الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 10:01

قصة اليوم: مصادقة الكذاب

كل العرب
نُشر: 07/06/10 10:48,  حُتلن: 08:00

صديقتي لارا أحبها كثيراً، ولكن فيها عيباً واحداً وهو كذبها وإخفاؤها الكثير من الأمور عن أهلها، نبهتها مراراً لكنها لم تمتنع عن ذلك. ماعدت أعرف ماأفعل معها. فقررت إخبار أمي كي تنصحني. فكرت ثم قالت: يا ابنتي أفضّل ألاّ ترافقيها بعد اليوم.
قلت لأمي: ولكن لماذا؟..
قالت لي: يا ابنتي الصديق الكذاب يكذب حتى على صديقه، وقد يوقعه في مشكلات هو في غنى عنها.


صورة توضيحية

لم أقتنع. لا يمكن أن تفعل لارا بي ذلك. هي تكذب على أهلها لأنها كما أخبرتني مضطرة إلى ذلك، فهم لا يفهمونها ولا يقبلون أن تذهب إلى أي مكان غير المدرسة. وإن أخطأت عاقبوها بقسوة. شرحت ذلك لأمي. فقالت:
ـ الكذب دليل سوء أخلاق، ومن يكذب يمكن أن يفعل أي شيء سيِّئ أنصحك ثانية ألاّ ترافقيها.
حاولت أن أعمل بنصيحة أمي، لكن ذلك كان صعباً عليّ فـ(لارا) متعلقة بي، وهي مسكينة لا تجد من يرافقها. وأنا أحب الكثير من الصفات فيها فهي ذكية ومجتهدة، مرحة وصحبتها مسلية. كما أنها تشاركني حبي لكثير من الألعاب. مرت الأيام وذات مرة كنا في المدرسة وقرع الجرس، فدخلنا صفوفنا بانتظام. فجأة دفع أحد تلاميذ صفنا لارا وكادت تقع على الأرض. فجن جنونها وفوجئت بها تقف عند السبورة وتكتب عليها كلاماً سيئاً، فيه الكثير من الشتائم وقبل أن تتمكن من مسح السبورة، دخلت المعلمة، وقرأت الكلام وغضبت كثيراً، فسألت من كتبه؟..
صمت الجميع. أعادت المعلمة السؤال. ولدهشتنا وقفت لارا. اعتقدت أنها ستعترف وتعتذر، لكنها قالت مشيرة إلي: "إنها سمر يا معلمة. هي التي فعلت ذلك".
لم أصدق ما سمعت. نظرت المعلمة إليّ بعتب ودهشة، لكن التلميذ الذي دفع لارا وقف فوراً وقال: "بل لارا من فعل ذلك".
حاولت لارا الإنكار، لكن تلاميذ الصف شهدوا جميعاً ضدها. فوقفت ذليلة وبدأت تبكي. لم ينفعها ذلك فقد عاقبتها المعلمة وطلبت منها الاعتذار من زميلنا ومن ثم منّي. شعرتُ أني لا أستطيع قبول اعتذارها وسألتها: "لماذا أنا بالذات تتهمينني، وأنا صديقتك الوحيدة؟".
فقالت: "لقد اخترتك لهذا السبب بالذات، فأنت صديقتي الوحيدة، وأنت الوحيدة التي يمكن أن تسامحني".
قلت لها: "لا ليس هذه المرة فقد تجاوزتِ حدودك. أسأت إلي أكثر من مرة وسامحتك، أما الآن فلا.". قلت لنفسي: كم كنت محقة يا أمي! من يكذب ليس فيه أخلاق، ويقوم بأية إساءة.". وهكذا قطعت علاقتي مع إنسانة اكتشفت أنها لم تكن يوماً صديقة، بل أنانية وكاذبة.

مقالات متعلقة