الى اهلنا في داخل الداخل ... الى القابضين على الجرح الدامي ... الى الذين علموني أن الحياة نضال مستمر من اجل الحرية والكرامة والشرف. التحديات اكبر من كل القيادات والأحزاب والهيئات.
ثلاث اسابيع مرت وآلآت التدمير العسكرية الإسرائيلية تدق منازل اخوتنا في لبنان الجريح، إضافة الى اشهر عدة ما تزال هذه الآلة نفسها تدمر البيوت الفلسطينية، تقتل الطفال والنساء والمسنين وتشرد الأخيار من شعبينا، مجازر ترتكب ضد المدنيين من غزة هاشم الى مروحين من مارون الراس وصفريا وعيثرون الى جنين الى بنت جبيل الى قانا، الكل يستغيث ولا من مغيث، وفقط، نعم فقط، صمود شعبنا في لبنان وفلسطين واصرارنا على الحياة الحرة الكريمة مهما بلغت التضحيات هو ضمان انتصارنا وشمس غدنا ومستقبلنا.
الجامعة العربية تعلن عجز انظمتها وتنتظر من يعلن وفاتها، انظمة مشرذمة لم تحركهم حتى دماء وارواح واجساد الاطفال المكدسة تحت الأنقاض في قانا الحزينة، ولم تحركهم أرواح أولائك الأبطال الذين صمدوا أمام اوامر التهجير الصهيونية فدفعوا دماءهم وارواحهم ثمنا لذلك وهم ما يزالون تحت أكوام الدمار ينتظرون من يخرج أجسادهم ومراسم الدفن التي تليق بالشهداء. ولكن كما قلت إنها النظمة العربية الخائنة لطموحات شعوبها.
الغريب والمقلق ان يصل الينا وباء الشرذمة والعجز. نعم الينا، نحن الذين انتفضنا يوم دخل جيش الغزاة الى لبنان عام 82 ، نحن الذين وقفنا وحدنا يومذاك ضد العدوان الغاشم والعنجهية الصهيونية، فقال فينا بسام ابوشريف :"انتم اشرف ما في هذه الأمة من محيطها الى خليجها". فهل يحق لنا اليوم، وهل يجوز لأحد منا اليوم أن يقبل بحالة العجز والتشرذم؟  ومهما بلغت الصراعات السخيفة والحساسيات فيما بين الحزاب العربية هنا، هل يحق لنا ان نستلقي امام شاشات التلفار ننتظر مبادرات القيادات وإلا فنحن قاعدون ومحبطون وعاجزون؟ هل وصلتنا عدوى العجز؟ الجواب لا، وألف لا.... ولهذا الهدف تنادت مجموعة من الغيورين والنشطاء المخلصين فشكلت هيئة شعبية لنصرة الأهل في لبنان وفلسطين وعملت وما نزال تعمل على توحيد الكلمة من خلال نشاطات وحدوية، فضلا عن النشاطات الفردية المباركة، نعبر من خلالها جميعا عن موقف نضالي موحَّد وموحِّد ، بصوت عال ومجلجل: لا للعدوان الصهيوني الامريكي على شعبينا الفلسطيني واللبناني، لا للتآمر العربي المخزي، لا للمجازر التي ترتكبها اسرائيل ضد المدنيين العزل. نعم للصمود، نعم لحق الشعوب في مقاومة الإحتلال، نعم للمؤتمر الشعبي لنصرة اهلنا في فلسطين ولبنان.
ان الهيئة الشعبية المذكورة، إذ تبادر لنشاطات وحدوية عديدة لنصرة الأهل في لبنان وفلسطين، تؤكد أنها لا تبغي أبدا ان تكون بديلا لأحد، شخصا او حزبا او هيئة تمثيلية، وإنما هي هيئة مبادرة وتنسيق نشاطات تنتهي بانتهاء الحدث والحاجة اليها، إننا إذ دعونا جميع الأحزاب بدون استثناء والهيئات التمثيلية ورجال دين، للتعبير من مواقفهم الوطنية والإنسانية من خلال المؤتمر الشعبي المزمع عقده يوم الجمعة في الناصرة، إنما نؤكد استعدادنا للإستمرار في العمل الوحدوي لتنسيق نشاطات نضالية إضافية، لا نرغب في رصيد شخصي او حزبي، فكل الرصيد للمشاركين في مثل هذه النشاطات من احزاب وهيئات تمثيلية، وهذا اقل واجباتنا.
 فليتجند الجميع قيادات وقواعد، كل في قريته، في حيه وفي مكان عمله، لإنجاح هذا الحدث الكبير، فالتحديات اكبر من كل الاحزاب والهيئات منفردة واكبر من كل الأشخاص والقيادات، ومعا نرفع صوتنا، هكذا هي تقاليدنا النضالية وهذه التقاليد نصونها بمزيد من الإصرار والوحدة والصمود ولنكن نموجا حيا لشعب حي يطمح الى الحياة الحرة الكريمة في وطنه الذي لا وطن له سواه.

*عضواللجنة التنفيذية للهيئة الشعبية لنصرة الشعبين اللبناني والفلسطيني