الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 14:01

ريفلين يخص صحيفة كل العرب وموقع العرب بمقال: حانت ساعة الديمقراطية الإسرائيلية

كل العرب
نُشر: 24/06/10 22:27,  حُتلن: 08:49

- روبي ريفلين رئيس الكنيست:

* لا شك ان ما قامت به النائبة زعبي، كان له اصداء قاسية، وانتقادات لاذعة لدى الجماهير الاسرائيلية

* المستشار القضائي للحكومة هو المخول الاول والوحيد للنظر في المعايير الجنائية لما قامت به عضو الكنيست حنين زعبي

* مشاركة زعبي في الاسطول التركي العنيف، وزيارة اعضاء الكنيست العرب إلى ليبيا، وضع الديمقراطية في اسرائيل امام الاختبار الاصعب

* البرلمان يسمح لأعضائه اداء مهامهم، لذا اصررت على اجراء فصل تام بين عمق الموضوع، وماهيته، ورأيي الشخصي حوله، وبين حق النائبة زعبي للإدلاء برأيها، والتصريح فيه

* انه من الخطأ منح أي لجنة سياسية، الصلاحية لإقرار مصير أي عضو كنيست، علماً انه من ناحية اجرائية فإن القرارات التي تتخذ في لجان الكنيست، يتم التصويت عليها في هيئة البرلمان

ان مشاركة عضو الكنيست النائبة حنين زعبي في الاسطول التركي العنيف، وزيارة اعضاء الكنيست العرب الى ليبيا، وضع الديمقراطية في دولة اسرائيل امام الاختبار الاصعب.
ففي الوقت الذي ثارت فيه مشاعر اليهود والعرب على حد سواء، انصب النزاع كاملاً داخل الكنيست الاسرائيلي، وبات واضحاً فيه، فحفزتنا الاحداث للقيام بإعادة تقييم ضرورية، اضطرارية، والنظر بحدود حرية التعبير عن الرأي، ومنعاً لوقوع التباس، فقد فرضت علينا الاحداث كذلك المسؤولية الشاملة والكاملة، لإدارة وحل الأزمة البرلمانية العاصفة. ومع الوقت انا آمل لا بل على ثقة ان الديمقراطية ستثبت نجاحها بتخطي هذه الازمات.

لن نمر مر الكرام
ولا شك ان ما قامت به النائبة زعبي، كان له اصداء قاسية، وانتقادات لاذعة لدى الجماهير الاسرائيلية، وانا أؤمن وآمل في الوقت ذاته، ان المواطنين الاسرائيليين العرب ايضاً، ايقنوا حجم المشاعر الغاضبة والمنددة، وأحسوا فيها كذلك، تماماً كباقي المواطنين، وممثليهم في الكنيست. فهذا ليس أمراً يمكن ان نمر عليه مرّ الكرام، عندما يعلن أعضاء كنيست جهارة دعمهم بالجهات المعادية لإسرائيل، والتي تهدد أمنها، ويدعمون بصراحة أعمال البلطجة التي حدثت على سفينة مرمرة، والزعران الذين اعتدوا بوحشية على الجنود الاسرائيليين، ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل حاولوا خطفهم، هؤلاء الجنود الذي دافعوا عن حدود اسرائيل البحرية، تماماً كما يقضي القانون الدولي، وانا ايضاً كمواطن اسرائيلي شعرت بزعزعة في نفسي ازاء ما حدث، وما من شك انه يحتاج الى تحقيق موسع، وتقييم دقيق، للسلطات المعنية نظراً لجوانبه الجنائية.

إنتقادات لاذعة لا بل ثاقبة
ومع ذلك، وفي محط مسؤول للدفاع عن الديقراطية الاسرائيلية، أكدت ان البرلمان يسمح لأعضائه اداء مهامهم، لذا اصررت على اجراء فصل تام بين عمق الموضوع، وماهيته، ورأيي الشخصي حوله، وبين حق النائبة زعبي للإدلاء برأيها، والتصريح فيه، من على منصة الخطاب، والمؤسف ذكره انني وفي اعقاب ذلك تلقيت انتقادات صعبة، ولاذعة، لا بل ثاقبة، من قبل زملائي في البرلمان، وبعض اصدقائي اليهود.

سحب حصانة النائبة حنين زعبي
وحتى في ساعات الغضب التي انصبت داخل الكنيست، وكادت تتطور لنزاع حقيقي، لم يكن لدي شك، بأن هذه هي حقيقة البرلمان، وهذا هو إمتحان الديمقراطية، وما دام عضو الكنسيت يخاطر بمنصبه في سبيل إتمام واجبه الجماهيري، ومع من وجود ذرائع تمنعه من ذلك، علينا السماح له، بالرغم من المصاعب الناجمة عن ذلك.
ان المستشار القضائي للحكومة هو المخول الاول والوحيد للنظر في المعايير الجنائية لما قامت به عضو الكنيست حنين زعبي، وفقط قراره اذا صدر، بمحاكمة النائبة زعبي سيؤدي الى سحب حصانتها كعضو في البرلمان.

مصير عضو الكنيست
لذلك اعترضت على اجتماعات لجان الكنيست ومناقشة موضوع سحب الحصانة عن اعضاء الكنيست العرب، كما واعترضت للقرار الصادر ضد النائبة حنين زعبي، لأنني اعتقد انه من الخطأ قيام الاغلبية بإستغلال قوتها ضد الاقلية، كما انه من الخطأ منح أي لجنة سياسية، الصلاحية لإقرار مصير أي عضو كنيست، علماً انه من ناحية اجرائية فإن القرارات التي تتخذ في لجان الكنيست، يتم التصويت عليها في هيئة البرلمان التي إما تصادق عليها، او ترفضها.

حانت ساعة الديمقراطية الاسرائيلية
أعتقد حتى الآن، انه لمن الخطأ تمرير قرار لجنة الكنيست الصادر ضد النائبة حنين زعبي، لإقراره في هيئة البرلمان لسببين، الأول لأن المستشار القضائي للحكومة، هو الذي سيقرر فيما اذا كانت النائبة زعبي قد خرقت القانون، وبالتالي ما دامت هذه القضية تحت الفحص القضائي من الضروري ان لا تستعجل الكنيست وتقرر مصير النائبة زعبي أو أي نائب آخر في هيئتها.
ثانياً ان الأجواء العامة في الشارع الاسرائيلي بين العرب واليهود ما زالت متأججة. فالطرفان يواجهان بعضهما بحالة من الغضب مما حدث، لذلك فإن رأيي ينصب نحو قيام الكنيست بتهدئة الخواطر وتجنب حالة الغليان كما انه من الضروري التصويت على القرار بشأن زعبي، بعد ان تكون الأجواء قد هدأت، على اثر حالة الغضب والهيجان بين الطرفين.
لقد حانت ساعة الديمقراطية الاسرائيلية وأنا أؤمن انه بمقدورها تخطيها.

مقالات متعلقة