الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

هيا لنستمع لقصة موقع العرب: اختفاء دُمية

كل العرب
نُشر: 07/06/10 10:47,  حُتلن: 08:11

في يوم ربيعي جميل، والأرض موشّحة بثوب أخضر مزركش بألوان الزهور المختلفة. قلتُ لوالدي بفرح:
ـ أليسَ الجوّ جميلاً للقيام بنزهة إلى الريف الهادئ؟...
ابتسمَ قائلاً:
ـ فعلاً، الجوّ مناسب جداً لذلك .
ولم يكد ينهي جملتهُ حتى ركضتُ مسرعةً إلى أختي وأمي، أزفّ لهما الخبر الجميل. أعددنا بسرعة ما تستلزمهُ الرحلة من طعام وشراب وأدوات. وحين وصلت السيارة التي ستقلّنا، صعدنا إليها بلهفة، ثمّ أخذنا نردد الأغاني ريثما نصل.


صورة توضيحية

بعدَ زمن، وصلنا مبتغانا. أنزلنا أغراضنا ونحنُ مسرورون جداً، يالجمال الطبيعة!.. رائحة الأرض زكية، والسماء مشرقة. بدأ والدي يشعل النار، وأخذت أمي ترتب أغراضنا، التي نخرجها من الأكياس. وعندما فتحنا أحد الأكياس فوجئنا بمحتواه!!..
كانَ فيه حلويات شهيّة، غير التي أعدّتها أمي. وللتأكّد عرضناها عليها، فأبدت استغرابها وقالت: هذا الكيس ليسَ لنا.
اتّصلَ أبي بالسائق الذي أقلّنا، وأخبرهُ بأمر الكيس. حضرَ السائق فوراً، وأخذ الكيس وشكر لنا صنيعنا. أمضينا نهارنا بسعادة وهناء، وقررنا إعادة هذه الرحلة كلّما سنحت الفرصة.
بعدَ شهرٍ تقريباً، ذهبنا في رحلة مع السائق نفسهُ. وفورَ وصولنا، وقفتُ أتأمّلُ الطبيعة الخضراء، والزهور الملوّنة بألوان قوس قزح... قالت أمي:
ـ ما أجمل الطبيعة.
قلتُ مؤكّدة: ـ فعلاً، إنها جميلة، والهواء منعش، يشجّع على اللعب واللهو.
عندها، تذكّرتُ دميتي المفضّلة التي أحضرتها معي، كي تشاركني فرحتي، واللعب مع أختي، ذهبتُ إلى حيثُ وضعنا أغراضنا كي أحضرها، بحثتُ عنها فلم أجدها فصرختُ: لعبتي... لعبتي.. ليست هنا!!
ركضت أختي فسألتني عن حالي، أخبرتها أني لم أجد الدمية. تذكّرتُ فجأةً أنيّ ربما نسيتها في المقعد الخلفي للسيارة. حزنتُ كثيراً، وأسرعتُ إلى أبي وأخبرتهُ ما حدثَ معي. اتّصل والدي بالسائق، فلم يكن موجوداً. كررَ الاتصال، دونَ جدوى! بكيتُ كثيراً، فحضنني والدي وهدّأ من حزني قائلاً:
لا تحزني يا ابنتي. أؤكّدُ أنكِ سترينَ لعبتكِ مرّةً أخرى.
مضى يومان وحزني على دميتي يزداد، وبينما أنا أفكّر شاردة، سمعتُ صوتَ والدي يناديني بفرح:
ـ تعالي حبيبتي، لكِ عندي مفاجأة.
خرجتُ معهُ من المنزل، فوجدتُ أمامي السائق، وهوَ يخفي شيئاً وراءَ ظهره. خاطبني قائلاً:
ـ لديّ شيءٌ أنتِ مشتاقة جداً إليه.
وعندما أظهرَ ما في يدهِ، كانت فرحتي عظيمة فقد رأيتُ دميتي الحبيبة. شكرتهُ جزيل الشكر، لأنهُ كانَ صادقاً وأميناً، وبعدَ ذهابه قالَ والدي:
ـ أرأيتِ يا ابنتي، المعروف يُرَدّ بالمعروف. هذا جزاء صنيعنا مع السائق؛ عندما أعدنا لهُ كيس الحلوى الذي هوَ من حقّ أولاده.
أتدري يا أبي؟..
أنّ الأمانة والصدق تقوّيان علاقة الناس بعضهم ببعض، وينالون بها رضى الله وثوابه، والجنة ونعيمها في الآخرة.

مقالات متعلقة