* ابرز ما جاء في مقال عبدالكريم ابو كف :

- ان من يفرض الحصار ايها السادة ليست إسرائيل كما يعتقد البعض فإسرائيل والفلسطينيون في حالة حرب

- امتناع الأنظمة العربية عن التصويت ضد قرار فرض عقوبات على إيران والسماح لهم فقط بالامتناع دليل أخر على ضعف هذه الأنظمة

الثورة العالمية التي أحدثتها سفينة "مرمر", والتي هزت أركان أنظمة كثيرة في المنطقة لم يتوقعها احد في بداية الأمر, فهذه السفينة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وفعلت ما لم تفعله الجيوش العربية التي تعودنا عليها بالهزائم لتصنع اكبر انتصار للقضية الفلسطينية , وأحدثت خلخلة كبيرة تحت عروش أنظمة الفساد, فالأنظمة العربية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية حاولت جاهده صرف الأنظار عن هذا الحدث الكبير من خلال تصريح محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية عن نيته التوجه لغزة, والاجتماع الطارئ بما يسمى بالجامعة العربية, والذي كان من أهم أهدافه لفت الأنظار عن ما يحدث للقافلة وفك الحرج عن الإدارة الأمريكية , و فتح معبر رفح لإشعار أخر واجتماع "جون بإيدن"مع الرئيس المصري حسني مبارك يأتي في السياق نفسه , ولتهيئة للحصار المرتقب على إيران وخاصة ان مجلس الأمن ينوي فرض المزيد من العقوبات على إيران .
دول الخليج أيضا لعبت دور كبير في تخليص السيد الأمريكي من الحرج الذي وقع فيه بمنعها المواطنين من التعبير عن أراهم كبقية شعوب العالم في الوقت الذي تظاهر الإسرائيليين ضد تصرفات" نتانيا هون " منع المواطنين الخليجيين من التظاهر مما يجعنا نشفق على هذه الشعوب المغلوب على أمرها , وهذا دليل واضح ان الأنظمة العربية مشاركة في حصار أهل غزة ولا تريد فكه, فهذه فرصة للشعوب العربية ربما لا تتكرر للتمرد على الظلم والخروج من مستنقع الهوان , والذل , وإذا استطاعت الأنظمة ان تخمد هذه الغضب حينها يفقد الأمل وسوف تبقى هذه الشعوب ذليلة ومتخلفة وترضى بما تفرضه الوليات المتحدة والأنظمة.
فالمجاملة التي تبديها حماس من خلال تصريحاتها اتجاه الأنظمة العربية وتعتبرهم من اكبر الداعيين لنصرة فلسطين زورا,وبهتانا ربما لأنها تخشى غضبهم يجعلها تطيل من عمر الظلم على الناس , ولو انتقدت حماس الأنظمة الفاسدة بصراحة وعرتهم أمام الجميع لربما توقفت هذه الأنظمة عن المؤامرة ضد الشعوب, فالقيادة التي لا تستطيع ان تقول الحقيقة وتتهرب من المواجهة تكون عبئا على المجتمع.
ان من يفرض الحصار ايها السادة ليست إسرائيل كما يعتقد البعض فإسرائيل والفلسطينيون في حالة حرب, والكل يحاول محاصرة الأخر لكن الأقوى من يفرض الحصار من يحاصر الفلسطينيين هي الأنظمة العربية التي تغلق الحدود بشكل محكم دون أي سبب , فمحاصرتها لشعب الفلسطيني خدمة للغرب وإرضاء له ,ولو فتحت الحدود بين مصر وقطاع غزة , وسمح للناس بتنقل فيصبح حصار إسرائيل دون جدوى, فالأنظمة العربية هي الأخطر على الشعوب العربية , وهي اكبر من الاحتلال حيث تحولت إلى أداة سامه لقتل الشعوب العربية وتفكيكها وبيعها في سوق النخاسة من اجل الكرسي, فلننظر كيف باعت هذه الأنظمة اكبر دولة عربية , وكيف ساهمت في قتل ملايين العراقيين وترميل مليون امراءة, وتهجير الملايين منهم , فاحتلال العراق اخطر بكثير من احتلال فلسطين حيث كان العراق دولة كبرى وكانت قائمة , ومن أهم دولة المنطقة وتحويلها الى قاعدة أمريكية ومشتته يعني تشتيت كل العرب والمسلمين فالدول العربية بعد العراق أصبحت مجرد قواعد أمريكية ومراكز تعذيب للشعوب العربية وسوط في يد الإدارة الأمريكية لتضرب به الشعوب العربية والإسلامية .
امتناع الأنظمة العربية عن التصويت ضد قرار فرض عقوبات على إيران والسماح لهم فقط بالامتناع دليل أخر على ضعف هذه الأنظمة ودليل على أنهم فاقدين للقرار المستقل.