الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 17:01

أحلى قصة لأحلى أطفال: العنكبوت والدّائرة

كل العرب
نُشر: 27/07/10 16:35,  حُتلن: 09:01

في غرفة صغيرة، وعلى سطح ورقة بيضاء، عاش المثلث والمربع والدائرة بحب ووئام.
ذات صباح، حدث أمرٌ تسبّب في نشوب خلاف ومشاجرة بين الأشكال الهندسيّة الثلاثة، وهاكم ما حدث:
تسلل عنكب طويل الأرجل إلى الغرفة الصغيرة،، تسلّق الحائط قاصداً إحدى الزوايا، ثمّ شرع ينسج خيوطه الدقيقة بمهارة ناسجاً شبكة لصيد الحشرات، وفور انتهائه، ربط أحد خيوطه بالسّقف، وتدلّى متأرجحاً ولمّا وصل إلى حافّة النافذة، صاح:
- هيه.. عنكبة، تعالي.. لقد وجدت لك مكاناً تنسجين فيه شبكتك.
اقتربت العنكبة منه، قائلة:
- بالله عليك، هل وجدت المكان؟
- اقسم لك، انظري إلى السقف، هناك ثلاث زوايا فارغة.


صورة توضيحية

ابتسمت العنكبة، وقالت:
- آه.. يالك من عنكب لطيف، لقد دخت وأنا أحاول أن أنسج شبكتي على فم برميل، لكنّني لم أوفّق، بصراحة.. شكل الدائرة بشع.
امتعض العنكب، قال:
- لا تذكّريني أرجوك، فأنا أكرهها أكثر من المكنسة التي يكنسون بها بيتي.
هذا ما حدث صباحاً، والآن.. لنرجع إلى الأشكال الهندسيّة كي نرى ما جرى.
فالدّائرة.. وبعد سماعها حديث العنكبوتين، شعرت بالضّيق، والتفتت إلى صديقيها قائلة:
- يا للعنكبوتين الغبيّين، كيف يقولان إن شكل الدائرة بشع؟‍ ألم يتذكّرا الشّمس والقمر، ألم يعلما أنّ الخطّ الذي يرسمني ليّن وجميل وهو على عكس الخطوط المستقيمة القاسية التي ترسم الأشكال الهندسية الأخرى.
انكمش المثّلث والمربع على نفسيهما، وصاحا غاضبين:
- ماذا تفلسفت؟ الآن أصبحت الخطوط التّي ترسم أضلاعنا قاسية لا تعجبك؟ إيه.. دنيا، أصبحتِ تتعالين علينا.
مسحت الدائرة وجهها، قالت:
- سامحكما الله، أنا لا أتعالى على أصدقائي، ثمّ إنّني أعترف أمامكما بعدم امتلاكي لأيّة زاوية، ذلك أنّني لا أملك أضلاعاً في الأصل.
شعر المثلّث والمربّع بالزّهو، فنسيا صداقتهما للدّائرة وقالا ساخرين:
- طبعاً لا تملكين أضلاعاً وزوايا، ونرجو ألاّ تؤاخذينا شكلك لا معنى له.
زعلت الدّائرة، احمرّ وجهها، أخذت نفساً عميقاً، انتفخت قليلاً، وفجأة.. انسلخت عن الورقة، مشكّلة بالوناً جميلاً يحلّق في فضاء الغرفة.
دهش المثلث والمربّع عند مشاهدتهما البالون، وكاد عقلهما يطق عندما سمعا العنكب ينادي العنكبة قائلاً:
- هيه.. عزيزتي، متّعي عينيك بمنظر ذاك البالون الرّائع.

مقالات متعلقة