الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 15:01

الأجدب والأحدب والعبارات المبهمة، بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 18/06/10 12:04,  حُتلن: 08:09

- مرعي حيادري في مقاله:

* نكسة تلوى الأخرى منذ التاريخ الذي يشهد الخامس من حزيران عام1967 والاجتياح الإسرائيلي للجبهات العربية نحو الضفة الغربية والقدس

* ستبقى المعادلة ناقصة ؟؟ جوفاء حدباء.. وعباراتها مبهمة كتصريحات قياداتنا العربية منذ التاريخ القديم والى يومنا هذا.. وعلى أمل أن يتحقق النداء

*  كان حريا بنا ذكر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتآمر المتلاحق والمتتالي حتى بقي متتاليا ومتأصلا في الهيمنة الإسرائيلية وبدعم أمريكي مطلق

بعدما صال وجال الأسطول الحربي الإسرائيلي في عباب البحر الأبيض المتوسط , متعديا حدوده الإقليمية إلى ابعد من المسموح.. وتعالت أصوات العرب من الأحدب إلى الأجدب , وهرولت بوزراء خارجيتها ودفعتهم إلى اجتماع طارئ وبعد أربعة أيام من العدوان والمجزرة البحرية من القتل الحاصل , تبخرت تلك الأصوات , وسرعان ما ذاب الثلج وبانت الصخور الجرداء... , لا خضرة تتمتع بجمال صوتها وصياحها, أو حتى بقايا من هيبة تصريحاتها ,التي بقيت من حيث ما بدأت.. عبارات بدون أفعال وردود فعل خاوية لتجعلنا نشفى من خجلنا وإذلالنا الذي أركبنا الموجة وعودنا على الرذيلة وسماع كلام الذل والإهانة وما فتيء يلازمنا سنوات متتالية بدون انقطاع , هروب من الحقائق المؤلمة, وزحف على البطون , وتصريحات لا فائدة ترجى منها , واجتماعات بلا قرارات , واختلافات وانقسامات في كل ما يخص الصف العربي والقضية الفلسطينية .. وبقينا نراوح مكاننا .. الأحدب احدب ...والأجوف أجوف ... والعبارات واحدة بنفس النمط والنتيجة , بلا نتائج أو موقف واضح يحررنا من القيود العسكرية والاذلالات والتشرذم اللاحق بنا .. وهل من منقذ لوضعنا المأساوي؟!!؟.

نكسة تلوى الأخرى منذ التاريخ الذي يشهد الخامس من حزيران عام1967 والاجتياح الإسرائيلي للجبهات العربية نحو الضفة الغربية والقدس , ومن الاحتلال لهضبة الجولان السورية , و شبه جزيرة سيناء , فثلاث جبهات عربية , لم تحتمل أمام إسرائيل إلا ستة أيام حتى أنجزت مهمتها في ضرب القومية والوحدة العربية آنذاك؟؟!! فمن الزعماء من مات مهموما .. ومنهم من اتهم بالخيانة ... وأخر من تعاون وسلم الضفة والقدس سويا, على أمل أن يبقى ضمن حدود دولته, والحفاظ على شخصه وكرسي عرشه,.. والتاريخ يشهد أن الوعد نفذ إلى يومنا هذا وما زال وما فتيء التاريخ والعبارات وفق التحليلات السياسية من عرب وأجانب يدرس في المناهج التعليمية العربية واليهودية على حد سواء ؟. ثم ننام لاستراحة مع الحساب والضمير وتبدأ الحرب الباردة عام 1968 1969 وحتى سنوات السبعين ومع المنظمة الفلسطينية في لبنان آنذاك واللبنانيين , حتى تستفيق الأمة العربية من سباتها وتحضر لضربة عسكرية من عام 1973 وتحديدا في العاشر من رمضان عام 1973... تتفق الجيوش السورية والمصرية بشن هجوم على إسرائيل مباغت , يسفر عن نصر لها في البداية حتى تحاول إسرائيل لملمة نفسها , حين تتوقف الجيوش المصرية وبأوامر من قائدها الأعلى آنذاك السادات؟!! , تتمكن إسرائيل من شن هجوم مضاد على الجبهة الشمالية بعدما كانت سوريا قد حررته تماما من الاحتلال الإسرائيلي , وتدور معارك شرسة وفق المحللين العسكريين وكتب المؤرخين وتحاول إسرائيل السيطرة ثانية على جبل الشيخ واسترداده , وكل ذلك حصل تفوقه ونجاحه , حين توقفت الحرب من الجهة الجنوبية ؟!
تعالوا نختصر التاريخ كما أختصر عروبتنا وهيبتنا وجعلنا هامشيين مهمشين لما دأبنا عليه من تربية سياسية من قياداتنا وزعمائنا الذين فشلوا أو افشلوا, والتاريخ والسياسة يشهد ويخبأ أحيانا ما لا نعرفه إلا بعد عمر من الزمن, والكفيل بفضح الحقائق لقادة كانوا .. قد باعوا أو بايعوا كل من سياسة الأمريكان وتدخلهم في الشأن الصغير قبل الكبير , وما نحصده بدا الصوت الخافت المهزوم والمأزوم .. والذي لا حول له ولا قوة .. استنادا إلى (التعربش) بأمريكا وحلفائها في العون والمساعدة في إنقاذ ما تبقى من الشرف العربي وهو( أن يحافظوا على كراسي عروشهم) ؟؟! والتي ما زالت منذ الستينات والى يومنا هذا مسيطرة بهراواتها وضرباتها الحديدية , فهل سيكون حالنا أفضل منهم؟!!! اشك في ذلك وبنفس القدر والنهج الذي تربينا عليه قادة , انعكس على شعوبنا العربية التي أخذت حبوب النفاق (والد وخان ) وجعلت من نفسها مسخرة ومذلة ومهانة في سكوتها على الرذيلة وعدم التصدي لها , برغم الاضطهاد الحاصل لها ولأشقائها؟!!.وهل من زعيم عربي احدب أو أجوف يمتلك الشجاعة على وقف البطش والإسفاف؟؟.
وفق المعطيات التاريخية والتي لا بد من ذكرها قبل ذلك ومنذ قيام الدولة العبرية والراغبة بتسميتها بهذا الاسم , متجاهلة العرب القاطنين فيها منذ عام 1948 ؟؟!! كان حريا بنا ذكر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتآمر المتلاحق والمتتالي حتى بقي متتاليا ومتأصلا في الهيمنة الإسرائيلية وبدعم أمريكي مطلق , مرورا بحرب لبنان والذي سموه في حينه (سلامة الجليل) والاجتياح على لبنان واحتلال أول عاصمة عربية (بيروت)؟!! حين كانت تحترق والعالم العربي بقياداته وشعوبه يتفرج دون حراك , نفس المنوال والدائرة تحدث لنا ولقياداتنا اليوم وبدعم أمريكي , اللهم تحولت اللعبة مع أبطال برزوا في دورهم للدفاع عن فلسطيني غزة إلا وهم الإسلام الأتراك والإسلام الإيرانيين المقاومين لدعم غزة وفلسطين وفك الحصار عنها ؟!

آن الأوان
وعليه والى شعوب المنطقة العربية اجمع ولقياداتها التي نامت عميقا ولم تستيقظ بعد, أن الأوان أن ترفعوا أصواتكم النضالية الفكرية والمسالمة من خلال كفاحكم التعليمي السياسي ورفع هامة شعوبكم ضد سياسة القمع والتمييز وضد قياداتكم التي تضربكم بإياد من حديد , ولا بد أن تعاتبوهم وتسقطوهم من عروشهم بالثورات الفكرية المسالمة وقمعهم بهدوء دون سفك دماء , حتى تنمو طاقاتكم وتكونوا قد .. زرعتم وغرستم وقطفتم... والى حكومة إسرائيل أقول: كفانا تمييزا يا أقطاب الحكومات المتعاقبة , أعطوا الحقوق لأصحابها والأرض تتسع لكافة الشعوب المحبة للسلام وبغير أن ننشد السلام ونفك الحصار ونوقف الحرب والته العسكرية , ستبقى الكراهية سائدة والبغيضة عالقة هائمة لا تتوقف إلا بنيل الحقوق والسلام لكل من ينقصه العدل والسلام , وإعادة الحقوق الشرعية لأصحابها .. فقيام دولة فلسطين أمر حتمي إن شئتم أم أبيتم وبدون أن نتفاوض وعلى أساس الشرعية وميزان العدل والمساواة فلا تكافؤ إطلاقا؟!!.. ستبقى المعادلة ناقصة ؟؟ جوفاء حدباء.. وعباراتها مبهمة كتصريحات قياداتنا العربية منذ التاريخ القديم والى يومنا هذا.. وعلى أمل أن يتحقق النداء.. تعالوا نرقب الحدث والتطورات .. وان كنت على خطأ صححوني.

مقالات متعلقة