يخوض المعلمون والمعلمات أعضاء منظمة المعلمين فوق الابتدائيين نضالاً هاماً، عنيداً وعادلاً في وجهة سياسة الحكومة التي تضع التعليم والصحة والثقافة ومصالح واحتياجات الطبقات المسحوقة في أدنى سلم أولوياتها لصالح الاحتلال والحرب وحفنة من الرأسماليين. ومع تعنت الحكومة وعدم استعدادها لمعالجة أسباب إضراب المعلمين والمحاضرين ومطالب الطلاب الجامعيين وغيرهم من الفئات العمالية والمسحوقة، يزيد إصرار المعلمين ونقابتهم على المضي قدماً في النضال وتهيئة الظروف للصمود لأشهر طويلة بدون رواتب.
ألف تحية للمعلمين والمتضامنين معهم الذين يشاركون بشكل فعال في اعمال الاحتجاج وفي نفس الوقت لا بد من كلمة عتاب للزملاء الذين يكتفون بالاضراب بدون المشاركة الفعالة في أعمال الاحتجاج الهامة. انني ادعو الجميع لاخذ دور فعال في جميع اعمال الاحتجاج وادعو لجان المعلمين الى المبادرة لاعمال احتجاجية وتجنيد دعم للاضراب. فوظيفة لجنة المعلمين هي مفصلية في نجاح النضال خصوصاً عندما يجابه اضراب ونضال المعلمين بحرب شعواء من قبل الحكومة ومن يدور بفلكها كالاعلاميين المجندين للمشروع النيؤوليبرالي في وسائل الاعلام المركزية. لجان المعلمين لم تقم فقط للاهتمام بالقهوة والشاي وهدية العيد وقضايا نقابية شخصية فقط (هدفي ليس التقليل من أهمية هذه القضايا المهمة) بل لأن تكون رأس الحربة في القضايا الكبيرة والعادلة مثل النضال الحالي. لاحظت قلة المشاركين من المعلمين العرب في النشاطات الاحتجاجية. هذا مقلق للغاية. لم ينته النضال بعد وفي الايام المقبلة علينا العمل على زيادة عدد المشاركين في أعمال الاحتجاج (اكتفي بهذه العجالة الاشارة الى الظاهرة دون الدخول الى اسبابها).
حدثتني زميلة تدرس في مدرسة يهودية في حيفا كيف ارسل مدير مدرستها رسالة شخصية لكل معلم، بعد محاولة يونا ياهف رئيس البلدية كسر الاضراب، شد فيها على ايدي المعلمين مؤكداً على ضرورة مواصلة النضال وكيف قام بعض المدراء باقفال بوابات المدارس لانجاح الاضراب. تمنيت لو يحذوا جميع المدراء وبضمنهم العرب حذو هذا المدير.
للاسف نجحت الحكومة في تنفيذ سياسة فرق تسد حيث سلخت عن هذا النضال المعلمين المنظمين في نقابة المعلمين- الهستدروت التي وقعت على اتفاق سيئ  وتعمل على محاربة الاضراب بشتى الطرق مثل التركيز على شخص رئيس النقابة (يوجد عندي الكثير من النقد حول ادائه وحول منظمة المعلمين بشكل عام ولكن ليس الان) والتلويح بخصم ايام الاضراب والاشارة الى جدية وزارة التربية التي وقعت على اتفاق مع نقابة المعلمين-الهستدروت وغيرها. يجب ان نكون اكثر صلابة ووحدة وجاهزية وعدم السماح للحكومة بكسرنا. فشل هذا الاضراب له اثر سلبي على مكانة المعلمين وحقوقهم ومستقبل التعليم والتعليم العالي ويفتح الابواب امام تغييرات بنيوية  لن تجلب الا الدمار للتعليم وللمجتمع وللطبقات الفقيرة وفي مقدمتها الجماهير العربية في البلاد. نعم يجب إحداث اصلاحات في جهاز التربية والتعليم ليس بروح اصلاحات الحكومة ولا لخدمة اهدافها.
 إن النضال الذي يخوضه المعلمون اليوم هو نضال عادل فتكفي مقارنة وضع التعليم في اسرائيل مع دول اخرى في العالم (من حيث التحصيل والامتحانات الدولية وعدد الطلاب في الصفوف والميزانيات المخصصة لكل طالب واجور المعلمين الخ) نكتشف كم هو وضع التعليم مأساوي في البلاد. فهذا النضال ليس فقط على اجور المعلمين بل على جودة ومستقبل التعليم.
انني ادعو جميع من يهمه امر التربية والتعليم الى دعم نضال المعلمين. كل دعم معنوي وتضامن وعمل احتجاجي مفيد خصوصاً اذا كان مصدره اولياء امور الطلاب والطلاب ورؤساء السلطات المحلية واعضاء كنيست ومعلمين في نقابة المعلمين – الهستدروت ومجالس عمالية الخ. كل الضغط يجب ان يوجه للحكومة وفقط للحكومة التي تتحمل كامل المسؤولة عن وضع التعليم في البلاد. المعلمون يخوضون نضالاً على مستقبل التعليم وعلى مستقبل الطلاب. نجاح هذا الاضراب وهذا النضال يصب في مصلحة الجميع. كما وادعو الى محاربة كل محاولة لايجاد بدائل للمدرسة تهدف الحكومة بها الى إضعاف موقف المعلمين.