الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 14:01

بلادي إسمها فلسطين- بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 23/05/10 21:31,  حُتلن: 08:57

بلادي إسمها فلسطين
تأتون من خلف البحار إلى بلادي
في البواخر والزوارق..
كالجوارح ترتدي ريش الوقار.
تأتون في جنح الظلام المكفهر وفي النهار.
تأتون طاعونا على كل الرجال
ومأتما عند النساء.
تأتون من خلف البحار لتقتلوا حتى الصغار.
وربوع يعرب.. آه من أهل الفضيلة والشهامة..
لم يكن بقصورها خِلٌ وفيٌ..
لم يكن بديارها أثرٌ لجار.

تأتون من خلف البحار إلى بلادي
بينما أسيافنا ممنوعة وخيولنا تحت الحصار.
والسابقون لكم غزاة مثلكم..
باعوا لكم كل السلاح
وخصصوا لشبابنا زرد المشانقِ
والمجازرِ والدمار.
قلتم لرأس الغرب أن يأتي بوعدٍ..
من وراء البحر جاء وبعده جاء القرار.
قلتم لذاك اليعربيّ
بأن يدير لكم قفاه المطمئن لقاء مالٍ
فانحنى ثم استدار.

تأتون من سِفر عتيقٍ
سُل من بطن الأساطير القديمة والغبار.
ويقول قادتكم بأن بلادنا ملكٌ لهم
وأن لنا الحصار.
ويقول سادتكم بأن بيوتنا ملكٌ لكم
ولنا اللجوء، وإن صمدنا،
لن نفوز سوى بسجن أو جدار.

تشكون من ألمٍ قديم قد تجدد في بلادٍ
لم أكن فيها اصطيافا أو مرورا في المطار.
تشكون من ظلم كبير ليس من صنعي
فهل أغدو المطالبَ باعتذار؟
أفما ذكرتم يا ذوي الألباب كم من مرةٍ أنقذتُكم
من بطش غاز جاء من روما ومن أرض التتار؟
أفما علمتم أننا بشرٌ.. ككل الناس.. نشعر بالكآبة
كلما وقع الفراش على دوي الإنفجار.
أفما علمتم أننا نبكي لحزن الناس في بلد الأجانب
أو إذا وقع الحصان على فراش الإحتضار؟

الناس في دنيا الحضارة في حداد
عندما يتألم الكلب المصاب بمس حمى
أو يعاني القط من وجع الدوار.
كل الحماةِ بكل أندية القواعد والمبادئ في حدادٍ
عندما يتألم الطير المطارد في البراري..
عندما يتشرد السمك المعذب في البحار.
لكنهم لا يأبهون إذا طردنا
أو تألمنا وإن سلبوا مزارعنا
وألقوا الزيت والزيتون في نار سعار.
لا يأبهون للاجئٍ سرقت مزارعه
و ما وعدت حقول القمح في فصل البذار

بكت التماسيح الحزينة من نفاقٍ
صيغ في جُملٍ منمقةٍ
تعالت من كواليس التوابع والكبار.
وتحاوروا وتداولوا
لكنهم لم يذكروا موت الحوامل
عند معبر الانتظار.
لم يذكروا عيش الصغار بغزة الثكلى
بلا سقفٍ ولا لُعَبٍ
ولا زيت تخبئه المواسم في الجرار.

الأرض تعرف من له في عمقها جذر
ومن طرد العنادل من كروم اللوز
واستقوى على الحسون
واضطهد السنونو والشَرار.
التين يفقد طعمه
والنرجس البلدي يفقد عطره
وتغيرت حتى تقاليد المواشي والخضار.
النحل لا يقوى على طغيانكم
فتهاجر الملكات من سهلٍ إلى جبلٍ
ودون الموت تختار الفرار.

تأتون من خلف البحار
لتسلبوا من أرضنا حتى الحجار.
لكننا باقون كالجبل القديم
تمر من وديانه حقب الغزاة ولا يمل الإنتظار.
مظلوم هذا اليوم جبّارٌ غدا
والظلم أوله انتصارات وآخره انكسار.

مقالات متعلقة