* مقاومة الاستراتيجية الصهيونية في التهويد تقتضي العمل وفق استراتيجية سريعة ومضادة

* احكام عزل المدينة المقدسة من خلال استكمال جدار العزل وتركيز السيطرة على المداخل المتبقية

* المتحدثون يشيرون الى ملامح استراتيجية تهويد المدينة، والتي اصبحت اليوم اكثر وضوحا من اي وقت مضى

أقامت الهيئة الأسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم مؤتمرا بعنوان القدس عاصمة تحت الأحتلال وذلك بمشاركة حشد من المدعوين من كافة المحافظات الفلسطينية اضافة الى وفد مناطق ال48 ووفد الجولان العربي السوري المحتل ووفد يمثل جماعة ناطوري كارتا اليهودية المعادية للصهيونية.



آيات قرآنية وفصول من الإنجيل
تميز المؤتمر بحضور عدد كبير من رجال الدين المسيحي والأسلامي ، وكذلك أعضاء الهيئة الأسلامية المسيحية واصدقائها وحشد من رجال السياسة والأدب والثقافة ، وقد عُقد المؤتمر في المقر العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة.
أبتدأت الجلسة الأفتتاحية عند الساعة 9:30 صباحا حيث ترأسها الأعلامي المعروف أبراهيم ملحم حيث تليت آيات من القرآن الكريم من الشيخ قاسم الشيخ أمام مسجد اليرموك في البيرة كما تلي فصل من الأنجيل المقدس من سيادة المطران وليم الشوملي نائب البطريرك اللاتيني في القدس. ثم وقف الحضور لسماع النشيد الوطني الفلسطيني.

القدس الكبرى في المخططات الأسرائيلية
ومن ثم كانت كلمة سماحة الشيخ تيسير التميمي الرئيس المسلم للهيئة الأسلامية المسيحية ثم كلمة معالي السيد رفيق النتشة الذي ألقى تحية بأسم السيد الرئيس ثم كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الرئيس المسيحي للهيئة. ومن ثم كلمة الأمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر. وبعدها أنتقل الجميع للقاعة المجاورة لمشاهدة معرض للمصور الصحفي محفوظ أبو ترك.
الجلسة الأولى ترأسها عطوفة محافظ القدس السيد عدنان الحسيني تحدث خلالها السيد خليل التفكجي عن موضوع القدس الكبرى في المخططات الأسرائيلية. ثم محاضرة المحامي قيس ناصر بعنوان المخططات الأسرائيلية الحالية والمستقبلية في ساحة البراق. ومحاضرة الشيخ بسام جرار بعنوان ماذا تعني القدس للأمة.

القدس بين الأجماع الصهيوني وتدويل المعركة عليها
أما النائب محمد بركة فقد ألقى محاضرة بعنوان القدس بين الأجماع الصهيوني وتدويل المعركة عليها ، ثم تناول الجميع طعام الغذاء.
الجلسة الثانية ترأستها سعادة النائب الدكتورة نجاة أبو بكر فتحدث الدكتور حنا عيسى حول موضوع قراءة في القرارات الدولية الخاصة بمدينة القدس.والسيد جميل شحادة ألقى محاضرة بعنوان الموقف العربي والدولي تجاه قضية القدس. أما السيدة نورا كارمي فقد قدمت شهادة مؤثرة عن خبرتها ومعايشتها للأحداث في القدس. وسماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية الذي ألقى محاضرة بعنوان التحذير مما يتهدد مدينة القدس. والدكتور النائب برنارد سابيلا ألقى محاضرة بعنوان حاضر ومستقبل المقدسات المسيحية في ظل الأحتلال الأسرائيلي.  وفي الختام تم توزيع البيان الختامي والتوصيات.

البيان الختامي الصادر عن الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس في اختتام مؤتمرها "القدس ..عاصمة تحت الاحتلال"

قرارات شرعية دولية
يأتي انعقاد هذا اليوم الدراسي والقدس تهود وفق استراتيجية محكمة تعاقبت على تنفيذها كل الحكومات الاسرائيلية دون استثناء ،رغم الاختلاف فيما بينها في بعض السياسات والمواقف .
ورغم وجود موقف فلسطيني وعربي وحتى دولي ثابت فيما يتعلق بالقدس يستند في اساسه لقرارات الشرعية الدولية التي تجمع على ان القدس ارض عربية محتلة ، الا اننا نفتقر – على المستوى الفلسطيني والعربي - الى وجود استراتيجية واضحة ومحددة لحماية هذا الموقف وتحريره من الحيز النظري ووضعه موضع التنفيذ ، فنحن بحاجة الى مشروع عربي للدفاع عن القدس في مواجهة المشروع الصهيوني الاحتلالي العنصري .
وقد اشار المتحدثون الى ملامح استراتيجية تهويد المدينة، والتي اصبحت اليوم اكثر وضوحا من اي وقت مضى ويمكن تلخيص خطوطها العريضة في النقاط المختصرة التالية :ـ

السيادة الفلسطينية في القدس
اولا:- استهداف مظاهر السيادة الفلسطينية في القدس من خلال عشرات الخطوات والاجراءات ابتداء من اغلاق مؤسسات السيادة الفلسطينية وعلى راسها بيت الشرق والغرفة التجارية ومجلس الاسكان ...وكل المؤسسات التي تم اغلاقها ،اضافة الى احكام اغلاق المدينة والمقدسات ، وكذلك فرض قوانينها على الموطنين المقدسيين ، الاستمرار في تصعيد سياستها في قمع واستهداف اي مظهر من مظاهر السيادة ايا كان نوعه او حجمه او مكانه ، حتى وصل الامر الى اقتحام وافشال مؤتمرات صحفية او حتى حفل مدرسي لتكريم الطلبة المتفوقين ،وحتى افطار رمضاني !!، وقد وصل الامعان في هذه السياسة الى استهداف الشخصيات الدينية والوطنية التي يعلو صوتها في الدفاع عن القدس او التصدي لاجراءات الاحتلال .

استكمال جدار العزل
ثانيا:- احكام عزل المدينة المقدسة من خلال استكمال جدار العزل وتركيز السيطرة على المداخل المتبقية وفرض قوانين واجراءات خاصة للدخول اليها سواء للعبادة او العلاج او العمل او حتى التواصل مع الاهل ، وتعقيد العلاقة بها الى درجة تجعلها المكان الابعد عن اهلها رغم انها في قلب الوطن وفي قلب كل مواطن .

تكريس وترسيخ الاستهتار بالمواقف والقرارات الدولية من القدس
ثالثا:- تكريس وترسيخ الاستهتار بالمواقف والقرارات الدولية من القدس باعتبارها اراضي محتلة والتجاوز الفعلي لكل هذه القرارات الصادرة حول الموضوع وفرض سياسة الامر الواقع على اساس ان القدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال .

المسارعة في قضم الاراضي
رابعا:- المسارعة في قضم الاراضي وتهويد المدينة من خلال خطط المصادرة ومخططات الاستيطان واوامر الهدم والتنظيم الواسعة التي باتت تطرح في الاونة الاخيرة والتي تدلل بصورة واضحة ان تهويد القدس اصبح جزءا ثابتا واساسيا من استراتيجية كل الحكومات والاحزاب الاسرائيلية على ما بينها من اختلاف في سائر القضايا الاخرى .

تهييج المشاعر الدينية اليهودية
خامسا:- تهييج المشاعر الدينية اليهودية حول القدس والعمل بكل وسائل الخداع والتضليل لربط المستوطنين بالمسجد الاقصى على انه جبل الهيكل، وربط مصير القدس بما يستوحى من التفسير الصهيويني لتعاليم الدين اليهودي وبما يقرره الحاخامات الصهاينة المتطرفين وليس بما اتفقت عليه الامم المتحدة او من خلال المسار السياسي الذي يقوده المجتمع الدولي منذ اكثر من ستة عقود .

تكاتف وتكامل
سادسا:- تكاتف وتكامل ادوار التهويد بين دولة الاحتلال والمنظمات غير الحكومية ، ودعم وتقوية ما يمكن ان نسميه بـ "خصخصة الاستيطان" في القدس حيث تسعى الحكومات الاسرائيلية الاخيرة الى اللعب بهذه الورقة وتضليل المجتمع الدولي ومواصلة الهروب من كل الالتزامات والاستحقاقات المتراكمة في موضوع الاستيطان وتطبيق القرارات الدولية .

اضفاء الصبغة الدينية
سابعا:- الذهاب باتجاه اضفاء الصبغة الدينية على كل اعمال التهويد والجرائم التي يقترفها الاحتلال في حق المدينة ، فاقتحام الاقصى والاعتداء عليه اصبح يتم تحت شعارات دينية ويرتبط بمناسبات دينية ومن اجل تادية شعائر وصلوات،ومحاولات هدم سلوان وبناء الاحياء الاستيطانية على انقاضها يراد له ان يتم ايضا تحت عنوان اعادة بناء مدينة داود / وبناء حدائق توراتية / ناهيك عن التعديات المتواصلة على المقدسات والاوقاف المسيحية ،اضافة الى ان تهجير الفلسطينيين بات هو الاخر يغلف بتعاليم التوراة وحتى ايات القران، وقد بداوا بنشر بيانات ومناشير باللغة العربية تتضمن مبررات دينية (توراتية وقرانية ) لتهجيرنا من القدس حاضنة المقدسات الاسلامية والمسيحية!!.

 مقاومة الاستراتيجية الصهيونية في التهويد
وقد اكد المشاركون على ان مقاومة الاستراتيجية الصهيونية في التهويد تقتضي العمل وفق استراتيجية سريعة ومضادة تستند الى اسس وقواعد موجودة اصلا ولكنها مهملة ومقطّعة ويمكن اعادة تفعيلها وترتيبها بما يحقق الحد الادنى مما يمكن ان نفعله في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها شعبنا وتمر بها قضيتنا ،ولا بد ان تستند هذه الاستراتيجية اساسا وقبل كل شيء الى اعادة الوحدة بين ابناء شعبنا في اسرع وقت ممكن ،وعلى المستوى العربي اكد الحضور انه ومن خلال الاطر الرسمية الموجودة – منظمة المؤتمر الاسلامي او جامعة الدول العربية وكذلك المرجعيات والمؤسسات الدينية المسيحية في العالم –لا بد من العمل على اعادة تفعيل كافة القرارات والقوانين والمواقف الدولية التي صدرت عن المؤسسات الدولية بمختلف اسمائها واماكن تواجدها ، حيث ان هذه القرارات ما زالت سارية المفعول ، كما طالب المشاركون القيادات العربية الاسلامية والمسيحية بضرورة اعطاء القدس اولوية حقيقية ضمن خطة من شقين ، الشق الاول يتعلق بتوفير كافة السبل المادية لتعزيز صمود المقدسيين وحماية وجودهم وصمودهم من الانهيار بفعل الاجراءات والمخططات الاحتلالية الهادفة الى ذلك ، والشق الثاني يتضمن تفعيل الوسائل الممكنة لفك العزلة عن المدينة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية ، وقد ارجأ المشاركون الى وقت لاحق الحديث في خطوات هامة يمكن للمقدسيين القيام بها بالتزامن مع ما سبق ويكون لها دور اساسي وفاعل في ردع سياسة التهويد وارباك مخططات الاحتلال.
 
مقاومة تهويد القدس
وخلاصة ما سبق ان مقاومة تهويد القدس لا بد ان يستند الى رؤية تتناسب مع حجم الخطر والامكانيات والخطط التي ينفذها الاحتلال وبالتالي لا بد من الخروج من حالة الضعف واللامبالاة ورفع الملامة في التعاطي مع هذه القضية المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء .