الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 20:01

خولدائي اسمع وأفهم... من شعب يأبى أن يُهزم- بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 09/06/10 13:13,  حُتلن: 14:59

- الشيخ محمد نضال محاميد في مقاله:

* غاراتك على يافا مردودة عليك ولن تؤتي أُكلها إن شاء الله

*  نستذكر بيوت أخليت قصرا وأحتلها الوافدين الجدد وبيوت أخرى هدمت وعلى أنقاضها أقيمت المنتزهات

* خولدائي... غيرك كثر مروا من فوق يافا ولم يملكوها وإن حكموها، لأن يافا ترفض أن تكون لغير أصحاب المكان والزمان

من الصعب على طائر الغراب أن يحلق خارج سرب الغربان وحيدا فريدا، ومن المستحيل أن لا نسمع نعيق المدعو "رون خولدائي" رئيس بلدية تل-أبيب وسفيره في يافا "جلعاد بيليد" في جوقة العنصرية والتحريض على أبناء شعبنا الفلسطيني في يافا، ومن العجيب أن لا يعزف صناع الفتن في ماضي الدهر وفي عصرنا الحديث على أوتار الفتنة ودق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد، فإن التصريحات العفنة التي أدلاها "رون خولدائي" ومبعوثه في يافا "جلعاد بيلد" تعكس العقلية العنصرية التي يحملانها، بل إنها امتداد وتجسيد لموجة الكراهية والتطرف التي تجتاح المجتمع الإسرائيلي ككل ضد أصحاب الأرض الناطقين بالضاد.
وفي سياق هذه الأحداث لا بد لكل عاقل منا مكلف شرعيا أن يتساءل، كيف تجرأ هذا وذاك أن يُقسموا المجتمع الواحد لفئات معتدلة ومتطرفة؟، فبصراحة ووضوح الإجابة لا تعجز عاقل، وللأسف الشديد مجتمعنا الفلسطيني في يافا هو الذي سمح لهؤلاء بنفخ سُمهم الزؤام فينا، فالفرقة وعدم الوحدة التي تعاني منها يافا كانت ركيزة هؤلاء، فادعوا الجميع أن يتوحدوا تحت لواء مصلحة يافا وأهلها، أن يتراصوا خلف راية خدمة مجتمعنا المستهدف، متعالين على الأنانية الخاصة والمصلحة الحزبية الضيقة، فقضيتنا حساسة وأكبر من هذه الخلافات، ولا بد أن نصفع من أراد صفعنا بوحدة صفنا، لأن التحديات التي تلُفنا صعبة والقادمة أصعب.
وأما أنت يا طيار الغارات العدوانية على شعبنا، اسمع وأفهم من شعب يأبى أن يُهزم، إن غاراتك على يافا مردودة عليك ولن تؤتي أُكلها إن شاء الله، ونسأل الله أن يكون تدبيرك في تدميرك، فما يجمعنا في يافا أكثر من الذي يفرقنا، ماضينا واحد فيه نستذكر بيوت أخليت قصرا وأحتلها الوافدين الجدد وبيوت أخرى هدمت وعلى أنقاضها أقيمت المنتزهات، فيها نستحضر مساجد أغلقت ودُنست ومقابر نبُشت ونُجست وأوقاف سُلبت، وأهلا فروا من عدوان الرياح الغربية، ويجمعنا في يافا حاضر واحد، أزمة السكن والمخدرات وغيرها من المشاكل التي حاكها خفافيش الليل لتهجيرنا وتفريغ يافا من أهلها وأصحابها، ويجمعنا أيضا مستقبل واحد فيه نرى المجد فيه يرمقنا من بعيد، ونبصر الفرج في الأفق القريب.
"خولدائي" غيرك كثر مروا من فوق يافا ولم يملكوها وإن حكموها، لأن يافا ترفض أن تكون لغير أصحاب المكان والزمان.
فحدثي يا يافا عن ماضي حماك
كم غزاة شــــاقهم عـــــبق ثراك
من قــــديم وحـــديث قد أتـــــاك
كلهم زالوا ولم يبقى ســــــــواك
 

مقالات متعلقة