الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 17:02

من عُيوب الأعراس إطلاق الرّصاص بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 21/05/10 22:34,  حُتلن: 15:02

- أبو وهيب:

* لست أوّل من ينادي بعدم استعمال الرصاص الحي وغيره من المخاطر

* أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى أوصيكم بعدم شراء السلاح لا لغيرنا ولا لبعضنا البعض ولا استعماله في الأعراس

* السلطات تعرف كل المعرفة بأن السلاح نشتريه لِنُشهره على بعضنا البعض , ونستعمله في الأعراس وغيرها من المناسبات والعياذ بالله

* نسأل الله بأن نتّقي الله في أعراسنا وأن نُصلح عيوبنا ليصلحنا الله ويصلح بنا، و يهدينا ويهدي بنا, ونسأل الله لجميع العرسان أن يبارك الله لهم ويبارك عليهم

بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، إنّه لا يصرف السوء إلاّ الله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة لعباد الله وعلى جميع أنبياء ورسل الله، أيّها الشباب أيها الناس يا من أردتم زواج أبنائكم، الجميع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ها نحن أقبلنا على أيّام الأعراس والأفراح وها هي الدعوات المسموعة والمكتوبة بشتّى أبيات أشعارها، و زخارفها، وأشكالها ، تنهمر على كل بيت من بيوتنا (واللي عباله يفتح جزدانه عالآخر والله يعين الجميع).يقول تعالى في كتابه العزيز :
(إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربّه كفورا).ويقول عليه الصلاة والسلام :"من بذّر حرمه الله"، أيها الناس جميعا يا من أردت أن تُزوّج ابنك أو ابنتك, إيّاك أن تجعل من نفسك أخا للشيطان وإيّاك أن تكون محروما من رب العالمين، لذلك لا تجعل من الأعراس أيام تبذير وبداية تسديد ديون لك ولأبنك العريس حفظه الله .(والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما). وكذلك إطلاق الرصاص الحي والألعاب الناريّة التي أصواتها أشبه بصوت المدافع والعياذ بالله.

تحوّل العرس إلى مأتم والسبب هو إطلاق النار
إنها ظاهرة أصبحت متفشيّة ومألوفة عند بعض الناس وكأنّ الأمر طبيعي واعتيادي لماذا المخاطر والتبذير؟. والجميع يعلم كل العلم قد تقع إصابات وربّما موت بل حصلت حوادث وكوارث بشتى أنواعها حتّى أن تحوّل العرس إلى مأتم والسبب هو إطلاق النار برصاص حي أو العاب ناريّة خطرة وغيرها.
أنا لست أوّل من ينادي بعدم استعمال الرصاص الحي وغيره من المخاطر بل كانت هنالك مناداة ومناشدة مستمرّة إلى يومنا هذا من رجال الدين الأفاضل أصحاب الكلمة الطيّبة, والكتّاب الكرام الذين يكتبون المقال النافع والنقد البنّاء, جزاهم الله جميعا عنا وعنكم خير الجزاء. ومع الأسف الشديد لا حياة لمن تنادي بل أمسينا نسمع في أعراسنا أصوات تشبه أصوات المدافع ونشهد من التبذير ما لا يُحتمل ولا يُطاق والعياذ بالله.

نزيد الطين بلّه بشراء ذخيرة حيّة من الرصاص
أليس من أهل العريس أو العروس والحضور رجل رشيد؟. بعض أصحاب الأعراس توصي من خلال الدعوات المكتوبة (الرجاء عدم إطلاق النار). هذا خير وبارك الله فيهم ,ولكن ماذا نقول للموصي نفسه أي صاحب الدعوة الذي هو أوّل من يرضى لنفسه ويبادر ويباشر بإطلاق النار ؟ هل نقول له لا بارك الله فيك ولا في عرسك ؟.ألا يكفينا ما نبذّره من مأكل ومشرب وحلويات وزينة وغيرها وغيرها من مبالغ طائلة ؟.ونزيد الطين بلّه بشراء ذخيرة حيّة من الرصاص وغيرها من المفرقعات بأثمان باهظة ولا ينالنا منها إلا الشتائم والعياذ بالله .
نقولها ولا نخشى في الله لومة لائم لو عَلمت السلطات بأنّ هذا السلاح المرخّص وغير المرخّص نشتريه لغيرنا لقامت الدنيا وأقعدتها على رؤوسنا, ولكن السلطات تعرف كل المعرفة بأن هذا السلاح نشتريه لِنُشهره على بعضنا البعض , ونستعمله في الأعراس وغيرها من المناسبات والعياذ بالله.

لا تجعلوا من المسرّة مضرّة ومن الفرح كره
لذلك أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى أوصيكم بعدم شراء السلاح لا لغيرنا ولا لبعضنا البعض ولا استعماله في الأعراس أو غيرها من المناسبات.فلنتّق الله في الشيخ الكهل, والمريض, والطفل النائم, والعامل الذي يعمل تارة في الليل وتارة في النّهار, هؤلاء يحتاجون الراحة هم وغيرهم من الناس.
لا بدّ من مراعاة شعور الغير وبالذّات السّاعات المتأخّرة من الليل.إنّها ظاهرة وعادة ما أنزل الله بها من سلطان . إنّها أعمال دون فائدة كالهباء المنثور. (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبائا منثورا) ويقول عليه الصلاة والسلام:" آفة الجود السّرف". يا من أردتم زواج أبنائكم لا تجعلوا من المسرّة مضرّة ومن الفرح كره. وأنتم يا من تحملون السلاح وبالذات الشباب اعلموا بأنّه لا ينالكم من استعماله إلاّ الشتيمة والرذيلة والبهدلة والضرر.
وكأنّ العرس لا يكون عرسا دون إطلاق الرصاص والعياذ بالله , لذلك مرّة أخرى أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى كي لا نعكّر صفوة أعراسنا ولا نجعل من العرس مأتم , لنتجنّب الضّرر والخطر والتبذير.
نحن ندعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلى سواء السبيل, نذكّر ولا نعلّم, نَنصح ولا نفضح, نُبشّر ولا ننفّر, نأخذ بقول الله تعالى:(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
ونأخذ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم:"المؤمن مرآة المؤمن إذا رأى منه عيبا أصلحه . اللهم إنّي بلّغت فاشهد... اللهم إنّي بلغت فاشهد.
نسأل الله بأن نتّقي الله في أعراسنا وأن نُصلح عيوبنا ليصلحنا الله ويصلح بنا, و يهدينا ويهدي بنا, ونسأل الله لجميع العرسان أن يبارك الله لهم ويبارك عليهم ويجمع بينهم على الخير وأن يرزقهم الذرّية الصالحة بإذنه تعالى. 
 

مقالات متعلقة