الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 18:01

احسد شاليط- بقلم:شوقية عروق منصور

كل العرب -
نُشر: 02/07/10 12:06,  حُتلن: 14:00

- شوقية عروق منصور:

*  الله يخلي شاليط  لأنه الأمل الوحيد للأسرى الفلسطينيين

* المسيرة ستستمر عدة ايام وذلك للاسراع في عملية الافراج عن الجندي المخطوف

تغيظني بعض الألوان ، حين يكون البياض رمز الطهارة والبراءة والصفاء ثم يتحول هذا البياض الى علم فيه الاستسلام والتسليم والانحناء والوقوع تحت اقدام الأعداء ، او الى علم يفترس الأرض وتحت ظله يطرد شعب وتصادر أراضيه ، اما اللون الأزرق فبقدر اتساع السماء والمحيطات والبحار لهذا اللون الذي روضنا على التأمل ، يستدعي أيضاً الضيق وتسيل من نجمته التي تتوسط البياض حكاياتنا المرتجفة المليئة بالبؤس.

شلالات من الأعلام الأسرائيلية الطالعة من بين الوجوه ، الشوارع نشيطة تنفض التثاؤب ، بدات مسيرة- جلعاد شاليط – فقد انطلقت من منزل عائلة جلعاد في ( متسبيه هيلا ) في شمال البلاد الى منزله (المتحرك) في القدس ، حيث سيسكن والدا شاليط على الرصيف المقابل لبيت رئيس الحكومة نتنياهو للضغط عليه ، المسيرة ستستمر عدة ايام وذلك للاسراع في عملية الافراج عن الجندي المخطوف .

رئيس الحكومة يرقص مع دببة الرفض
هؤلاء المشاركون ، شباباً ونساءً وكباراً في السن ، عبارة عن خليط يسارع ويخطو ويتحدى حرارة الطقس والمسافات البعيدة والطويلة ، ونوافير الكلام والبكاء والتضامن تتحدث عن الصبي المسكين(جلعاد ) الأسير في دهاليز حماس الظالمة - لقد اسروه وهو يتنزه !!- هذه الجماهير المتضامنة التي ترتدي صور شاليط، تقف الآن وجهاً لوجه مع رئيس الحكومة الذي يرقص مع دببة الرفض ويحرث في ارض التهرب .
(جلعاد) اسير واحد ، جندي يخرج الينا عبر الصور مبتسماً ، منعماً ، يداري خجله من اللقطات التذكارية ، ليلفظه الزمان بعد ذلك على شاطىء الأسر ، و تحت وطأة الفواتير السياسية التي ترفض الصفقة والمقايضة ، تفرد المظلات والأعلام الأسرائيلية التي ينضم تحتها المئات والآف ليشاركوا في الاسراع في تنفيذ الصفقة .

الله يخلي شاليط
قلتها سابقاً ( الله يخلي شاليط ) لأنه الأمل الوحيد للأسرى الفلسطينيين الآن ، خاصة في ظل الخيبات الوطنية وعدم الاهتمام بالأسرى والانتحار البطيء لمشاعرنا التي تطحن يومياً الأفلاس والضجر السياسي وابتسامات القادة الذين كلما زادت اوزانهم وتفتقت بدلاتهم الرسمية كلما أقنا ان طريقنا مسدود ومقفل .
احسد (جلعاد شاليط )على هذه الجموع البشرية التي تقف الى جانبه والتي جعلت همها الانساني دعمه والتفتيش عن المفاتيح التي ستطلق سراحه ، اغار منه لان هناك في السجون الأسرائيلية اكثر من عشرة الآف اسير فلسطيني بينهم أسيرات وأطفال لا احد يتكلم عنهم او يسأل عنهم سوى الأمهات الصابرات والزوجات والأخوات والأخوة وجمعية الأسرى المقيدة الى ميزانيات بائسة .

كل واحد يقلع شوكو بايدو
لا احد يفاوض ويدافع عنهم – بالعكس قضاياهم الأمنية تصبح مصدرا للغنى والابتزاز لدى الكثير من المحامين – ولا احد يفكر بتشكيل جماعات للضغط على القيادة الفلسطينية ، والشوارع تبقى فارغة من هذه الجماهير ، كأن هؤلاء الذين يقبعون داخل السجون ليسوا منا ولم يقوموا باعمالهم من اجل اوطانهم .
للاسف اسرانا مقيدون في سلاسل الزمن ، كأن السلطة الفلسطينية تحمل شعار ( كل واحد يقلع شوكو بايدو )والمفاوض الفلسطيني حتى اليوم لم يضع أجندة الأسرى على طاولة التفاوض بجدية الحريص على مستقبل روح الثورة لأن هؤلاء الأسرى هم وقودها ونارها وهم غدها ومستقبلها والذي يتخلى عن ثواره لا يستحق ان يحمل بريق الثورة على كتفيه .

اخجل من عيون السجناء الفلسطينيين
السؤال لماذا لا يقوم الشارع الفلسطيني بهبة شعبية - ليست موسمية فقط- اسوة بهبة (شاليط ) ؟! ، ان النزول للشارع له طعم التذمر وتبديل الصمت بالضغط و التحرك . احسد هذا (الشاليط) على هؤلاء الناس الذين تحدوا الطقس والمسافات ومارسوا الحق في الدعم وتوسيع رقعة امل لدى عائلة شاليط ، بالمؤازرة ورفض فكرة بقاء ( شاليط) بعيد عن اهله . اخجل من عيون السجناء الفلسطينيين الذين أكلت السنوات من احلامهم وانتظارهم ، لقد ذابت جلودهم وهم يقفون على أبواب الأمل ، ولم يبق سوى عظامهم يحصونها يومياً حتى لا تسرق منهم، لان كل شيء سرق منهم ، فالسنوات خدعتهم والنسيان الجنرال الذي يبصم له القادة .

مقالات متعلقة