميد عليها فطردهم فساهموا بإسقاط الخلافة العثمانية وصعود الزنديق "أتاتورك" واستطاعوا انتزاع وثيقة غير شرعية تحمل توقيع وزير خارجية بريطانيا "بالفور" وذلك عام 1917م والتي لاحقا عرفت بتصريح بالفور، حيث منحت بريطانيا حق -باطل- لليهود بإقامة وطن لهم في فلسطين السليبة ونالت الحركة الصهيونية دعم بريطانيا وحلفائها.

الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
وفي تاريخ 14/5/1948م أعلن "دافيد بن غوريون" قيام دولة إسرائيل والتي وضعت نصب أعينها المخطط الخبيث لترحيل العرب من ديارهم لإفراغ الأرض وتمهيدها لاستقبال الوافدين الجدد من اليهود المتقاطرين من شتى بقاع الأرض، لكن الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من إخلاء كل النطاقين بالضاد فثبت بعض أحياء يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، وصمدت العديد من القرى والمدن الأخرى وصبرت بعض القبائل البدوية في صحراء النقب.

مصادرة الأراضي
بات العرب اليوم يشكلون نسبة الخُمس من مجمل سكان الداخل "إسرائيل"، وهذا الأمر يتعارض مع الفكر الصهيوني المعارض لوجود شعبين على هذه الأرض المباركة لتكون المنطقة وطنا قوميا لليهود دون سواهم، فعملت المؤسسة الإسرائيلية ومنذ نشأتها على ترحيل ما تبقى من العرب، عبر كل وسائل التضييق والاضطهاد، كمصادرة الأراضي التي نجمت عنها ثورة يوم الأرض وأحداث الروحة وعبر هدم البيوت في المدن الساحلية وصحراء النقب والقدس الشريف.

الأرض لا تتنكر لماضيها
لكن الأرض الطيبة ترفض العيش دون الطيب، نسي هؤلاء أن الأرض لا تتنكر لماضيها فكل ما هنا شاهد لعروبتها وإسلاميتها وإن هدموا الأحجار ستشهد أشجار برتقال يافا وزيتون الجليل وكروم عنب الخليل ونخيل الغور على هوية الأرض، يظنون مخطئين أن بهدمهم للبنيان ينهار الإنسان، ربما نسوا إننا شعب لا يركع إلا لله، فإن هدموا المنازل سنعمر غيرها، وإن أغلقوا المساجد سنحررها ونفتحها، وإن صادروا المقابر سنسترجعها، نسوا أن المسلم لا تنكسر إرادته ولا تتمزق عزيمته، ونسوا أن الله مولانا ولا مولا لهم ، ونسوا أن هذه هي أرض المحشر والمنشر وميعادنا، نسوا أن المؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين فلن نرحل ثانيتا، إن نسيتم أن النصر حليفنا وإن طال الأمد فنحن لم ننس ولن ننسى الفجر المرتقب بإذن الله رب العالمين.

مقالات متعلقة