الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 02:02

لا وقت لدينا للصغائر والصغار والدّيدان حين نقرع "جدران الخزان"!؟ - عبد عنبتاوي

كل العرب
نُشر: 24/06/10 17:13,  حُتلن: 15:47

- عبد عنبتاوي في مقاله:

* لماذا "تُستخدَم" هذه الصحيفة بالذات، وتُدفَع في هذه الاتجاهات؟؟!!

* لا وقت لدينا للصغار والصغائر، فأنْ تقرَع جدران الخَزّان خَيرٌ من أن تقرع طبول الوَهْم..أمّا الدّودَة...!؟

* من الروعة أن تعلم، لكن الأرْوَع أن تفهم، وكلما سَمَوْتَ بانتقاءِ أعدائِكَ، كلما سَمتْ حياتك ومعاركها ومعانيها

* إذا لم تنجح الآنيات باستكتابنا، في الماضي، فمن اليقين أن الآنويات لم تَعُد حاضرة لدينا في أي مشروع كتابي ذاتيّ

إذا لم تنجح الآنيات باستكتابنا، في الماضي، فمن اليقين أن الآنويات لم تَعُد حاضرة لدينا في أي مشروع كتابي ذاتيّ، مهما كانت أهميتها الواقعية أو دلالاتها المستقبلية، إلاَّ من باب الإيحاء الرمزيّ للأحداث والقضايا الراهنة او المعاصرة، وبما تحمله من تأْثير على الاستنباط والاستدلال ومَناهج المعرفة التحليلية الأخرى، في الاستنتاج وفي مواجهة الواقع ومحاولة صناعة واستشراف المستقبل..

لم يَسْتَكْتبنا حتى ما نُشِرَ مُؤخراً بحَقنا
ولم يَسْتَكْتبنا حتى ما نُشِرَ مُؤخراً بحَقنا، شخصياً، من مقالات ومواد إعلامية وتصريحات، بالرغم مما تخللها من سوء فهم إلى سوء تأويل إلى سوء وعي وسوء تقدير، عَبْر الوعي المفقود أو الحِقد الموجود، وإلى درجة التشويه والإساءة، بالإشارة أو المُباشَرة، بقصد أو بغير قصد، حتى أحياناً من "ذوي القربى" ومن أصدقاء لدودين، عِوَضاً عن أعداء معدومي القيمة والقامة..!؟
ولَسني هنا بصدد الرد على كلِّ ذلك المشهد الفُسيفسائيّ، كما لَستُ مُلْزَماً بتفسير أقوالي ومواقفي، ولا لتفكيك مَقاصدي، ما نُشِرَ منه وما ضُمِرَ، ولا حتى الإشارة إلى منهجيتها ومصادرها وجذورها البُنيوية، وتناغمها وانسجامها واتجاه حركتها اللولبية وغائيتها.. فتكفي قراءة عقلية جدّية عميقة وشاملة، ومُجرَّدة من كلِّ الإنفعالات والأحقاد، لِسَبْر أغوار مَرامي ما قلته أو كتبته، كما ورد في "كل العرب" و "حديث الناس" و"موقع العرب" و"بكرا" (نصّاً وروحاً)، دون أي نَدمٍ او تراجُع، كمحاولة "لقرع جدران الخزان"، من خلال عملية نقدية مُركَّبة، لواقع مُركَّب في الأصل، وبحِدَّة تقتضيها المسؤولية الوطنية والمرحلة المصيرية والتحديات الوجودية، التي تمرُّ بها جماهيرنا العربية الفلسطينية في البلاد، وقياداتها "الجماعية" مُتمثلةَ بلجنة المتابعة العليا، وللحيلولة دون إبقائها "ورقة التوت"..

الوقوف أمام مادة انبعثت منها رائحة كريهة
لكن، وبالرغم من ذلك، وتجاوزاً له، وببساطة وإيجاز قدر المستطاع، وبهدوء الواثق، فإن ما نُشر الأسبوع الماضي، في إحدى الصحف المحلية معدومة الوِجْهَة والإتجاه والإستقرار، يجعلني أتوقف، وقفة المُتقيِّىء، كما توقف مثلي كثيرون، من الخُصوم قبل الأصدقاء، أمام "مادة" انبعثت منها رائحة كريهة، لم تخلُ من "نزعة مُخابراتية"، ومن قذفٍ وتشهير، ومن حقدٍ دَفين، يَنُم عن عقليةٍ مَريضة وعن بَصيرة غير مُبْصِرة، لا تَمُتّ إلى النقد بصِلَةٍ، ولا إلى الموضوعية بعلاقة، ولا إلى الحقيقة بخيط، ولا إلى المهنية برابط..!؟

معايير ومقاييس
فما نُشِرَ، وبكل المعايير والمَقاييس، ليست مادة إعلامية إخبارية، وليست تقريراً ولا بحثاً صحفياً، كما أنها ليست مَقالة صحفية، ولا ترتقي - من حيث اللغة والأسلوب والمضامين والمفاهيم والمُصطلحات المُستخدَمة والتسلسل والانتقائية وتغييب الحقائق والتشويه- إلى أي شكل من أشكال الإنتاج الإعلامي وفنون الكِتابة الصحفية.. فماذا تُسمى إذن؟! وهل هي مادة إعلامية "مدفوعة"؟! ومَنْ يقف وراء هذا "الدفع" وما هو المقابل؟! ولماذا يختبئ صاحب هذه المادة "البُرازية" ويتبدَّد اسمه ويتخفّى كالفئران والصراصير؟!

لماذا "تُستخدَم" هذه الصحيفة بالذات، وتُدفَع في هذه الاتجاهات؟؟!!
ولماذا "تُستخدَم" هذه الصحيفة بالذات، وتُدفَع في هذه الاتجاهات؟؟!! لاشك أنها تساؤلات استنكارية، تَنُم عن أسئلة شرعية ومشروعة، ولا تنتظر الإجابات بالضرورة..!! ولَعلَّ أكثر ما يُثير الشفقة والسخرية، في الوقت عينه، في تلك "المادة"، ان صاحبها – الخَفَّاش يتحدث عن الشجاعة وعن الحداثة والتحديث وعن المرأة وقضية النساء وعن المهنية والقُدُرات، ويستخدم بعض الأسماء كأدوات محدودة الغَرَض ومُحدَّدة الأهداف..!؟

حَدَث عاكس أكثر منه فاصِل وحاسم
ولماذا غاب عنه وعن غيره قراءة جوهر وإشارات ورموز تصريحاتي ومواقفي الأخيرةّ؟! ولماذا استحضَر ما لم يُقَلْ او أخرجه من سياقه؟! ولماذا لم يتعرَّض إلى المسؤولية السياسية والوطنية والمهنية التي تجلَّت في مواصلة العمل والأداء، رغم إصراري علي الاستقالة، لاسيّما خلال القرصنة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية واعتقال وفد لجنة المتابعة، وقبل ذلك عند اعتقال الصديقين أمير مخول وعمر سعيد، وفي الموقف الناقد لوفد ليبيا - الذي رفضتُ المشاركة فيه- بعد تغييب لجنة المتابعة، كمرجعية تنظيمية وسياسية للوفد، وبعد أسابيع قليلة من إنجاز النظام الداخلي للجنة وإقراره كإنجاز تاريخي تَمَّ تجاوزه بدل استثماره والدفاع عنه وتطويره؟! ولماذا لم يقرأ "أصحاب الرأي" تصريحات معظم أعضاء ذلك الوفد، بعد الزيارة، وخصوصاً تصريحات رئيس لجنة المتابعة العليا، والتي أكدت دون رتوش او غبار صحة موقفي ونقدي.. حتى جاءت أحداث "اسطول الحرية"، وما تبعها من تداعيات، لتُنْقِذ لجنة المتابعة وتُحافِظ على شرعيتها وتعيد هيبتها، بعدما جرى من تراجع خطير أحدثته زيارة ليبيا، بالشكل وبالجوهر وبالأداء، كحَدَثٍ عاكس أكثر منه فاصِل وحاسم..

صالح جداً
وإنْ كنا، لسنا بصدد قراءَة تاريخية لنمو وتطور لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وما حدث فيهما في السنوات الأخيرة من مَأسسة وتقدم ملموس وملحوظ للعين والعقل، خصوصاً على مستوى العمل المكتبي والإعلامي والإداري والتنظيمي والخِطابيّ والسياسي، بالرغم من ظروف العمل المستحيلة والموارد المحدودة وشبه المعدومة، والتي فيها تجاوزنا قوانين الفيزياء وحركة المادة.. فإننا نُذكِّر، إنْ نفعتْ الذكرى، أننا تَسَلَّمنا عملنا، كخليفةٍ لسلفٍ "صالح جداً"، في شكل صندوق مُبعثَّرٍ من الأوراق تعلوها الغبار وتتطاير حولهُ الصراصير، حتى أنْشأنا مكتباً مُمَأسساً لهذه الهيئات، بِتنا فيه نسمع صرير الأبواب.. حيث كانت مَهمة الانتقال من صندوق الصراصير إلى صرصرة الأبواب، إلى ما نحن عليه الآن، رغم نواقصه، مَهَمَّه ديونيزية شبه مُستحيلة..

المكانة والقيمة الحقيقيتين يصنعهما الإنسان وليست "الكراسي"

وثَمَّة من يريدون أن يحصروا رؤية وعمل وأداء هيئاتنا التمثيلية السياسية والوطنية والحقوقية، وفي مقدمتهم لجنة المتابعة واللجنة القطرية، كِقَطَّان سياميان لا ينفصمان، وكماء الورد لا ينفصلان، بالأبعاد المهنية المجردة، بحيث تغدو "المهنية" رؤية وأيديولوجيا، وليست آلية لتجسيد الرؤية، وكأنها مجرد جمعيات مهنية تخصصية، وليست هيئات قيادية سياسية وطنية، وهنا تكمُن الخُطورة إذا ما استشرفنا المعاني المقصودة..
ليس هذا رداً شاملاً أو كاملاً ولا عَيْنيا او مَوْضِعياً، إنما استكتاباً اضطراريا للذات، لا ينحصر في الدفاع عن الذات والموقف، إنما استكمالاً لقرع جدران الخزان فيما هو آت..
لستُ مِمَّن تصنعهم المواقع والمناصب، ولستُ مِمَّن يَسْعَوْن ويَصْبون ويلهثون وراء أية مواقع أو مَكانة، فالمكانة والقيمة الحقيقيتين يصنعهما الإنسان وليست "الكراسي"..

الاستعلاء يُعتبر فضيلة أحياناً
فمن الروعة أن تعلم، لكن الأرْوَع أن تفهم، وكلما سَمَوْتَ بانتقاءِ أعدائِكَ، كلما سَمتْ حياتك ومعاركها ومعانيها.. هكذا هي طبائع الحياة وطبيعة الوجود.. وليس لي ان أنهي كلامي هذا، وإن بدا استعلائياً بعض الشيء، في حين ان الاستعلاء يُعتبر فضيلة أحياناً، أن لا وقت لدينا للصغار والصغائر، فأنْ تقرَع جدران الخَزّان خَيرٌ من أن تقرع طبول الوَهْم..أمّا الدّودَة...!؟
 

مقالات متعلقة