الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 18:02

الديمقراطية الاسرائيلية عارية- بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 14/05/10 09:29,  حُتلن: 07:46

- زياد شليوط في مقاله:

* ما نأمله أن يخرج حلو من مرارة ما نواجهه حاليا، وأن تستيقظ حركاتنا وأحزابنا وجمعياتنا وتعي أن "هذه ساعة للعمل وليست ساعة للكلام"

* اليمين العنصري الصهيوني تحول من "كلب" ينبح خارج السلطة إلى "كلب" ينهش داخل الحكومة الحالية برئاسة الزعيم اليميني بنيامين نتنياهو

* الديمقراطية الاسرائيلية التي تتبجح ليلا نهارا بانسانيتها وسموها عن سائر الأنظمة "المتقدمة" في العالم، هذه الديمقراطية أخذت تتعرى من ورقاتها ورقة بعد ورقة

ماذا نتوقع من زوجة وابنة لمعتقل قامت أجهزة الأمن "بخطفه" من بينهم فجر أحد الأيام، ومنعتهما من رؤيته والتحدث اليه طوال أسبوع كامل وسط تعتيم تام ومجهول مرعب، ماذا نتوقع من الزوجة او الابنة أن تفعلا عندما تلمحا الزوج والأب في قاعة المحكمة؟ أي مشاعر يمكن أن تنتاب الزوجة أو الابنة؟ أي رد فعل يمكن أن يصدر عنهما؟ وبالمقابل كيف تتصرف الشرطة وأجهزة الأمن وبأي درجة من "الانسانية" تتعامل مع الموضوع؟ لا يمكن "للديمقراطية" الاسرائيلية التي أهلكتنا بأعمالها "الانسانية" إلا أن تمنع الزوجة /الابنة من رؤية الزوج/ الوالد، بكل بساطة وبرودة أعصاب.

هذا ما حصل يوم الأربعاء الماضي أثناء النظر في تمديد اعتقال أمير مخول، مدير عام اتحاد الجمعيات العربية "اتجاه ورئيس لجنة الدفاع عن الحريات ود. عمر سعيد، الناشط والباحث السياسي وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي. لم يتسع صدر "الديمقراطية" الاسرائيلية ليس للقاء بين الزوجة وزوجها أو الابنة ووالدها، بل لحديث عابر أو حتى نظرة، هذه هي "الديمقراطية" الاسرائيلية التي تتبجح ليلا نهارا بانسانيتها وسموها عن سائر الأنظمة "المتقدمة" في العالم، هذه الديمقراطية أخذت تتعرى من ورقاتها ورقة بعد ورقة، حتى سقطت عنها ورقة التوت الأخيرة وبدت عارية على حقيقتها، كما سبق للملك وأن سار عاريا، فهنيئا لهكذا "ديمقراطية" كشفت زيفها وعوراتها على الملأ.

هذه الممارسات لم تأت من فراغ، وهذا التنكيل لم يولد من الحائط، وتلك التهديدات ليست سرابا. ان مسلسل الملاحقة الجديدة ضد القيادات العربية في داخل دولة اسرائيل، ليس جديدا لكنه يأخذ أبعادا جديدة منذ سنوات قليلة، وبالذات منذ أن تحول اليمين العنصري الصهيوني من "كلب" ينبح خارج السلطة إلى "كلب" ينهش داخل الحكومة الحالية برئاسة الزعيم اليميني بنيامين نتنياهو، والذي لم تعد يمينيته ترضي اوساط اليمين الفاشي الجديد برئاسة زميله سابقا ومنافسه حاليا، رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.

تجاوز كل الخطوط
ان ما يقوم به اليمين الفاشي في اسرائيل اليوم تجاوز كل الخطوط، ان اليمين العنصري المنفلت والذي يقوده وزير الخارجية – يا للسخرية- الذي أتانا من خارج الخارج، وهو يحمل أحقاده وسمومه، وأخذ ينفثها نحو العرب سواء في الداخل أو الخارج، هذا الذي اعتبرنا أكبر خطر على اسرائيل، يفوق خطر القنبلة النووية، هذا الذي لم يهدأ له بال حتى وصل الى أعلى المراكز من خلال تحريضه المنهجي، وضم اليه أصوات عنصرية أخرى تقف على رأس وزارات مهمة وحساسة، ومنهم وزير الأمن الداخلي الذي يتجول في قرانا ومدننا، يهدد، يتوعد ويحذر.. ومقققابل ذلك يحصل على شهادات تقديرية! أضف اليهما وزراء آخرين يجدون أبواب سلطاتنا المحلية مفتوحة أمامهم لينشروا أفكارهم العنصرية من خلال أفكارهم المسمومة المغلفة بالابتسامات الخبيثة والشيكات البخيسة يقدمونها لرؤساء المجالس العربية، مقابل الرضى والسكوت، وليس المشاريع الوهمية التي نسمع عنها ولا نرى لها رصيدا على أرض الواقع.

الحزب اليميني
وأنكى ما حدث لنا نحن المواطنين العرب مع هذا الحزب وأعوانه، فهو حصول هذا الحزب اليميني على أصوات من بيننا، حيث صال بعض أتباعه وجالوا في ربوعنا، وكان بعضهم من ظهرانينا – يا للأسف- وباتوا اليوم يجهرون بتبعيتهم له وكأن ما يفعلونه "حلال"، وهناك من يتصرف وكأنه صاحب "البيت" بفضل جلوسه على مائدة اللئام، لكنه يأتينا بثوب "الحمل" محاولا تمثيل دوره باتقان، لكن قلة خبرته بالتمثيل سرعان ما كشفت حقيقته.

ماذا نفعل؟
وأمام حملة اليمين المنظمة والفاعلة، ماذا كنا نفعل؟ كانت الخلافات تنخر صفوفنا، والصراعات بين الأحزاب تفتتنا وتأخذ من جهودنا وتبعثر قوانا، والتسابق على المنابر الخطابية والاعلامية تستنفذ قدرات نوابنا وقادتنا، الى حد تجاهل الخطر الحقيقي لولا هجوم اليمين الأرعن الجديد الذي أعاد لنا ربما جزءا من وعينا. وهكذا حقق اليمين مخططاته، ونحن أنجزنا عجزنا ونفورنا من بعض وبالتالي قلة حيلنا في مواجهة ما يخطط لنا. وما نأمله أن يخرج حلو من مرارة ما نواجهه حاليا، وأن تستيقظ حركاتنا وأحزابنا وجمعياتنا وتعي أن "هذه ساعة للعمل وليست ساعة للكلام"، فاتركوا العتاب والنقاش "وقل اعملوا" حتى يرى الله والشعب أعمالكم ويثق بعدها بأقوالكم.

مقالات متعلقة