الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 03:01

عندما يصبح الفنان رجل سياسة* !


نُشر: 03/11/07 08:35

لقد شاهدت مؤخراً أفلام عديدة لمخرجين وسينمائيين عرب من خارج "هذة البلاد" ومن داخلها(يصرحون دائماً بمقاطعة إسرائيل), تعرض على شاشات محطات إسرائيلية وعلى قنوات الأفلام بالتحديد, إنتابني إحساس بخيبة الأمل وليس من منطلق موقف سياسي وطني, بل إنحداراً من فكرة الفنان المقاوم وليس بالمعنى الحرفي بل بالمعنى الأرقى لكلمة مقاوم.. مغاير, مختلف, مُلتَزم, مُبَلوَر, مُتَمَرد, موَجِه.. الخ, وينطوي هذا على كل الفنانين العرب "المغضوب عليهم"(بإستعارة) والذين "يحملون" قضية أو همهاً على الأقل.. منهم موسيقيون, مصورون, كتاب, مفكرون, مسرحيون, سينمائيون, شعراء, فلاسفه, و.. الخ
ليس عاراً أن يحمل الفنان هماً أو قضيةً أو مشروعاً(ليس مشروعاً سينمائياً فحسب), فلوركا وفيرتوف والشيخ إمام وسقراط وسوفوكلس ومحيي الدين بن عربي وبونويل وتروفو واَخرين كانت لديهم قضية.... وتتفاوت القضايا والهموم ما بين تسييس الفن وبين ذوبان الفن داخل السياسة.
العار هو أن تكون فناناً ورجل سياسية بدون قضية أو "مشروعاً", وذلك بحجة أنك لست منقطعاً عن العالم ويجب أن يكون "فنك" مواكباً للأحداث والمواضيع الشائكة التي في المركز.. الحقيقة لم ولن تكون في المركز أبداً لا في الأكاديميات, ولا في السلطة ولا في المهرجانات "اللامعة" ولا في الفضائيات التي يتدفق نحوها "قطيع" المتفرجين.
السياسة تعشق الغزل مع السلطة فلماذا للفنان دخول "بحور الغزل والعشق"؟.
كل مرة من جديد يثبت الفنان العربي(وفنانين اَخرين بالطبع) تقلبة المثير للإشمئزاز وتسرعة بال"مقاطعة" وبعدها بفترة بال"تصالح", ولا أجزم هنا بأنة من المفروض أن  يتقوقع الفنان في بوتقة من الأفكار المتشنجة .
هل عندما تبرز لدى الفنان قضيتة الوطنية تتلاشى قضايا الإنسان ؟ هل بعد أن تسيطر على ذهن الفلسطيني القضية الفلسطينية يجب أن تغيب عن ذهنة قضية نضالية أخرى في كوبا أو في أي بلد من البلاد "المغضوب عليها" ؟.
هذا هو الفن الخطير والمداهن, المتزمت الى حد الشك, قضية العدل واحدة, قضية المرأة واحدة, قضية الرأسمالية واحدة, وقضية الإنسان واحدة.
فالمعادلة إذاً بسيطة: الفنان الذي يلتزم لدرجة المرض بقضية ما فلا تصدقوه, لأنة سيأتي يوماً وتشاهدوا أعمالة الفنية تعرض في حقول رأسما.., كولنيا.., تضطهد المرأة, تقمع البسطاء وتتحلى بالصبر(الذي زهق منها) حتى تأتي أعمال الأقليات, المعذبين والضحايا, ليثبتوا هم "بجدارتهم" ونحن الفنانين بغبائنا أنهم يساريين ويفتحوا أبواب منصاتهم لمن ليس لهم منصة.. فيتحدثوا جميعاً الى بعضهم البعض: "هذة القنوات كنا قد قاطعناها في أمريكا لكن في الشرق الأوسط من المهم أن نعرض وجهة نظرنا.." ويقولون في الطرف الاَخر: "الفن أصدق أنواع الحوار, ولا بد للفن أن ينتصر"..
الفنان الواعي, المدرك والملتزم بقضية الإنسان هو الفنان الحقيقي, ما هو غير ذلك فيكون سياسياً.. لا يقلقني أن يكون الفنان غير ملتزم, ما يقلقني هو أن يتنكر الفنان, مدير أعمالة, المتحدث بإسمه, "خالق الفكرة".. وغيرهم, بقناع "تعدد الثقافات", "الحوار" و "التعددية الفكرية" ليصبح رجل سياسة يعتاش من "فنة"..
أيها الفنان العربي من نصبك في الخارج لتكون متحدثاً بإسمنا وسياسي يدافع عنا ؟
فليكن واضحاً لمن يكسوا عيونهم الغشاء(على جميع أنواعة) أنه ما زال هناك أشخاص بإمكانهم أن يفرقوا بين الفنان ورجل السياسة "الفنان".
لست وحدي أكرة مهنة السياسيين مع أنها "فن عبقري الى حد ال..", فإسئلوهم ذات مرة "هم نفسهم يكرهون مهنتهم".
فماذا يساوي رجل السياسة بدون كلام؟
إختبر نفسك أيها الفنان إذا كنت سياسياً(في أي مقام)..

ملاحظة: حقاً لم أبالي ذات مرة بأن إقتبس "بعضهم" أسلوب كتابتي, لكن رجاءاً لا تنسوا خاصية الإدراك الذي يحتوي عليها.



*رجل سياسة: تاجر كلام عبقري, يستنزف الجزء الأهم من "منظومة اللغة" للطغطية على الحقيقة, والوصول الى الهدف الذي يعود بالفائدة على جميع الأطراف.. متغير, ديناميكي, ديماجوجي, زئبقي.. بإختصار عبقري

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.03
EUR
4.72
GBP
239999.75
BTC
0.52
CNY