- عكرمة ثابت في مقاله:

* من أطلق دعوة الزيارة هذه لا يمكن ان يكون في داخله اي تفكير ايجابي لانهاء الانقسام الحاصل

* يا قادة حماس كيف تقبلون لأنفسكم أن تكونوا المقلدين والمنفذين لسياسات وإجراءات الاحتلال بحق ابناء وطنكم وقضيتكم ودينكم؟

* اين هي الاخلاق والمباديء التي يتم فيها توجيه دعوة خلال مهرجان شعبي حاشد لإدانه جريمة القرصنة الاسرائيلية فيما يتم خطف واعتقال القيادات الوطنية وحجز هوياتها وجوازات سفرها ومنعها من الخروج من القطاع؟

طالعت مؤخرا - وعلى اكثر من موقع الكتروني - تقاريرا متنوعه تناولت بشكل مبهم دعوة حركة حماس – غير المؤكدة – للرئيس الفلسطيني محمود عباس " ابو مازن " لزيارة غزة والمساهمة في كسر الحصار كخطوة ستقود الى إنهاء الانقسام – حسب مزاعم من وجه تلك الدعوة - ووفق تقارير الاعلامية التي تم نشرها على هذه المواقع .
كمواطن فلسطيني ادعي انني قاريء - وبالحد الادنى – لوقائع المجريات السياسية والداخلية الفلسطينية المرتبطة بموضوع الانقسام والمصالحة ، وليس من باب المزاودة على أحد - فانني استغرب كيف يتم توجيه دعوة لرئيس منتخب يمثل الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وهو ايضا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، لزيارة غزة التي تمثل في البعد السياسي والجغرافي والوطني والديني وطنه الابدي وبيته المنغرس في قلبه وعقله ؟ فاي منطق هذا ، الذي سيحتاج الواحد منا فيه إذن دخول وزيارة ليكون في بيته وبين ابناء شعبه وعائلته ؟!! أي منطق هذا الذي نسمح فيه لمن لم تطأ قدمه تراب فلسطين أن يقوم بتوزيع أذون الدخول وتصاريح الزيارة علينا ويحدد لنا متى وكيف سنتنقل ونتحرك بين ارجاء وطننا المقسم المحاصر ؟ أم أن هناك مكاتب ارتباط وادارة مدنية اخرى تريد ان تزيد الهم هموما فوق رؤوسنا ؟
إن من أطلق دعوة الزيارة هذه ، لا يمكن ان يكون في داخله اي تفكير ايجابي لانهاء الانقسام الحاصل ، ولا اعتقد ان دعوة تحمل عبارة " هل تملك الشجاعة يا ابو مازن لتفعل ذلك، اذهب واكسر الحصار وقم بانهاء الانقسام" هي دعوة صادقة وحريصة على كسر الحصار وتحقيق المصالحة ، وكأن الرهان هو على شجاعة الرجل وليس على ان يكون هناك نوايا صادقه عند من تسبب في هذا الانقسام في ان يعمل على انهائه !!! ثم اين هي الاخلاق والمباديء التي يتم فيها توجيه دعوة خلال مهرجان شعبي حاشد لإدانه جريمة القرصنة الاسرائيلية على سفن تبحر لكسر الحصار ، فيما يتم خطف واعتقال القيادات الوطنية وحجز هوياتها وجوازات سفرها ومنعها من الخروج من القطاع والتنقل بين مختلف محافظات الوطن !!! وقد حدث ايضا ان تم تهجير المئات من ابناء غزة من بيوتهم وحرم ايضا المئات ممن لاحقهم سلاح الانقلاب من العودة من مدن الضفة اليها !! او ليس ذلك نمطا من انماط الحصار الذي تطالبون الرئيس بكسره ؟!! اين هي - يا موسى- الاخلاق عندما توضع الشروط والاملاءات والتقييدات في وجه اي محاولة فلسطينية وعربية لانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والمصالحة ؟!! أم أن لسان حالك يريد ان يذكرنا بما قاله بنو اسرائيل لموسى " إذهب انت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " !!!

إن قطاع غزة ، هو جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني ، وهو بيت وموطن لكل فلسطيني ولا تحتاج زيارته او الاقامة فيه اذنا او تصريحا من احد !!! فقط هو الاحتلال الاسرائيلي – يا قادة حماس - من فرض على الشعب الفلسطيني بوحشيته وسياساته اللإانسانية تصاريحا للتنقل وأذونا للاقامة ، فكيف تقبلون لأنفسكم أن تكونوا المقلدين والمنفذين لسياسات وإجراءات الاحتلال بحق ابناء وطنكم وقضيتكم ودينكم ؟!!!
إن أخلاقيات الدفاع عن قضايا شعبنا وعن اراضيه ومقدساته ، تتطلب منا كتنظيمات وقيادات وكوادر ان نتمتع بالمصداقية والوضوح ووحدة الموقف والكلمة ، والسؤال الذي اوجهه لصاحب الدعوة العظيمة ، هل انت متأكد يا سيدي من أن دعوتك صادقه وسيتم تنفيذها واحترامها من زملائك وأبناء حركتك في غزة ؟! وما هو تعليقك على التصريحات التي اطلقها احدهم عندما قال " ان مثل هذه الزيارات تهدف الى المراوغة من دون وجود رغبة حقيقية في التوصل للمصالحة" ؟!!! وهل تعتقد أن ثلاث سنوات من جهود المصالحه في القاهرة واليمن والسودان وعمان وسوريا وغيرها قد فشلت لانها كانت بحاجة الى تصريح الزيارة التي تشرفت وتكرمت بالموافقة عليه ومنحته لقيادات شعبك ؟! وان كان كسر الحصار وانهاء الانقسام مرتبطا باصدار هذه الدعوة فلماذا جاءت دعوتك متأخرة كل هذه السنين ؟!!!