* المطران عطالله حنا:

- لا يعقل ألا يلتفت العالم لمعاناة عشرات آلاف العائلات الفلسطينية

-علاقات التآخي المسيحية الإسلامية هي العلاقة الطبيعية بين أبناء الشعب الواحد

-  كيف يقبل الضمير الإنساني وجود عشرات آلاف الأسرى خلف القضبان، ذنبهم الوحيد أنهم قالوا لا للاحتلال؟

أكد سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أنه يرى في نفسه خادما للشعب الفلسطيني، وشدد على أن التآخي الإسلامي المسيحي هو العلاقة الطبيعية بين أبناء الشعب الواحد. وأشار إلى أن كل من يجعل من قضية شعبه بوصلة وشعلة تنير له الطريق يصبح عرضة للتضييق والمؤامرات.
وحذر المطران حنا، في مقابلة صحفية بمناسبة ذكرى النكبة، من المؤامرات التي تتعرض لها مدينة القدس، ومن سياسة ‘طمس عروبتها وفرض الأمر الواقع على حساب أبناء شعبنا، معتبرا أن المهمة العاجلة الآن الحفاظ ليس على المقدسات فحسب بل على الإنسان الفلسطيني الذي يراد له أن يعيش في نكبة دائمة. وأكد على أهمية التركيز على البعد الإنساني لما يتعرض له الفلسطينيون في القدس إلى جانب البعد السياسي.
وقال المطران إن قضية شعبنا الفلسطيني هي قضية عادلة، وهي قضية إسلامية ومسيحية وعربية وإنسانية بالدرجة الأولى.. مؤكدا أنها تشكل جزءا هاما من رسالته، متمنيا أن يأتي اليوم الذي يكون فيه شعبنا حرا كريما.
وأضاف سيادة المطران قائلا: في ذكرى النكبة من الضروري أن نؤكد على حقنا في الحفاظ والدفاع عن مدينة القدس ونشدد على تمسكنا بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، الحق الذي لا يسقط مهما طال الزمن.
وشدد المطران حنا على ضرورة إبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين في مركز الاهتمام باعتبارها من أبرز تداعيات النكبة الفلسطينية.

وأكد سيادة المطران على أهمية النضال من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وأضاف قائلا: لا يعقل ألا يلتفت العالم لمعاناة عشرات آلاف العائلات الفلسطينية، كيف يقبل الضمير الإنساني وجود عشرات آلاف الأسرى خلف القضبان، ذنبهم الوحيد أنهم قالوا لا للاحتلال؟
وقال سيادة المطران إنه ينظر إلى نفسه كخادم لكل الشعب الفلسطيني ، مشيرا إلى أن علاقات التآخي المسيحية الإسلامية هي العلاقة الطبيعية بين أبناء الشعب الواحد، مؤكدا أن القضايا الوطنية لا تحتمل القسمة إلى طوائف وعشائر..
وأكد سيادة المطران أن الإيمان المسيحي يحث على مناصرة المظلوم وإنصافه، وطالب مسيحيي العالم بنصرة الشعب الفلسطيني الذي تعرض ويتعرض لظلم بيّن لا لبس فيه.
وردا على سؤال حول الثمن الذي قد يدفعه المطران حنا جراء مواقفه وتصريحاته المتمسكة بالثوابت الفلسطينية، وصوته الجريء الذي ينطلق من مدينة القدس، قال حنا إن كل من يخدم قضية شعبه في ظروفنا الحالية عليه أن يتوقع التعرض للتضييق والضغوط والملاحقة، بل أيضا للمؤامرات بأساليب ووسائل مختلفة، ولكنه أكد أنه سيبقى متمسكا بمواقفه ومبادئه مهما كان الثمن.
وشدد المطران عطا الله حنا على أن الأديان السماوية تدعو للتسامح، ولكنه انتقد استخدام الدين اليهودي لتبرير سياسات استعمارية. وقال: نحن نعادي من يستغلون الدين لتبرير سياسات عنصرية استعمارية. إن من يستغلون الدين اليهودي لضرب الشعب الفلسطيني هم بذلك يسيئون لديانتهم. ونحن نعتقد بأنه لا يوجد هناك دين في العالم يبرر الظلم والعنصرية وانتهاك حقوق الإنسان..
وأدان المطران حنا الملاحقات السياسية ضد قيادات فلسطينية في الداخل وخاصة المناضلين عمر سعيد وأمير مخول، مستذكرا الملاحقة السياسية التي تعرض لها د. عزمي بشارة وغيره من الشخصيات الوطنية. وأكد على رفض هذه الممارسات والسياسات التي وصفها بالظلامية، وشدد على أهمية تواصل فلسطينيي الداخل مع عمقهم العربي ورفض السياسات التي تضع هذا التواصل في المربع الأمني الإسرائيلي. وقال سيادته إن أصدقاء إسرائيل ليسوا بالضرورة أصدقاءنا، وأعداءهم ليسوا بالضرورة أعداءنا، وتساءل: لماذا يطلب منا أن نتعامل بمعايير لا تعنينا.
وأشاد المطران حنا بالمشاركين في أسطول كسر الحصار عن قطاع غزة، ووصفهم بأنهم أبطال القيم الإنسانية والأخلاقية من كل القوميات والديانات والذين من خلال كسر الحصار عن أهلنا في غزة يعبرون عن تضامنهم ووقوفهم إلى جانب أهلنا المحاصرين وقضيتهم.
وفي نهاية اللقاء تمنى المطران حنا أن تبزغ شمس الحرية الفلسطينية، وأن يأتي اليوم الذي تتوقف فيه معاناة هذا الشعب الصابر.