الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 05:02

غزة مستمرة بالتحرّك والضفة ما زالت تغرق بقلم: حازم القواسمي

كل العرب
نُشر: 16/06/10 19:41,  حُتلن: 07:47

 - حازم القواسمي:

*  هل تستمر الحكومة بافتتاح مشاريع البنى التحتية وكأنه لا يوجد احتلال؟

* متى ستصبح الضفة الغربية محررة من الصهاينة ومن مستعمراتهم السرطانية

* لا يوجد عاقل اليوم يعتقد بأن الصهاينة سيخرجون من القدس ومن كل مدن الضفة الغربية

الحمد لله أنّ الضرب يفيد مع إسرائيل، لذلك فرضت صواريخ حزب الله على العدو الصهيوني الانسحاب العاجل من لبنان دون تحقيق أهدافهم التي شنّوا الحرب لأجلها. ولذلك أيضاً، فرضت الصواريخ الغزية، حتى وهي بدائية الصنع، انسحاب أحادي الجانب من طرف الجيش الاسرائيلي من غزة بل وتفكيك آخر مستوطنة كانت موجودة في القطاع الباسل.

لا يوجد بصيص أمل
أما في الضفة، فقيادتنا ما زالت تفاوض وتتوسل بيريس وباراك ونتانياهو ولا من مجيب. والمستعمرات بازدياد مستمر في كل شبر في القدس وفي كافة المدن الفلسطينية، والحواجز العسكرية الاحتلالية المذلة بالمئات والجدار يطبق على أنفاس الضفة والقدس، ولا يوجد بصيص أمل واحد بأي انسحاب أو تفكيك للمستعمرات. وفي الأيام الأخيرة، يظهر علينا بعض قيادة فتح ليقولوا لنا أنهم لا يتوقعون شيئاً من هذه المفاوضات الغير مباشرة، ولكنها تكتيكاً فقط. فما العمل في الضفة إذن؟ هل تستمر الحكومة بافتتاح مشاريع البنى التحتية وكأنه لا يوجد احتلال؟ وأين ما تبقى من منظمة التحرير، والتي يذكّرنا د. سلام فياض دائماً أنها هي المسؤولة عن الشأن السياسي الفلسطيني؟

غزة لم تحرر بالكامل، بل هي ما زالت محاصرة براً وجواً وبحراً
إن وضع الضفة الغربية السياسي والميداني في تدهور مستمر، والأرض ممزقة بالمستوطنات والحواجز العسكرية والمداهمات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي لا تتوقف. ولا نعرف متى سيندحر جيش الاحتلال منها، ومتى ستصبح الضفة الغربية محررة من الصهاينة ومن مستعمراتهم السرطانية. صحيح أنّ غزة لم تحرر بالكامل، بل هي ما زالت محاصرة براً وجواً وبحراً، ولكنها تخطو خطوات جدية باتجاه التحرر. وإن قوافل الحرية ما هي إلا السكين الذي بدأ يُزرع في خاصرة الحصار الجائر ليفككه ويطرحه أرضاً دون رجعة، حتى تصبح غزة حرّة.

كذبنا الكذبة وصدقناها
وبينما بدأ قطاع غزة بالتحرك أكثر فأكثر نحو حريته وسيادته، ما زالت الضفة الغربية تغرق بين المستوطنات والحواجز العسكرية من جهة وبين أوهام بناء دولة فلسطينية من جهة أخرى، أما القدس فيتم تهويدها أمام أعيننا ولا يوجد أدنى فعل يذكر. لقد كذبنا الكذبة وصدقناها في الضفة الغربية، وحلمنا بحلم جميل لا نريد أن نستفيق منه اسمه "الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". ولكنه يبقى حلم، ولا يمت للواقع بصلة، وهذا ما استنتجه شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده. فلا يوجد عاقل اليوم يعتقد بأن الصهاينة سيخرجون من القدس ومن كل مدن الضفة الغربية وأنهم سيفككون المستعمرات وأنهم سيسمحون بدولة فلسطينية على كامل حدود 67.

مواجهة لها أول وليس لها آخر
وكلّ الفلسطينيون، وحتى العرب والمسلمون، يعلمون أننا ذاهبون مع الصهاينة لمواجهة لها أول وليس لها آخر. وأنّ المسألة أصبحت مسألة وقت حتى تفرط الأمور في الضفة الغربية، وهي ليست بعيدة كثيراً عن ذلك. والصهاينة أيضاً يعلمون ذلك حق العلم، بل قد بدأوا بتحضير سيناريوهات عدة ويقوموا حالياً في هذه الحكومة الاسرائيلية الفاشية بتوزينها، ووضع حلّ يرضيهم ويقبله الأمريكان.
المشكلة في قيادة الضفة اليوم أنهم لا يأخذون المبادرات، وينتظروا المبادرات الاسرائيلية ليقوموا أو لا يقوموا بردة فعل حيالها. ليس لهم علاقة بالتخطيط او شيء اسمه وضع الخيارات. وها نحن ننتظر التحرك الصهيوني القادم في الضفة، وما خفي كان أعظم.

مقالات متعلقة