الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 10:01

قصتنا اليوم قبل النوم:طلب بسيط

كل العرب
نُشر: 02/06/10 10:36,  حُتلن: 09:50

كنت جالسة، وأخي الصغير على شرفة منزلنا المطلّة على البحر، فلم أسمع إلا صوت أخي يقول: (يا أختي إنني أحبك، أنت سمراء الوجه وجميلة جداً، هل تعلمين أنّ وجهك يشبه القمر، وأنت مشعة بنور جميل؟).
فرحت في البداية لكنني استغربت من أين أتى أخي بهذه الكلمات وعمره ثلاث سنوات فقط؟
ثم تذكّرت ألاعيبه لأن من عادته أن يمدحني، عندما يريد مني شيئاً فقط، تظاهرت بأني لم أفهمه، فشكرته.
عندها قال لي: أريد منك خدمة بسيطة.
قلت مبتسمة: حسناً، وماهي هذه الخدمة؟..
قال لي: القمر. أريد منك أن تجلبي لي القمر.


صورة توضيحية

دهشت من هذا الطّلب، وارتبكت قليلاً، فكيف أنفذ طلباً كهذا؟
ثمّ قلت له: القمر عال، ولا أستطيع الوصول إليه.
بدأ أخي يبكي ويقول لي: أرجوك أرجوك! ضعي السلم واصعدي إليه.
عاد إلى البكاء وتوترت أعصابي من بكائه، وشعرت بالشفقة عليه، وقد سالت الدموع من عينيه كالنبع. لابد من فعل شيء لإقناعه بالعدول عن هذا الطلب المستحيل. خطرت لي فكرة، فأخي رقيق القلب ويحب الناس. قلت له برقة:
أخي الحبيب القمر للجميع، وإذا اقتلعناه من السماء فلن نتمكن من رؤية الأشياء في الليل خارج البيت، وقد لا تجد الناس أو الحيوانات التائهة بيوتها. الناس كلهم والحيوانات يحبون القمر ويستفيدون منه، فلنتركه للجميع بدل أن نأخذه لنا وحدنا ونحرم الآخرين منه.
شعرت بالتعب بعد هذا الكلام الطويل معه. سكتُّ، وانتظرت لأرى تأثير كلامي عليه. كان صامتاً وقد غرق في التفكير. احترت في أمره، ترى بماذا يفكر؟.. ثم ظهرت على وجهه ابتسامة مشرقة.
فوجئت به يقول لي بصوته الرقيق المحبب:
حسناً لن أكون أنانياً، فالقمر لنا جميعاً.
آه! ما أسعدني بهذا النجاح، لكنّ سعادتي لم تدم طويلاً بهذا الأخ الذكي، فقد فوجئت به يقول:
إذاً اجلبي لي نجمة فالنجوم كثيرة!...

مقالات متعلقة