* بعد القداس أقيمت خدمة الجناز راحة لنفوس الراقدين ضحايا زلزال هاييتي المدمر

القدس – أقيم صباح الأحد قداس أحتفالي كبير داخل القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس القديمة.
حيث ترأس الخدمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس وسيادة المطران أثيناغوراس راعي أبرشية المكسيك وأمريكا الوسطى التابعة للبطريركية المسكونية الذي وصل الى الأراضي المقدسة على راس وفد كنسي.
شارك في الخدمة عدد من الأكليركيين الضيوف والحجاج أضافة الى الأكليروس المحلي وذلك بحضور حشد من المصلين تقدمهم عدد من الراهبات من أديرة قبرص وكذلك وفود من روسيا ومن رومانيا.

سيادة المطران عطاالله حنا في عظته تحدث عن الحياة الرهبانية التي أنطلقت من فلسطين ، فأول راهب وناسك هو القديس يوحنا المعمدان ومن ثم أبتدأ هذا التراث الكنسي يتبلور ويتطور الى أن ظهر قديسيون لامعون من أمثال القديس سابا والقديس ثيوذوسيوس.
هنا أرض التجسد والفداء ومن هنا أيضا أبتدأت الحياة الرهبانية التي أنتشرت بعدئذ الى مناطق كثيرة في عالمنا. لا سيما في سيناء أو في أديرة الجبل المقدس وأديرة في كنائس أرثوذكسية من عالمنا.
اليوم هو عيد القديس أثناسيوس الذي عاش ناسكا في أديرة الجبل المقدس. ونحن في هذا اليوم نتأمل في حياة قديسنا ناسك الجبل المقدس البار ملتمسين شفاعاته وبركاته مؤكدين بأن قديسينا هم معلمونا وهم مرشدونا الروحيين وهم قدوتنا في حياتنا الروحية وحياتنا الرهبانية.
سيادة المطران رحب بسيادة المطران أثيناغوراس مطران المكسيك وقال : أنتم سفراء الأرثوذكسية في تلك البقاع المترامية الأطراف ، فقد سمعتم الصوت الألهي الذي ناداكم قائلا : أذهبوا وتلمذوا كل الأمم معمدين أياهم بأسم الأب والروح القدس وعلموهم وبشروهم بالكلمة الألهية ، وها أنتم تجولون بتلك الأصقاع البعيدة مبشرين بكلمة الأنجيل ومعمدين ومدشنين الكنائس فبفضل جهودكم دخل الكثيرون الى الكنيسة الأرثوذكسية ووجدوا فيها الخلاص والنعمة.
نذكر مواقفكم أثناء الهزة الأرضية العنيفة التي ألمت بهاييتي وهي من المناطق التابعة لأبرشيتكم ، فذهبتم الى هناك ووقفتم الى جانب المنكوبين وكنتم تجولون بين الأنقاض تكفكفون دموع الحزانى الذين فقدوا بين ليلة وضحاها أرزاقهم وعائلاتهم وكل ما يملكون.

كنتم بلسما للحزانى وفي سعيكم للخير هناك لم تميزوا بين أرثوذكسي وغير أرثوذكسي وبين مسيحي وغير مسيحي فسمعناكم تقولون بأن المحبة التي يجب أن تقدم للأنسان ليس مشروطة والأنسان المعذب والمتألم يجب أن نقف الى جانبه أيا كان دينه وأيا كان عرقه.
أقمتم الخدمة الألهية في هايتي على أنقاض الكنيسة المدمرة وكأنكم تقولون بأننا أبناء القيامة وأن كان الموت والألم والدمار يؤلمنا إلا أن القيامة تجعلنا ننظر الى ألأمام ونتعزى ونتقوى بالنعمة الألهية.
أن وجودكم بركة بالنسبة الينا فقد أتيتم وأنتم تحملون بركة قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الذي نحبه ونحترمه ونعتبره قائدا كنسيا بأمتياز يتحلى بالحكمة والرصانة وصوته دائما صوت يدافع عن قيم أخلاقية وأنسانية نابعة من الأنجيل المقدس.
نصلي من أجلكم ومن أجل أبنائكم الكهنة والمؤمنين في أبرشيتكم ورحم الله الراقدين في زلزال هاييتي وأسبغ مراحمه على الأحياء لكي يكونوا أقوياء في أيمانهم وشهادتهم للأنجيل.
صلوا من أجلنا يا سيدنا ومن أجل كنيستنا وشعبنا وقدسنا ولا تنسوا أن هنالك شعبا في فلسطين يعيش آلاما وظلما يجب أن يزول ويجب أن ينتهي.
سيادة المطران أثيناغوراس عبر عن تأثره البالغ لأنه يصلي داخل القبر المقدس في كنيسة القيامة معتبرا هذه الصلاة بركة له وللأكليروس والشعب في أبرشيته. وقال: رغما عن آلامنا وأحزاننا إلا أن رجائنا كبير وأيماننا بأن ربنا يفتقدنا دائما بمحبته ومودته.
بعد القداس أقيمت خدمة الجناز راحة لنفوس الراقدين ضحايا زلزال هاييتي المدمر.