احتفلت جمعية المنارة يوم الجمعة الفائت الموافق 2 /11 بتخريج مجموعة من المتطوعين الذين التحقوا بدورة تأهيل متطوعين لمساعدة المكفوفين في حالات الطوارئ وذلك تحت إشراف وتوجيه العامل الاجتماعي المختص بتوجيه المجموعات صالح شيني. تم اللقاء في إحدى قاعات المركز الثقافي البلدي في الناصرة.

تعتبر هذه الخطوة قفزة نوعية على مستوى أول جمعية عربية قطرية تعنى بالتغيير المجتمعي بكل ما يخص التعامل الصحي والسليم تجاه جمهور أصحاب القدرات الخاصة عامة والمكفوفين منهم خاصة. مدير جمعية المنارة المحامي الشاب عباس عباس بادر إلى تخطيط وتنفيذ هذا المشروع بالتشاور والتعاون مع مؤسسة جوينت وتحديدا برنامج "مسيرة" لتدعيم مكانة أصحاب القدرات الخاصة في المجتمع العربي ممثلا بالسيدة سعاد ذياب والتي حضرت حفل التخريج واستمعت إلى الانطباعات الإيجابية من جانب المشتركين وموجه المجموعة السيد شيني. كما أكدت على مدى سعادتها لنجاح التجربة الذي تم بفضل التعاون والانفتاح من جانب المشاركين في الدورة وهما شرطان ضروريان لاكتساب المعلومات وتذويتها وجعلها أداة فاعلة وناجعة عند التعامل مع المكفوفين الذين يواجهون أزمات نفسية تحت ضغوط حالات طوارئ محتملة.
يشار إلى أن فكرة الدورة تبلورت في أعقاب وصول نداءات إلى جمعية المنارة بخصوص انعدام المساعدة والرعاية للمكفوفين أثناء الحرب الأخيرة على لبنان، مما لا شك فيه أن انعدام الملاجئ في مدننا وقرانا العربية والقوى البشرية المجهزة للعمل في حالات مشابهة أمران عمّقا الإحساس بالعزلة والإهمال إضافة إلى الإحباط وما يترتب عليه من أزمات وضغوطات نفسية. فما كان من الجمعية إلا أن هبت ولبت إلى هذه الحاجة وسعت بطاقمها المحدود إلى البدء في وضع خطة لعلاج هذا النقص. المحامي عباس ناشد بتأثر بالغ الحضور وكذلك جمهور المكفوفين وذويهم عبر الصحافة  إلى التواصل مع الجمعية وطرح المزيد من الأفكار والاقتراحات لما يترتب على ذلك من أهمية ودعم متبادل. كما تمنى أن يتمكن مجتمعنا العربي من تخطي حاجز الأفكار المسبقة الذي يشكل برأيه العائق الأبرز أمام الكفيف ويحول دون تشكل فضاء أوسع يحضن الكفيف ويعتبره ندا متكافئا قادرا على المنافسة والفوز بجدارة بأي عمل كان خصوصا إذا ما تسلح بالشهادات المطلوبة وفوق كل ذلك الإرادة في تحدي الإعاقة والتفوق على الذات.
" أحلام اليوم هي حقائق الغد"
صالح شيني، موجه مجموعات معتمد ويعمل كمنسق شئون مكافحة العنف والمخدرات في مجلس المغار يعتبر إستراتيجية توجيه المجموعات أداة ممتازة للعمل على تحقيق التغيير المجتمعي من خلال "خلق" أو توظيف سفراء يتمتعون بقدرة عالية على العطاء والتطوع في مجتمعاتهم. وقد أعرب عن افتتانه بهذه المجموعة تحديدا واعتبر جمعية المنارة محظوظة لاستقبالها هذه "الخلطة" البشرية عالية النوعية خصوصا أن معظم أفرادها من الأكاديميين المتحمسين لفكر المنارة ونهجها. وقال بتأثر بالغ:" إن المنارة بدأت فعليا بشق الطريق وتحدي المصاعب بمعول الإرادة الصلبة والتصميم المثابر لتحقيق التغيير المطلوب على اعتبار أن أحلام اليوم هي حقائق الغد وحقائق اليوم هي في الواقع أحلام الأمس".

تخلل الحفل توزيع شهادات على المتطوعين وعددهم ثلاثة عشر وهم:
سوزان زعبي، علا ابو شقرة، جيهان أبو آمنة، خنساء مصري، مروة شحادة، إسراء مصري، جريس غطاس، عبير صالح، خنساء مصري، إيزابيل زهر، محمد عثمان، دعاء سعيد، وإخلاص يحيى مديرة مكتب المنارة التي بذلت مجهودا كبيرا لتسيير وتنظيم هذه الدورة إضافة إلى الأعباء الإدارية الأخرى.
من ناحيتها، أكدت تغريد عباس وهي عاملة اجتماعية وعضوه إدارية وهي ناشطة فعالة ضمن مشاريع المنارة المختلفة أنها تشعر، بمرور سنتين على انطلاق مسيرة المنارة، بنضوج يميز المرحلة وبمسئولية متزايدة تجاه جمهور الهدف وترى بوجوب تشكيل وتنظيم المزيد من " الجنود" المتطوعين في صفوف المنارة على شاكلة المجموعة الحالية.
وأخيرا لا بد لجمعية المنارة أن تشكر المركز الثقافي الذي أصبح شريكا فعالا في معظم نشاطات وبرامج جمعية المنارة. وان دل هذا فيدل على المسؤولية المجتمعية الكبيرة التي توليه بلدية الناصرة تجاه مواطنيها عامة وشريحة أصحاب القدرات الخاصة بشكل خاص.