انسياب مياه الصرف الصحي، ومياه المجاري بمثابة مشهد اعتيادي، في الاحياء العليا لقرية مشيرفة في مجلس طلعة عارة، وذلك بسبب انعدام وجود شبكة مجاري، ويقوم بعض السكان، بتسييب ابار المجاري المنزلية للشوارع، الامر الذي يتسبب بمكاره بيئية وصحية، وانبعاث الروائح الكريهة، عدا عن انتشار الباعوض والجرذان المسببة للامراض.

 بعض الطرقات تحولت الى قنوات للمجاري، الامر الذي يعيق تنقل السكان والاطفال. وعليه فقد أعرب العديد من اهالي عن تذمرهم  واستيائهم  من استمرار ظاهرة تدفق مياه المجاري من بعض البيوت في الأحياء، دون ان تكون حلول من قبل المجلس، وذلك على الرغم ان بعض المواطنين بعثوا رسالة شكوى, هي الثانية من نوعها خلال شهر, إلى رئيس اللجنة المعينة لمجلس طلعة عارة، فرانكو غونين, وطالب السكان الموقعون على الرسالة المجلس، التدخل السريع لوضع حد لهذه الظاهرة، ومطالبة رئيس المجلس زيارة الحي ميدانيا والاطلاع عن كثب على خطورة الوضع الصحي والبيئي. المجلس المحلي يتفهم المشكلة، ويشير بان سيتم المباشرة بمشروع شبكة المجاري في المنطقة في العام المقبل، لكنه بدوره يطالب السكان بتحمل جزء من المسؤولية، وعدم تسييب ابار الصرف الصحي المنزلية على الشارع والحين لكي لا ينجبر المجلس باستدعاء الشرطة الخضراء وتحرير المخالفات.

وقالت الحاجة سمية اغبارية:" لا استطيع الدخول والخروج من المنزل او السير في الشارع، الوضع في  الحي  لا يطاق بسبب تدفق مياه المجاري، فقد تزحلقت في الشارع عدة مرات بسبب المجاري التي تنساب أمامنا ليل نهار، وتسبب المكاره البيئية والصحية والروائح الكريهة والامراض، حتى اطفالنا لايمكنهم اللعب في الشارع او حتى الخروج من المنزل، الامر بمثابة خطر على حياتهم، وبعض احفادي اصيبوا بامراض، الباعوض والجرذان تهددنا ونتخوف من نقل الامراض المعدية والفتاكة الينا. لا يمكننا العيش في هذا الواقع وهذه الظروف وممارسة حياتنا بشكل طبيعي، نعاني من المشكلة منذ سنوات، وفي المجلس لا يوجد حياة لمن تنادي. فالمجلس لا يقترح اي حلول جذرية، ومطلبنا هو اقامة شبكة مجاري في الحي لانهاء معاناتنا".

وقال محمد القاروط:" مشيرفة العليا لا تحصل على خدمات تذكر من المجلس، وتنعدم بها مشاريع البنى التحتية، وبضمنها مشروع المجاري، لايوجد خط للمجاري، والبعض يقوم بتسيب ابار المجاري المنزلية للتدفق الى الشارع والحي، بسبب التضاريس الجغرافية للمنطقة ابار المجاري المنزلية تمتلىء بسرعة،  في اغلب الاحيان انت ملزم بسحب البئر مرة واحدة على الاقل في الاسبوع، فهذا الامر مكلف، وهناك عائلات لا تملك الاموال لذلك، الحلول المؤقتة والآنية التي يقوم بها المجلس غير كافية، ويجب وضع حد نهائي لهذه المعاناة, وضحيتها نحن الجيران، نشعر بالخجل حتى من استقبال الضيوف في منازلنا، جراء هذه المشاهد المسيئة والروائح الكريهة الناجمة عن تدفق المياه العادمة والمجاري من عدد من البيوت في الحي. مشكلتنا ليست مع الجيران بل مع المجلس، طلبنا منه الاسراع في القيام بشبكة مجاري، لكن دون جدوى، كما طلبنا بان يقوم المجلس بحفر قناة مؤقته للمجاري على جانب الشارع كحل مؤقت حتى يتم انجاز شبكة المجاري ايضا بدون جدوى، الجيران مجبرين على تسييب وتدفيق ابار  الصرف الصحي المنزلية، والتي تمتلء بسرعة، سحبها شهريا بحاجة لمبالغ طائلة، وظروف الناس الاقتصادية لا تسمح بتوفير هذه المبالغ".

و قال مدير قسم الصحة في مجلس طلعة عارة, رضا محاجنة:"قمنا حال وصول الرسالة بمعاينة المنطقة والحي، المشكلة ناجمة عن عدم قيام بعض سكان الحي نفسه بشفط الحفر التي امتلأت بالمجاري وغمرت الشارع المجاورة لها, ما تسبب بمعاناة للأهالي، وكل ذلك من اجل ممارسة الضغوطات على المجلس للاسراع بالقيام بشبكة مجاري في الحي، والغريب في الامر ان من بين من وقع على الرسالة والشكوى التي وصلت المجلس، من بينهم اناس يقومون بتسييب مياه المجاري على الشارع، اي انهم جزء وسبب من المشكلة. هذا الامر غير متعلق بنا لوحدنا وفي العام المقبل سيتم الشروع بالمشروع، اقول للاهالي وسكان الحي تحملتم سنوات طويلة، الاجدر ان تتحملوا هذه الاشهر المقبلة، ولا بد التعاون المشترك لايجاد الحلول والخروج من المشكلة. نتفهم ظروف واوضاع الناس، كنا قد بعثنا لهم العديد من التحذيرات، وطالبناهم بالكف من تسييب مياه المجاري في الشوراع، لا نريد ان نجبر ونضطر الى استدعاء الشرطة الخضراء وتحرير المخالفات للمواطنين، فهذا ليس بالحل، وهذه الممارسات والاساليب لن تعجل بالشروع في شبكة المجاري، وعلينا جميها التعاون لما فيه مصلحة الاهالي والسكان".