الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 00:01

لا دولتان ولا دولة ولا دويلة- بقلم: حازم القواسمي

كل العرب
نُشر: 07/06/10 09:25,  حُتلن: 14:48

- حازم قواسمي في مقاله:

* هذا عدو لا يعرف إلا لغة القوة، ولن تُحرر فلسطين إلا بالقوة وبالقوة فقط

*  لا يوجد حل مع أؤلئك العنصريين. فلم يكن ولا يوجد ولن يكون أي أفق لأي نوع من الحل مع أؤلئك المجرمين بحق البشرية

بعد حوالي مائة عام من الصراع الفلسطيني والعربي مع الصهاينة ومحاولة القيادات الفلسطينية والعربية المتعاقبة لإيجاد أي حل معهم، نستخلص وبكل ثقة أنه لا يوجد حل مع أؤلئك العنصريين. فلم يكن ولا يوجد ولن يكون أي أفق لأي نوع من الحل مع أؤلئك المجرمين بحق البشرية.

هذه حقيقة تعرفها الشعوب العربية عزّ المعرفة، ولم يقصّر العدو الصهيوني في تأكيد نواياه الشريرة والخبيثة على مدار كل هذه السنين بل كانت العصابات الصهيونية تؤكد نواياها وإجرامها في كل مذبحة جديدة تقوم بها ضد الفلسطينيين منذ نشأة الكيان الصهيوني وحتى قبل نشأته بسنين طويلة. وكان أجدادنا دائماً يقولون لنا أنه لا يوجد حلّ مع أؤلئك المجرمين، ولكننا كثيراً ما ننسى ولا نتعلّم من مسيرتنا الدامية مع هذا العدو. حاكوا لنا المؤامرات وكادوا لنا المكائد وجهزوا لنا الجيوش وقاموا بتحضير التحالفات التي تمكنهم من الاستيلاء على فلسطين كل فلسطين.

 وهذا هو مخططهم منذ مائة عام وأكثر: الاستيلاء الصهيوني على كل شبر من فلسطين وطرد الفلسطينيين وقتل أكبر قدر منهم وإنهاء قضيتهم إلى الأبد بكل السبل الممكنة التي لا تراعي أية خطوط حمر. فهم يعرفون مدى تعلّق الفلسطينيين بحيفا وعكا ويافا وكل المدن والقرى الفلسطينية ويعلمون تماماً أننا لن نتنازل عن أي شبر من فلسطين. بل وتعلّق جميع العرب والمسلمون بفلسطين كل فلسطين، وأنه لن يهدأ بال العرب والمسلمون حتى يحرروها من الاحتلال الصهيوني.

 إلا أن القيادات الفلسطينية والعربية الحالية ما زالت تبني الأوهام ولم تتعلم الدرس جيداً، وهي أيضاً ليست صاحبة قرار في كل شيء يتعلق بالتعامل مع الصهاينة. فكل ما يأمرهم به الأمريكان يفعلوه دون تردد أو خجل ولا يحسبون أي حساب لشعوبهم التي يحكمونها بالحديد والنار. وما أبرع قيادتنا في التنازل عن حقوقنا، وما أبرع الصهاينة في استغلال ذلك. وبدأ ذلك في أخذ اعتراف منظمة التحرير في عام 1988 بالكيان الصهيوني على حوالي ثمانين بالمائة من أرض فلسطين. ثم جاء أوسلو ليعزل 6 ملايين لاجىء فلسطيني عن أي حل، ثم فصل القدس وتهويدها وطرد المقدسيين، ثم فصل الضفة عن غزة، ثم محاصرة غزة، وأثناء ذلك تقطيع أوصال الضفة الغربية وبناء المستعمرات الصهيونية ونهب الموارد المائية والاستيلاء على الغور والاستيلاء بالقوة على الأماكن المقدسة في الخليل وبيت لحم والقيام بالحفريات تحت المسجد الأقصى تمهيداً لتقطيعه أو هدمه، ونشر أكثر من ستمائة حاجز عسكري بين مدن وقرى الضفة الغربية وبناء الجدار العنصري.

 ويكون واهماً من يعتقد أن بناء مدرسة أو تزفيت شارع سيحرر شبر واحد من فلسطين ويجعله تحت سيادة فلسطينية كاملة. فاليهود الصهاينة يريدون الاستمرار في التحكم في الفلسطينيين وكل شيء يخصهم: في هوائهم الذي يتنفسون، ومائهم الذي يشربون، وطعامهم الذي يأكلون. ويريدون التحكم في حركة الفلسطينيين وفي حركة بضائعهم وفي استيرادهم وتصديرهم وفي معابرهم وعلاقاتهم مع الخارج. ويكون واهماً من يعتقد أنه ممكن الوصول لأي حل مع عصابات مجرمة صاحبة فكر عنصري استعماري لا يقيم وزناً للشرائع والقوانين الإنسانية ولا يعرف إلا لغة الدم والبطش والقتل والحروب. هذا عدو لا يعرف إلا لغة القوة، ولن تُحرر فلسطين إلا بالقوة وبالقوة فقط. 

مقالات متعلقة