الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 10:01

من هو المناضل- بقلم: المحامي جريس بولس

كل العرب
نُشر: 16/07/10 11:51,  حُتلن: 14:24

- المحامي جريس بولس في مقاله:

* العيب كل العيب، والخزي كل الخزي والعار كل العار ان نطلق لقب مناضل على اقزام القوم والعملاء

* النضال انواع: فهناك النضال السياسي والنضال العسكري والنضال الفكري وغيرها من انواع النضالات

* كلمة "المناضل" هي صفه عليا وساميه ومرتبه شرف وليست كلمه عابره او تافهه او قليله الاهميَّه وليس كل شخص يستطيع ان يبلغها

* المناضل ليس فقط من يدخل في غياهب السجون، فليس كل من دخل السجن باسم النضال هو مناضل وليس كل من لم يلج ابواب السجن ليس بالمناضِلْ

كلمة "المناضل" مشتقه من الفعل الثلاثي "نَضَلَ". وجاء في لسان العرب المحيط للعلامة "ابن منظور" (معجم لغوي علمي) قدَّم له العلامه الشيخ عبد الله العلايلي إعداد وتصنيف يوسف خياط ونديم مرعشلي)

"نَضَل: ناضَلَهُ مناضلةً ونضالاً ونيضالاً: باراه في الرَّمي، قال الشاعر:

لا عَهْدَ لي بنيضالْ
اصْبَحْتُ كالشَّنِّ البالْ

قال سيبويه: فيعالٌ في المصدر على لغه الذين قالوا تحمَّلَ تحمالاً، وذلك أنَّهُم يوفرون الحروف ويجيئون به على مثال قولهم كَلَّمته كِلاماَ، وأما ثعلب فقال: إنّه اشْبَعَ الكسره فاتبعها الياء كما قال الآخر أدنو فانظور، اتبع الضمَّه الواو إختياراً، وهو على قول ثعلب إضطراراً.

ونَضَلْته أنْضلَهُ نضلاً: سبقته في الرِّماء.

وناضَلَتْ فلاناً فنضلته إذا غلبتْه. الليث: نَضَلَ فلان فلاناً إذا نَضَلَهُ في مراماه فَغَلَبَهُ.

وخرجَ القوم ينتضلون إذا استبقوا في رمي الاغراض. وفي الحديث: انه مَرَّ بقومِ ينتضلون أي يرتمون بالسِّهامْ.

يقال: انتضَلَ القوم وتناضلوا أي رَمَوْا للسّبق. وناضلت عنه نضالاً: دافَعْتُ. وتنضَّلْتُ الشئ: أخرجته. واجتلت منهم جولاً معناه الاختيار أي اخترت. وانتضل سيفه: اخرجه. وانتضلت منهم نَضْلَه: اخترت.

وفلانٌ نضيلي: وهو الذي يراميه ويسابقه. ويقال: فلان يناضل عن فلان إذا نَصَحَ عنه ودافع وتكلم عنه بعذرِهِ وحاجَجَ. وفي الحديث: بعداً لكُنَّ وسُحْقاً!

فعنكُنَّ كنت أناضِلُ أي اجادل واخاصم وادافع، ومنه شعر ابي طالب يمدح سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

كَذَبتُم، وبيتِ الله، يُبْزى محمَّدٌ
ولمَّا نطاعِنْ دونَهُ ونناضلُ

وانتضل القوم وتناضلوا أي رمَوْا للسبق، ومنه قيل:

انتضلوا بالكلام والاشعار. وانتضلْتُ رجلاً من القوم وانتضلتُ سهماً من الكنانه أي اخترت والمناضلة: المفاخرة، قال الطرماح:

ملكٌ تدينُ له الملو
كُ، ولا يجاثيه المناضِلُ

وانتضل القومَ إذا تفاخروا، قال لبيد:

فانتضلنا، وابن سلمى قاعِدٌ
كعتيق الطيْرِ يُغضي وَيُجَلْ

إبن السكيت: انتضى السيف من غمدِهِ وانتضلَهُ بمعنى واحد. وتنضَّلْتُ الشئَ إذا استخرجته. وانتضال الابل: رميها بايديها في السّيْر.

ونضِلَ البعيروالرجل نَضْلاً: هُزِلَ وأعيا وانضله هو. ابن الاعرابي: النضل والتبديد التعب، وقد نضل ينضل نضلاً. ونضلت الدابه: تعبت. ونضله: اسم، وهو نضله بن هاشم، ونضله بن حمار. الجوهري: وكان هاشم بن عبد مناف يكنى ابا نضله" حتى ها هنا من لسان العرب.

ومن هذا الاصل أتت كلمة "المناضل" المتعارف عليها اليوم والتي تقال عن الرجل او المراة الذين قضوا ويقضون اعمارهم في النضال في سبيل تحقيق هدف سام ونبيل مثلاً:الحريَّه، الكرامه، العزَّه، تحرير الوطن من العدو او من المحتل الغاصب وهكذا.

ومن هنا نستنتج ان كلمة "المناضل" هي صفه عليا وساميه ومرتبه شرف وليست كلمه عابره او تافهه او قليله الاهميَّه وليس كل شخص يستطيع ان يبلغها.

اذن هذه المرتبه الساميه تعطى لمن يستحقها ولمن يثبت انه جدير بها على مَرِّ الاعوام والسنون وهنا يجب الحذر وعدم التسرع وعدم الجري وراء العاطفه عن طريق منح مرتبه الشرف هذه لرجل لا يستحقها او انه لم يثبت بعد انه يستحقها او لممثل بارع كاذب يغرر بالاخرين ويدعي الوطنية وهو عكس ذلك تماماً.

وقد مَرَّ على القارئ اسماء مناضلين معروفين في التاريخ امثال: خالد الذكر عبد الناصر ونلسون مانديلا وبن بلا وجيفارا وابو اياد صلاح خلف وابو جهاد خليل الوزير والحكيم جورج حبش وياسر عرفات وعزمي بشارة وغيرهم والتاريخ حافلٌ باسماء هؤلاء البررة.

كل هؤلاء وغيرهم من المناضلين الاشاوس البرره المعروفين حازوا على مرتبة الشرف "النضال" بجداره، فقد قضوا اعمارهم من اجل القضيه وقسم كبير استشهد من اجل الوصول الى الحق والهدف النبيل وهناك اجماع على انهم مناضلون. ولا شَكَّ بهم او بنضالهم البتَّة.

والنضال انواع: فهناك النضال السياسي والنضال العسكري والنضال الفكري وغيرها من انواع النضالات.

بعد هذه المقدمة نصل الى النتيجه الاتيه: ان المناضل ليس فقط من يدخل في غياهب السجون، فليس كل من دخل السجن باسم النضال هو مناضل وليس كل من لم يلج ابواب السجن ليس بالمناضِلْ.

اذن من الممكن ان يكون الانسان مناضلاً ولا يزج في السجن وممكن ان يكون عميلاًً ويدخل السجن للتمويه.

وهناك الكثير ممن يدعون المروءة والشهامة والوطنية زج بهم في السجون وجنِّدوا لخدمة مصلحة المحتل او العدو. اذن هم "مناضلون" من نوع آخر ولكن لمصلحة العدو والمحتل وليس من اجل قضية شعبهم وهذا الامر موجود عالمياً ومحليَّاً.

والمناضل الحقيقي كي يكتسب صفة المناضل يجب ان يكون اجماع عليه بانه من المناضلين.

ومن هنا اسمح لنفسي ان انتقد نفسي اولاً كي اكون عبره للاخرين ولمن لا يعتبر. فأنا شخصياً ارفض دعوتي مناضلاً في الوقت الحالي لاني لم اصل بعد الى درجة النضال لهؤلاء المناضلين الاشاوس آنفي الذكر ولا استحق الان مرتبة الشرف واسعى كل جهدي لنيلها ان شاء الله، لذا استفزني ويستفزني إطلاق لقب "المناضل" على اناس ليسوا اهلاً به.

اذن العيب كل العيب، والخزي كل الخزي والعار كل العار ان نطلق لقب مناضل على اقزام القوم والعملاء.
اللهم اشهد اني قد بَلَّغْت. 
 

مقالات متعلقة