- محمد عوايسي

*  الناصرة ستبقى بلداً يحتضن فعاليات المجتمع العربي الوطنية

- النائبة حنين زعبي

*  المشروع الصهيوني لم يبنى فقط على قوة اليهود بل على ضعف العربي وتشرذم الفلسطيني

- الباحثة نائلة عزام - لبس

* فهم معنى الأغاني الفلسطينية الفلكلورية قبل تقديمها بطريقة خاطئة، تساهم في ضياع هذا التراث القيم

- د. الياس عطالله

* لا أرغب بأن تصبح لغتي العربية مادة متحفية ولغة طقسية للمساجد والكنائس فقط، ولا أرغب برؤية حرف الضاد كمفتاح قديم يشهر على شاشات التلفاز منتظراً العودة

" ما تبقى لكم" عنوان أمسية هدفت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بعرضها مساء أمس الخميس 20 آيار في قاعة مركز محمود درويش الثقافي، تحميلها فن وثقافة استطاع الفلسطينيون في المناطق المختلة عام 1948، المحافظة عليها وإبقائها راية فنية حضارية مرفرفة، تجول العالم أجمع معلنة هوية ما زال المجتمع العربي في البلاد متشبث بها، رغم محاولات الطمس والتهويد للأجيال العربية.

موطني صافرة بدء لفعاليات وطنية
استهلت الأمسية الفنانة المميزة سلام أبو آمنة بغناء نشيد " موطني" الذي يعتبر صافرة البدء لأي فعالية تقوم بها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، التي أكد الناطق بلسانها، داوود بدر في كلمته على ضرورة الالتزام والتشبث بحق العودة، معلناً أن القوانين التي تقوم بتمريرها الأحزاب اليمينية لمنع ذكرى إحياء النكبة لن ترهب المجتمع العربي، الذي شارك بقوة في مسيرة العودة إلى قرية مسكة المهجرة، وأثبته الجمهور بحضوره أمسية " ما تبقى لكم" بتواجده القوي وإصراره على إحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني برغم من مرور 62 عاماً.

بلدية الناصرة لن تتأخر باحتضان فعاليات وطنية
محمد عوايسي، نائب رئيس بلدية الناصرة، الذي أبدى إعجابه بالأمسية الفنية – الثقافية الملتزمة، أكد على ضرورة توعية الشباب العربي لهويته الوطنية، والمثابرة حتى تنفيذ قرار حق العودة 194، مؤكداً أن الناصرة ستبقى بلداً يحتضن فعاليات المجتمع العربي الوطنية، مؤكداً أن بلدية الناصرة لن تتأخر عن رعاية أي عمل وطني.

المشروع الصهيوني بني على تشرذم الفلسطيني وضعف العربي
النائبة حنين زعبي التي شاركت في أمسية الجمعية، بدأت كلمتها بالتأكيد على أن الصغار لا ينسون بعد موت الكبار كما توقع المشروع الصهيوني وبنى عليها نجاحه، بل الحضور الشبابي الذي ظهر خلال الأمسية كان دليل قوي على أن الأجيال الشابة لا تنسى قضيتها، لان الذاكرة لا تحتاج لعواطف فقط ولاتحتاج فقط لارتباط بالإنسان، بل تحتاج لمشروع سياسي للدفاع عن الأرض والإنسان، مؤكدة أن المشروع الصهيوني لم يبنى فقط على قوة اليهود بل على ضعف العربي وتشرذم الفلسطيني.
وأكدت زعبي في كلمتها أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الأجيال الشابة في مواجهة ضياع الهوية والمحافظة على ذاكرة، والتحدي الأكبر هو الوقوف بمواجهة مشروع الخدمة المدنية الذي يستشري في المجتمع العربي.

العرس الفلسطيني مسرحية متكاملة
الباحثة في الفلكلور الفلسطيني، نائلة عزام – لبس أطلت على الجمهور بفقرة مميزة تحدثت خلالها عن الأعراس الفلسطينية وأغاني الأعراس الفلسطينية المميزة، التي خصصت لكل مناسبة ولكل فقرة من العرس، حيث اعتبرت عزام العرس الفلسطيني مسرحية، تحتوي على السيناريو والممثلين والموسيقى التصويرية والديكور الأمور التي تركب المسرحية.
وتحدثت عزام خلال الفقرة عن اختلاط الأغاني التي تغنى في أيامنا في الأعراس دون معرفة القصد من وراء الأغاني، مؤكدة ضرورة فهم معنى الأغاني الفلسطينية الفلكلورية قبل تقديمها بطريقة خاطئة، تساهم في ضياع هذا التراث القيم.

الدبكة تدفع محمد عوايسي للمشاركة فيها
أقدام ارتجفت الأرض تحتها معلنة للعالم أجمع أن الدبكة الفلسطينية لم تندثر كأمور عديدة، بل بقيت تجذب الأجيال الشابة لإتقانها، حيث قام راقصو وراقصات فرقة القلعة للفنون الشعبية النصراوية، بتقديم فقرة رقص شعبي مميز، أبهر الجميع مما دفع نائب رئيس بلدية الناصرة، محمد عوايسي للصعود على خشبة المسرح والتفاعل مع أعضاء الفرقة، التي قام بتدريبها المدرب وسام عباس.

لا اريد حرف الضاد مفتاحاً يعرض على الشاشات منتظراً العودة
وللغة العربية كان نصيب كما العادة في فعاليات جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، حيث قام د. الياس عطالله برغم تأكيده على قسمه المتكرر بعدم الحديث عن اللغة العربية في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، بالعودة للحديث عن لغة أمته التي لا يرغب بأن تصبح مادة متحفية ولغة طقسية للمساجد والكنائس فقط، ولا يرغب برؤية حرف الضاد كمفتاح قديم يشهر على شاشات التلفاز منتظراً العودة، ولا كوشان يخبئ بعقد القمباز، مؤكداً أنه لن يفرح به أرابيسك يزين المساجد والكنائس تصطف أمامه أعين السياح معجبة بما كان، بل كل ما يريده د. عطالله هو أن يصدح على اللسان يحكي ويغني ويبوح بمكنون ويصلي لمريم البتول ويبسمل ويدغدغ القلب ليشعله.
وأضاف د. عطالله في مداخلته: "ما تبقى لنا من مكونات "الأنا" القومية والجمعية هو تواصلنا عبر لغتنا العربية الفصحى أو المحكية، حيث استطاع المتربصون فينا عبر التاريخ أن ينهشوا كل أنواع المركبات لمآرب لا تصب لصالح القومي، ولم يتبقى لنا غير اللغة العربية التي دافعت عنا وحافظت على بقائنا، وهي التي توجه إليها أساليب الهدم".

عربي ومنكوب يقدمون نشرة إخبارية عربية
وللكوميديا المسرحية نصيب في أمسية " ما تبقى لكم" حيث قام الفنانين صبحي حصري ومحمود عطية بتقديم فقرة كوميدية مميزة، أشارا خلالها إلى وضع الإعلام العربي في البلاد، ووضع الشباب العربي في البلاد بفقرة أعجبت الجمهور.
الفنانة صاحبة الصوت المميز، سلام أبو آمنة أكدت بصوتها الذي رفرف خلال فقرة موسيقية مميزة، عالياً اتحف الجميع بقوته وايمانه بالبحث عن هوية ضائعة للأجيال الشابة.

فن وحضارة إستطاعت البقاء على هذه الأرض رغم لك شيء
وفي حديث مع مركزة الأمسية ومشروع التطوع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين،الزميلة منى أبو شحادة، أكدت أن الهدف من وراء الأمسية كان إعلان فن وحضارة فلسطينية استطاعت أن تبقى على هذه الأرض، بالرغم من 62 عاماً من حملات التهويد وهجمات غسل الأدمغة التي تقوم بها السلطة الإسرائيلية، مؤكدة أن الدليل على فشل المخططات لمنع إحياء النكبة هو جمهور الشباب الذي شارك في الأمسية الملتزمة مساء أمس الخميس.
وأضافت أبو شحادة: " يجب علينا عدم التباكي على ما حدث في عام 1948 بل إثبات العكس باننا حافظنا على هويتنا الفلسطينية وعلى حضارتنا المميزة، وباننا أقوياء رغم كل الهجمات والمؤامرات ضدنا".
للأدوات الفلسطينية التراثية مكاناً في ما تبقى للعرب على هذه الأرض، حيث لم تنسى جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، أن تقيم معرضاً مميزاً فيه أدوات فلسطينية تراثية استخدمت في الماضي، ليتسنى للاجيال الشابة مشاهدتها والإطلاع على تلك الكنوز التراثية.