استضاف المركز الجماهيري في مجد الكروم مسرح "الحكواتي" المقدسي الذي يعتبر من أوائل المسارح الفلسطينية المحترفة . وتم عرض مسرحية "ذاكرة للنسيان"من تمثيل الممثل الفلسطيني القدير فرنسوا أبو سالم .



و"ذاكرة للنسيان" التي يمكن أن نفسرها بمعناها القريب أو ما يسميه المحللون النفسيون بـ "وقت الحداد"، أي الضرورة التي يجدها المرء، الذي يحاول قبول العنف وتخطي نتائجه، أن يتفهم، مع مرور الوقت، آلام الاختفاء. لكي ينسى الموت، عليه أولا أن يفكر فيه، وأن يدخله إلى الذاكرة  إن هذا ما يمكننا تسميته بـ "ذاكرة للنسيان".

وكانت المسرحية قد عرضت في خارج البلاد عده مرات حيث كتب عنها الكثير. وربما أفضل ما قيل عنها انها الجسد، وبالجسد، ورغبة في الجسد، ونوتينا للجسد، وعبادة له.. يصل فرنسوا أبو سالم إلى ذرى اللغة ممتطيا جسده، يركض على الخشبة ويخوض معاركه بكل عزيمة وكفاءة الفرسان الكبار، لنتركه أبو لا أبي.. إنه أسم لا يتزحزح.. يا أبا، أبو، أبي سالم، سلم وجودك أيها المبدع المسرحي".

وكتب أيضا: "أبدع فرنسوا لأنه لم يفعل شيئا، فقط سلّف جسده للنص، وهذا ليس بالقليل.. صار هو النص، هو الذاكرة وهو النسيان، رغم خطورة نص محمود درويش  وجوهرتيه. ذلك النص الذي غيـّر محمود درويش نفسه، قبل كتاب "ذاكرة النسيان" على إثر الاجتياح المرعب، شديد الرعب الإسرائيلي للبنان عام 1982، صار درويش شاعرا ملحميا، بعد أن كان شبه غنائي، شبه عاطفي، شبه رعوي، شبه كوني، صار بعد الاجتياح بلا شبيه، صار كونياً، صار كونا شعريا، يقيم فيه النثر والمسرح والرؤى، كل الرؤى.. فشكرا يا فرنسوا، درسك لا ينسى.

"يتحدث محمود درويش الذي اسمه الآن فرانسوا أبو سالم، عن لحظات زمنية منسية ويمكن بالقليل من الرغبة تذكرها: إنها مقتطفات من نص طويل يتداعى فيه الشاعر، ولم يستغرق من المسرحي سوى ساعة من الزمن ألمشهدي.. هكذا يكون الشاعر، هكذا يكون المسرحي، لا أحد منهما يفرض على الآخر إيقاع فنه.. ولكن هما في اللحظة المعتمة أو المشرقة ذاتها.. درويش وأبو سالم يذكراننا من أجل نسياننا في مسائل عديدة، منها حق العودة للفلسطينيين، وكان درويش أول من نظر في هذه المسألة بعمق واقترح لها مقترحات.. عودوا إلى الشعراء، هداكم الله أو أغواكم شيطان الشعر".