الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 20:01

شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك- بقلم: تميم منصور

كل العرب
نُشر: 13/07/10 17:03,  حُتلن: 22:27

- تميم منصور:

* صدق السادات كذبته وكذب من حوله وأخذ يتصرف كالديك الرومي في مملكة الكتاكيت

* نعم هذه هي الهدية التي يقدمها مبارك للشعب المصري في ذكرى الثورة، مزيداً من التخاذل والتآمر على حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية

* الشيء المؤكد أن مبارك طالب نتنياهو منع وصول هذه السفينة كما فعل عمر سليمان أثناء لقائه مع براك عندما طالبه بمنع اسطول الحرية من الوصول الى هدفه وهو ميناء غزة

بعد أيام معدودة يشرق فجراً جديداً حاملاً معه ذكرى ثورة 23 يوليو بقيادة خالد الذكر جمال عبد الناصر، في هذه المناسبة نقول لكل الذين انقلبوا على الثورة وانجازاتها رغم أنها نفضت عنهم غبار التبعية والذل والتخلف، لن تفلحوا بطمس اشعاع هذه الثورة الفكري والقومي والوطني، سوف تبقى تتصدر الأحداث التاريخية الهامة التي حدثت في القرن العشرين.

لا إمكانية للشطب أو التغيير
ان أحداً لا يستطيع شطبها أو تغييبها من ذاكرة أي مواطن عربي لأنها ليست حدثاً عادياً عابراً أو انقلاباً أطاح بنظام ليحل نظام أخر مكانه، كانت ثورة قلبت الموازين ورفعت الشعب المصري من تحت التراب، أوهبته الاستقلال الحقيقي الذي يختلف عن الاستقلال الناتج عن اتفاقية سنة 1926 مع بريطانيا.
لم تهب رياح التغيير التي حملتها على مصر وحدها بل وصلت مبادئها الانسانية والتحررية الى بيت وقلب كل مواطن عربي، كما وصلت إلى جميع الشعوب التي كانت تواقة لنيل الحرية، إنها امتداداً لثورة عالمية سبقتها، مثل ثورة لينين وماوتسي تونغ، ومدرسة لثورات جاءت بعدها وحذت حذوها، مثل الثورة الكوبية وثورة العراق سنة 1958 وثورة الجزائر وثورة اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وثورة ظفار والجبل الاخضر في عجمان وثورة ليبيا سنة 1969 وغيرها.

لم تأت هذه المؤامرات من قبل أعداء الحرية التقليديين فقط
كانت ثورة يوليو الرئة التي تنفست منها حركات تحرر عربية كثيرة في كل من سوريا ولبنان والسودان والأردن، بفضل دعمها هبت الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة ضد مخططات كميل شمعون أحد رؤساء لبنان السابقين الذي حاول فصل لبنان عن خارطة الوطن العربي، بفضل هذه الثورة حصلت الجزائر على الاستقلال السياسي وعادت الى الحضارة العربية، هذه صفحة واحدة من صفحات هذه الثورة المشرقة رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها.
لم تأت هذه المؤامرات من قبل أعداء الحرية التقليديين فقط، ولم تأت فقط من قبل أعداء العروبة والحداثة في العواصم العربية، بل جاءت أيضاً من قوى مصرية غالبيتها تحمل جينات غير عربية.

بعد رحيل عبد الناصر خرج الجبناء المنافقون من جحورهم
بعد رحيل عبد الناصر خرج الجبناء المنافقون من جحورهم وبدأوا بنهش من اعتبروه بالأمس مثلهم الأعلى وقائدهم جمال عبد الناصر، تصرفوا كالكلاب المسعورة الضالة، وقد زاد السادات من شهوتهم لامتصاص دماء الثورة بعد أن شد على أيديهم رافعاً شعارات براقة كاذبة مثل ثورة التصحيح، وحرامية يناير ومراكز القوى، استطاعت هذه الطغمة الفاسدة اقناع السادات بفصل نفسه عن جسم الثورة السياسي والعسكري، وما عليه الا تزييف التاريخ، فادعى السادات أنه حان الوقت لاعادة كتابة تاريخ الثورة حتى يتصدر صفحاتها وصدوها وأحداثها، فحدث ذلك وافترى كتبة الوحي الساداتي على التاريخ واعتبروا السادات القائد الأوحد والوحيد لهذه الثورة، كما فعل عبد الكريم قاسم في العراق مع عبد السلام عارف.

فتح أبواب مصر وأباحها لاعدائها من الداخل والخارج
صدق السادات كذبته وكذب من حوله وأخذ يتصرف كالديك الرومي في مملكة الكتاكيت، بعد أن تخلص السادات من صحابة الثورة ورموزها، كشف نفسه وجنونه عندما جاء الى اسرائيل صاغراً مستسلماً، من يومها ربط مصر بعجلة القوى المعادية لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والداعمة للأنظمة العربية الرجعية والداعمة لاسرائيل.
قتل السادات تركاً الثورة تنزف بسبب انحرافاته السياسية، وقد سهّل هذا على وريثه مبارك أن يستخدم سياسة الأرض المحروقة في سياسته في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقومية، بفضل هذه السياسة أجهز على ما تبقى من منجزات الثورة وأعاد مصر الى نقطة الصفر ودونها، فتح أبواب مصر وأباحها لاعدائها من الداخل والخارج حتى فاقت في مرضها الدولة العثمانية في اواخر عهدها.

تفاوت كبير بين ردة السادات عن دروب الثورة
هناك تفاوتاً كبيراً بين ردة السادات عن دروب الثورة وردة وريثه والقائم باعمال الأمريكان والاسرائيليين في حكم مصر وحاشيته.
لم يدع مبارك بأنه بطلاً من ابطال الثورة، حبذا لو فعل ذلك، ربما أعاد النظر في صب كل حقده الأسود ضد الثورة وعروبتها، كل يوم يمر يغوص مبارك أكثر داخل أوحال خرفه وعجزه ومهاتراته وطيشه، انه يتصرف بعقله اللآواعي، لقد قايض بكرامة وعروبة مقدرات مصر.
فرط بكل عزتها وشرفها واستقلالها، باع وطنيتها وتاريخ ثوراتها وقدسية شهدائها في أسواق الدلالة الأمريكية والاسرائيلية، حتى يقال عنه رجل السلام، انه يعاني من حالة فقدان الذاكرة ولم يجد من يوقفه فقام بذبح مسيرتها المقدسة من الوريد الى الوريد حسب تصوره، كل يوم يحاول شطبها من التاريخ نهائياً، كي يشبع غرائز أعدائها ومن أجل طمس هوية رجالها وفي مقدمتهم جمال عبد الناصر.

ذكرى الثورة
يريد شطب أيضاً ذكرى هذه الثورة بمساعدة اعلامه الأصفر الرخيص لا يريد لأي مصري أو عربي احياء ذكراها، في الذكرى الحالية يحاول اغلاق ذاكرة الشعب العربي بمصر من خلال ممارساته اللاواعية.
قبل حوالي اسبوعين استقبل السفاح سمير جعجع بطل مذابح صبرا وشاتيلا وعميل اسرائيل المعروف، وفي الاسبوع الماضي استقبل في القاهرة أحد عملاء اسرائيل والأمريكان في العراق مسعود البرزاني، وفي نهاية هذا الأسبوع يستقبل للمرة الخامسة صديقه وحليفه العنصري بنيامين نتنياهو في منتجع ووكر التأمر شرم الشيخ.

مبارك طالب نتنياهو منع وصول السفينة
يوجد حول هذا الاستقبال تساؤلات كثيرة، انه يذكرنا باستقباله لوزيرة خارجية اسرائيل تسيفي ليفني عشية العدوان الأخير على غزة، كما يذكرنا بزيارة عميل الموساد والسي اي ايه عمر سليمان لاسرائيل وعناقه لسفاح الأطفال ايهود براك قبل ارتكاب اسرائيل لجريمة الاعتداء على اسطول الحرية واليوم يستقبل نتنياهو في اليوم الذي سوف تصل سفينة الاغاثة الليبية الى ميناء غزة.
الشيء المؤكد أن مبارك طالب نتنياهو منع وصول هذه السفينة كما فعل عمر سليمان أثناء لقائه مع براك عندما طالبه بمنع اسطول الحرية من الوصول الى هدفه وهو ميناء غزة.

هدية الشعب المصري!
نعم هذه هي الهدية التي يقدمها مبارك للشعب المصري في ذكرى الثورة، مزيداً من التخاذل والتآمر على حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، لم يعد يهمه شيء سوى توريث نجله لأنه قطع كل شرايين الانتماء والرابطة بينه وبين انتمائه القومي والوطني، لقد جفت كل مشاعره، لا أحداً يسمعه ولا أحداً يصدقه عكس ما كان عليه عبد الناصر، فقد كانت كلماته تحرق شفاه وأقدام المنحرفين في مصر وداخل الوطن العربي، وقد اعترف أحد كبار ضباط المخابرات الاسرائيليين ويدعى " رونين " لصحيفة هأرتس، قال بأن عبد الناصر كان أخر زعيم عربي له تأثير على الشارع العربي والزعيم الذي حل مكانه في قوة التأثير هذه هو رئيس المقاومة اللبنانية الشيخ حسن نصر الله ، هذا ما اعترف به الضابط الصهيوني وهذه هي الحقيقة سواء وافق مبارك ومعه الملوك العبادلة أم لا.
 

مقالات متعلقة