الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 18:02

مجهولة تشغل بال قراء منبر العرب بقضية شغلت بال الكثيرين فما هي يا ترى؟

كل العرب
نُشر: 02/05/10 21:27,  حُتلن: 10:34

ليست رواية أو قصة من تأليف مؤلف أو من خيال كاتب، إنما هي قضية تختبئ وراء الكثير من الأبواب داخل مجتمعنا العربي.
 
كون مجتمعنا مجتمع تقليدي فما زال بعيدًا عن ثقافة طرح القضية بشكلٍ صريح لإيجاد الحلول المناسبة، وفي هذهِ الحالات يكون لهذا المستور والمخبأ ضحايا كثيرة.

 فتاه مليئة بالإحساس والعطاء والتوهج، مميزة، تختلف عن بنات جيلها بذكائها ورزانة عقلها وتفكيرها وأسلوبها، لديها الكثير من الاهتمامات والطموحات، وما زالت تحلم بالمستقبل مثلها كغيرها.

بعد أن أنهت تعلميها الثانوي حاولت الاعتماد على نفسها وذاتها في إيجاد عمل لتكمل تعلميها الأكاديمي، إلا أن والدها رفض هذه الفكرة وكان يقابلها بألوان من الظلم والاستبداد والإنكار لأي انجاز أحبت أن تقوم بهِ. أصبحت عيناها قاتلتان نفذ سِهماهما، كلما حاولت الصعود إلى الأعلى يأتي ذلكَ القدر الغريب وينجح في إسقاطها حينها تتعرض لجرحٍ في قلبها، فهي من المبتَلات اللّتانِ يجب عليهم أن يستتروا، دون أن يعلم الناس من أمرهم شيئًا. فكانت مضطرة إلى إسكات ألمها بالحركة، وإخفاء قلقها الذي يفعم خاطرها باللّجب الذي يُساور جميع نواحي جسدها.

قدر هذه الفتاه أن يكون لها أب ظالم، يسرق منها ومن أمها وإخوتها الرئة التي تتنفس من خلالها لتشعر بالاختناق، فكانت تستمد سعادتها وقوتها من حزنها.

إن الكثير من الناس أعجبوا بهذه الفتاه التي جذبت جميع من حولها، عدا والدها الذي كان عقبه في وجه أيًا كان أراد الارتباط بها ليسعدها ويصنع لها الحياة التي حُرمت منها وهنا وفي مجتمع لا يعترف إلا بقدر معين من حرية المرأة أو الفتاه العربية فإن تجاوزته حلَّت عليها لعنة كبرى وسلَّطت عليها ألسنة الناس كالسيوف الحادّة لتقطع عنها شريان الحياة في الوقت الذي يعطيها الدين كل الحقوق لمباشرة أسباب الحياة والتطور والانطلاق في عوالم النجاح، لكنها فتاه تعيش في مجتمع شرقي أبوي، سُلطوي مهما كانت صاحبة الحق فسلطة الرجل فيه دائمًا هي الأقوى.

بقيَّ الأمر على هذا الحال حتى دقَّ قلبها لإنسان تشابه معها في الأخلاق والعطاء والجاذبية لكنه من عائله مرموقة ومثقفه, استطاع أن يقتحم قلبها المسكين، فارتبطا عاطفيًا، أحبته بشدة ولعله الأول في حياتها الأرقى والأجمل والذي استطاع أن يهزها ليخبرها بحقيقة غابت عنها وهي أنها كائن يستحق الحب والحياة والعطاء والاستقرار والأمومة.

تحدث الشاب المثقف مع والده على أن يتقدم لهذه الفتاة التي أحبها بصدق، لكن والده رفض بسبب تصرفات والد الفتاه وما يعرف عنه من سلبيات.

حاول الشاب بالرغم من جميع العراقيل التي وقفت أمامه وأمام محبوبته بجعل الحب وقودًا يشحنه بالتحدي والإصرار، إلا أن أتى اليوم الذي أشعَرَهُ بعجزةٍ عن السيطرة على من حوله، وكاد يعتزل مهمته ودوره.

إن ما زاد في تعقيد هذه القضية هو المجتمع وسلطته، لأنه لم يعمل بدوره على مساعدة ومساندة هذه الفتاه، بل تركها بتحطيمها، ومنع عنها قيم الحرية، ليست الحرية التي نراها، بل هي الحرية التي تكفل لها انطلاق في التعبير المطلق والاختيار الكامل والحر في حياتها، والحق والكرامة الإنسانية والحق في أن تكمل تعليمها.

بالله عليكم ... أهذهِ الفتاه ظالمة أم مظلومة؟ ماذا باستطاعتها أن تفعل؟ وما ذنبها فيما جناه عليها والدها؟ هل يحق لها أن تفعل ما يحلو لها أم تُنهي حياتها وتبقى في هذا الظلم وتُسلِّم أمرها لخالقها؟!..

 أطلت الحديث عن هذه القضية، لأنني لا أستطيع أن أمضي مطمئنةً في الحديث عن تسلط المجتمع الذكوري إن لم نفهمه ونعرف جذوره الاجتماعية والنفسية العميقة في حياتنا وحياة فتياتنا.
 

مقالات متعلقة