الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 00:02

ستخبو نارهم وسيسطع نور المسجد- بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 20/07/10 13:55,  حُتلن: 13:58

- الشيخ محمد نضال محاميد في مقاله:

* أمواج بحر الحقد الأسود الهائج ضربت يافا ومقدساتها، فحاولت مصادرة المقابر وعلى رأسها مقبرة طاسو

* لأرض الإسراء ذكريات وحكايات سنرويها لأبنائنا وأحفادنا بإذن الله عن زمن غابت فيه شمس الحرية فخيم الديجور والظلام

الإسلام هو العدالة بوجه الظلم والطغيان، هو المساواة الاجتماعية بوجه الطبقية والتمييز، هو الحرية بوجه الرق والعبودية، هو الحق بوجه الباطل، هو الفضيلة بوجه الرذيلة، هو السلم والسلام، والأمن والآمان، فتصدر الإسلام لائحة الأمم الحضارية للأبد ونال أستاذية العالم عندما تمسكت الأمة بالمنهاج الصحيح، وكان في نطاق أرض الخلافة الإسلامية معابد من كنس وكنائس وصوامع..، فحافظ عليها الإسلام ولم يمسسها بأي شكل من الأشكال، ولن ننسى عهدة سيدنا الفاروق رضي الله عنه لأبناء شعبنا من النصارى، ولا زلنا نذكر كنس اليهود في الأندلس وحفاظ تلاميذ من أتى رحمة للعالمين عليها.
سقطت الخلافة الإسلامية عندما هجرت الأمة المنهاج القويم وسقطت معها القيم والأخلاق التي يتحلى فيها أهل الإسلام، فعادت البشرية ألف عام إلى الوراء، إلى عهد غابة الوحوش، فنبش الأوباش مقابرنا، وصادروا أوقافنا، وانتهكوا حرمة مساجدنا، والدافع لا يخف على أحد فهو الحقد والغل والحسد المتأجج في قلوب ميتة تنقاد خلف غرائزها ونزواتها تماما كالبهائم والوحوش، متنكرة للإنسانية وناكرة لمن استضافها بعد ضيقها وطردها.
فأمواج بحر الحقد الأسود الهائج ضربت يافا ومقدساتها، فحاولت مصادرة المقابر وعلى رأسها مقبرة "طاسو"، ولا ننس أمر ما يسمى بمحكمة العدل العليا بإغلاق مسجد الطابية فك الله أسره، وتارة تضرب عبر خفافيش الليل الجبانة مساجدها العامرة ، فأُحرقت بوابة مسجد يافا الكبير قبل أعوام وكتبت الشعارات المعادية على جدران مسجد البحر قبل أشهر، ومحاولتهم المتكررة لمنع صوت الآذان في يافا، وأما لذاك المسجد الشامخ مسجد حين بيك القابع على صدور من لا يرغب بوجودنا وما يمت لنا بصلة على أرضنا، حكاية خاصة فتطاول عليه الرذائل أكثر من مرة ولا داعي لحصر وعد الانتهاكات، لكن لذاك الوتد الصلب المنغرس على ساحل بحر يافا أقول قول رب العالمين جل في علاه: ("يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون").
أما لأرض الإسراء ذكريات وحكايات سنرويها لأبنائنا وأحفادنا بإذن الله عن زمن غابت فيه شمس الحرية فخيم الديجور والظلام، آن ذاك هدمت معاول الدمار مئات المساجد في النكبة ولن تهدم هوية الأرض الإسلامية، نبشت أيادي الإثم والعدوان تحت أقصانا ولن تستطع نبش عقيدتنا، اقتلعت مقابرنا وفشلت في اقتلاعنا من أرضنا، صادرت أوقافنا ورفضنا أن تصادر مواقفنا، أي بني أوصيك بكتاب الله دستورا وبرسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، والرحمة بأهل الكتاب ورعاية معابدهم فأنت من أمة الخير ولا تنس الوصية المحمدية بعدم التعرض لناسك وتذكر العهدة العمرية. 

مقالات متعلقة