الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 21:01

الى الاديب الموهوب والرسام الفذ نبيل ابو حمد المهجر- بقلم: الاستاذ نسيب عودة

كل العرب
نُشر: 05/06/10 14:16,  حُتلن: 14:20

كنت في الماضي البعيد ذكرى وفي الحاضر القريب خيالا، هذه الذكرى وهذا الخيال تجسدا امام ناظري اديبا ورساما اذهلني وهز مشاعري خاصة عندما تصفحت انتاجك الادبي باللغة العربية البالغ احد عشر كتابا ومن هذه الكتب باللغة العربية: هواء-صدر عام 1981، هدبة حب-عام 1993، ساعات الموت شعرا- 1994، عبق نساء وعرق رجال-1995، العطيلي-2001، بيت من الشرق 2004، اللصوص-2005، ثم الضرب على العصب-1999. "والباقي باللغة الانجليزية".
تصفحت كتاب اللصوص، ثم قرأت كتاب "الضرب على العصب" قراءة ناقدة من خلالها رأيت فيك الانسان الغائب البعيد والحاضر القريب النابت في قلوبنا.
كتبت فيه قصصا قصيرة جرّحت أعصابي وآلمت مشاعري لانك وضعت سبابتك على الوجع، كتبت فابدعت، نسجت جملا حبكتها بلياقة وابداع فانجبت معانٍ طالما تشوق الى عبيرها كل قارئ في مجتمعنا المريض، كتبت نصا قصيرا لكنه غني بالصورة الاجتماعية المؤلمة التي جسدتها بعباراتك ناعمة الملمس ثم قبضت على مسدس محشو بعشرات الرصاصات أطلقتها على أمراضنا الاجتماعية رصاصة تلو رصاصة صوّبتها تجاه "الفيروس" المعدي الذي يفتك بنا، فأحسنت الاصابة وأدميت مشاعر كل من قرأها لانها حقيقة مؤلمة صارخة، كتبت ما قل ودل، وهذا القليل مخملي في نسجه، تكمن في طياته معانٍ سترتها تحت كثافة الخيط، ورغم هذه الكتابة الشحيحة والقلة في الاسهاب الا ان مدلولها فاق كل مقياس، فيا له من نسيج محكم قليل كثير، صغير كبير، ضوءه خافت لكن متى لمسته تلألأت انواره لتضيء الجنبات المظلمة في مجتمعنا الذي يعاني ويعاني...
حقا لقد وضعت النقاط على الحروف، صوّرت بها مآسينا مقروءة بأحرف عربية وصور كاريكاتورية، وكم شاقت اذهاننا لقراءات كهذه، ونحن نبحث عن اطباء امثالك لمداواة ما يعترينا من مسرحيات تراجيدية تفتك بنا.
لن ابحث في اسلوب الكتابة لان المعاني طغت على كل شيء، لقد رسمت هذا في كل قصة ودفنته ما بين السطور، واجبرت كل قارئ ان يبحث عن ما وراء الحدث، دفعت القارئ الى التفكير والتحليل الى كشف صور ربما لم تطرق على بال أي فرد يتأمل بها ويتحقق من مفهومها، فيا لك من كاتب أحكمت اللُّحمة بين الكلمات فتدفقت ومعانٍ لها مدلولاتها لدى كل فرد قارئ يحسن القراءة ويجيد البحث والتدقيق، ورويت ظمأ كل انسان متألم من المظاهر المزيّفة التي تكلل هامات مجتمعنا.
لقد اعتمدت في مجموعاتك القصصية القصيرة على الاضاءة السريعة والباهرة في رسم الحدث، صور تجريدية نجد فيها تجسيد للحدث.
وحتى يطلع القارئ على حقيقة ما كتبت أضع امام القارئ قصتين من مجموعة القصص القصيرة التي كتبها الاديب الكفرساوي نبيل ابو حمد والذي يعيش حاليا في لندن.

مقالات متعلقة