الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 18:02

يمضي الوقت كما لا تشتهي العقارب- محمد صلاح طه

كل العرب
نُشر: 03/06/10 17:51,  حُتلن: 08:05

ما هما إلا عقربان وحيدان توأمان بين جولةٍ لا تنتهي
وكيف لا ؟؟
وهما لا يلتقيان مرة واحدة
هما عقربان بين متاهةٍ داخل متاهة
ويمضي الوقت كما لا تشتهي العقارب...
وكما لا تشتهي السفن...
وكيف لا؟؟
وهي سائرةُ في كوكبٍ تائهٍ بالأحلام
حتى الأحلام...
حلمٌ لا يستطيع رؤية أخاه
ها هي الحياة...
سلسلةٌ من لقطاتٍ حزينة
تزحف إلى لحدك لتؤنس وحدتك
أهذه اللقطات الحزينة ستؤنس وحدتي؟
لا أظن...
أنا عقربٌ أعدّ نغمات الموت على الساعة
وأترك اللحظات الحزينة كي لا تصبح معادة
ولكنّ أخي العقرب الثاني
أخذ بيارقه وحبيبته الصغيرة
وذهب إلى حيث ذهب
أهذه الحياة سهلة؟
لا أظن...
والموت يدخل من دون طرق الباب
ويقتل من أراد قتله
فأراد قتلي أنا
وها أنا أنظّم اللحد لهُ:
أيها الموت اجعل اللحد صغيرًا
وضع كل ما تجد من زهور
على كل اللحد
فلن تجدني هناك
لأنني خرجت من المتاهة
ربما تتساءلون كيف خرجت؟
أنا لم أخرج من المتاهة فقط
أنا خرجت من لعبةٍ فاشلة
تُلعب بدون أشخاص
ولا حجر نرد
وتمشي بدون درب
أها هي الحياة؟
تدخلها بالترحيب وتخرجها بالخذلان
ربما يكون أفضل إن رجعت إلى بيتي في التراب
لا هناك دقات قلب
ولا متاعب
بل النوم في سلام
والحلم في زيتونةٍ لا تباع
وفي النهاية....
يبقى عقربان وحيدان توأمان
بين جولةٍ لا تنتهي....

مقالات متعلقة