الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 10:01

كلنا في النكبة سواءُ-بقلم: تميم منصور

كل العرب -
نُشر: 20/05/10 15:49,  حُتلن: 15:22

* لم يبق من هذه النكبة سوى موعدها واخراج بعض الصور من ارشيفها واسماء مخيمات اللاجئين المرتبطة بها

* الدول العربية فمعظمها يرثي حالها ، فهي تعيش في حالة من الانحسارالفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي

* اذا كانت مصر اليوم تعاني من العطش وشح المياه بنيلها الحالي ، كيف سيكون حالها بعد حرمانها من ربع كمية المياه المتدفقة اليها


* لكل دولة عربية نكبتها الخاصة ، على مقاسها رغم استقلالها الصوري ، شعوبها تعيش في ضياع ، هدف ابناءها الأسمى اما الهجرة او الحصول على الحد الادنى من لقمة العيش 

مرت ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الثانية والستون كسحابة صيف في سماء العالم العربي ، دون ان تطرح أي عمل نضالي ، لم يبقى من هذه النكبة سوى موعدها واخراج بعض الصور من ارشيفها واسماء مخيمات اللاجئين المرتبطة بها ، انها كابوس بالنسبة للعديد من الانظمة العربية فاخذت تتجاهلها ، واذا سقطت فوق بعض شفاه المسؤولين او فوق سطور صحيفة هنا او هناك ، فان اجترارها ليس اكثر من باب رفع العتب.
ليست الانظمة فقط من نسيها او تناساها ، فان غالبية الشعوب العربية من شواطىء طنجة وتطوان المنسية الى شواطىء دول المسخ والمهانة في دول الخليج المحسوبة على العرب.

دول الشرق الاوسط التي لم يبتليها التاريخ بالعروبة قد تغيرت
تحل ذكرى النكبة من جديد لتجد دول الشرق الاوسط التي لم يبتليها التاريخ بالعروبة قد تغيرت وتبدلت حتى اصبحت دولاً عظمى ، ايران مثلاً تسابق العصر والتاريخ في تطورها وتقدمها ، كل يوم منظومة جديدة من الصواريخ والرادارات والغوصات تصبح جزءاً من الحضارة الفارسية العريقة ، تركيا تتسع مكانتها السياسية والعلمية والاقتصادية كل يوم ، حتى انها لم تعد بحاجة الى الحلف الاطلسي واسرائيل لان شعبها منبع قوتها السياسية والعسكرية.
اما الدول العربية فمعظمها ترثي حالها ، فهي تعيش في حالة من الانحسارالفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، غالبيتها منكوبة بحكامها وجهلها وتخلفها كما نكب الشعب الفلسطيني بالصهيونية.

غالبية الشعوب العربية منكوبة بوجود السلالات الحاكمة
اغتصبت ارادة الشعب الفلسطيني ووطنه من قبل العصابات الصهيونية المدعومة بقوى دوليه التي ارادت ان تكفر عن جرائم النازية فحولت الشعب الفلسطيني الى ضحية كي يدفع الثمن، اما غالبية الشعوب العربية فهي منكوبة بوجود السلالات الحاكمة ، فالمواطن العربي يعيش في غربة داخل بيته ووطنه ، ارادته مسلوبة وقد وضع عقله في افريز كي يبقى مجمداً.

لكل دولة نكبة ...
لكل دولة عربية نكبتها الخاصة ، على مقاسها رغم استقلالها الصوري ، شعوبها تعيش في ضياع ، هدف ابناءها الأسمى اما الهجرة او الحصول على الحد الادنى من لقمة العيش ، كل شيء راكد مكانه او يدور حول نفسه لاشيء يتجدد ويكبر في هذه الدول المنكوبة سوى مضاعفة عدد المرضى والفقراء والعاطلين عن العمل وزيادة عدد المعتقلات والسجون السرية والعلنية ، شيئاً واحداً ترتفع قامته كل سنة مع مرور ذكرى النكبة ، الزحف على البطون باتجاه الطريق الاسرائيلية ، التجديد في العلاقات مع اسرائيل الذي استقبل ذكرى النكبة يخص اكثر من نظام عربي واحد ، مثلاً في دبي -المبحوح المذبوح – عادت واستقبلت مندوباً اسرائيلياً كي يكون عضواً دائماً في وكالة الطاقة – بعد ان اشبعنا ضاحي الخلفان المراجل بملاحقة القتلة من رجال وسيدات الموساد الذين داسوا وخططوا ونفذوا جرائمهم فوق تراب امارته ،– اما امارة قطر فقد اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية بانها استجدت اسرائيل باعادة فتح ابواب التطبيع معها من جديد ، لكن حكومة نتنياهو رفضت هذا الطلب.

النكبة بتشديد الحصار على غزة
اما مصر الحريصة على توثيق العلاقات مع اسرائيل فقد استقبلت ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني هذه السنة بتشديد الحصار على قطاع غزة وتفجير عدة انفاق للفلسطينين قتل خلالها خمسة من العاملين فيها ، كما قامت حكومة نظيف بتجديد عهدها بردة السادات بعد تعينها لواحد من سلالته منسقاً للشؤون الخارجية بسفارة مبارك في تل ابيب ويدعى احمد السادات البالغ من العمر 34 عاما.

مصر عصا موسى تضرب الفلسطينين لحماية اسرائيل
ان التحاق هذا الفرخ بطريق عمه السادات يؤكد انه لا يخرج من الخطيئة سوى خطيئة اكبر وانه لايخرج من شوك هذه السلالة سوى الشوك . ان حكومة - مبارك نظيف – وفية لنهج السادات الاستسلامي بعد ان حولت مصر الى عمق استراتيجي لاسرائيل وفرطت بكرامتها وسيادتها وعروبتها وثوابتها الوطنية ، اصبحت مصر عصا موسى تضرب الفلسطينين لحماية اسرائيل ، كما تحول جنودها الى نواطير مصر – رحم الله المتنبي.
قبلت مصر بعزل نفسها عن غالبية الانطمة العربية كي ترضي اسرائيل ، فعلاقتها مع سوريا فاترة لان الاخيرة رفضت المشروع الامريكي الصهيوني ، كما ناصبت مصر موريتانيا العداء لانها قطعت علاقاتها مع اسرائيل بعد العدوان على غزة ، كما حول نظام مبارك مصر الى دولة مواجهة مع ايران ، ارضاءاً لواشنطن وتل ابيب ، هذا اضافة ان مصر اصبحت معزولة داخل القارة الافريقية.

هل يوجد نكبة اكبر من نكبة الشعب المصري ونكبة العرب جميعاً؟
مصر المنكوبة بنظامها الفاسد تحاول اليوم كشف مخازن الاسلحة التابعة للمقاومة في غزة باعتراف وسائل الاعلام الاسرائيلية وباعتراف الفلسطينين الذين تم تعذيبهم في سجونها ، هل يوجد نكبة اكبر من نكبة الشعب المصري ونكبة العرب جميعاً بمصر خاصة في هذه الايام ومصر تقف موقف العاجز الواهن الحاضر الغائب والميت الحي امام ما تقوم به دول حوض النيل بتشجيع اسرائيل وامريكا.
إذا كانت مصر اليوم تعاني من العطش وشح المياه بنيلها الحالي ، كيف سيكون حالها بعد حرمانها من ربع كمية المياه المتدفقة اليها؟ اليس الشعب المصري منكوباً بنظامه الذي اعترف انه لم يكن يعلم بحقيقة وخطورة السد الجديد الذي اقامته اثيوبيا. القاسم المشترك بين الشعبين الفلسطيني والمصري ان النكبات تحل فوق رؤوسهم كل يوم.
اذكر هنا قول لاحد الكتاب الفرنسيين ابان الحرب العالمية الثانية الذي قال ان السماح باقامة حفلة راقصة للقادة الالمان في باريس يجسد الاحتلال بكامله ، فماذا يقول المواطن المصري عندما يرى ويسمع ويقرا عن اطلاق اسم تل ابيب على احد ميادين مدينة الغردقة، واطلاق اسم احد الزعماء الصهاينة على شارع في الاسكندرية ، والاحتفال بانتهاء ترميم الكنيس اليهودي بحضور عدد كبير من زعماء الصهاينة في العالم.
ماذا سيقول المواطن المصري عن مقام ابو حصيرة الواقع شمال القاهرة وهو يرى الآف من اليهود يزورونه كل سنة ، انه مستوطنة اسرائيلية في قلب مصر ،وقائمة التنازلات من غاز ونفط وامن وامان للسياح الاسرائيلين داخل مصر وغيرها طويلة جداً ، تصل الى حدود البكاء والياس العربي. 

مقالات متعلقة