الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:02

الأحزاب العربية..القذافي وألبسيخومتري، بقلم : اشرف هاني الياس

كل العرب
نُشر: 29/04/10 21:46,  حُتلن: 15:27

* حان الموعد الآن أن يكون عرب الداخل أيها النواب العرب موضع اهتمام أساسي في مدونات مذكراتكم

* تاريخنا حافل من اقصى الشرق الى اقصى الغرب وسياستنا معروفه على مر العصور , شعبنا ساذج وعقولنا هشة

*  الأحزاب العربية واللجنة التي أطلقت على نفسها كنية لجنة المتابعة العليا بدورها لم تفلح في طرح برامجها وتصوراتها ولا الفروق في ما بينها حتى يومنا هذا

أننا نضيع وقتنا في نبش التفاصيل , ونعاني كثيرا من استخلاص الخطوط الكبرى من الماضي لأنه عندما نستخرج تلك الخطوط تتخالط وتتلابس بشكل محزن توصلنا لطريق مسدود وطبعاً كلما اقتربنا من الحاضر توجب على التاريخ أن يفسح المجال لنقد من قلمي..
اشهد أن هذا ليس بالعلم ولا المعرفة ولا الفهم ولا الإدراك بل انه استعراض قوةوادعاء سلطه مطلقه بحجه الحفاظ على شعبنا المسكين وفي نفس الوقت هو تضييع للوقت,وهو أساس للتفرقة الجماهريه من اجل النيل من جماهير شعبنا وتشتيتهم, ومزود بما يجعله مستساغاً نسبياً لدى جمهور أعد مسبقاً للإصغاء إلى حقائق مفتولة العضلات لا تمت للحقيقة بأي صلة ,أرأيتم قبل أيام وبالله عليكم وجوه "بعض" القادة العرب المائلة للحمرة في لقاء الرئيس معمر ألقذافي حيث إنهم كانوا كورود خجولة تخاف على نفسها من الكاميرات الشقية و أيدي الصحافة لدرجة المفاجئة أننا رأينا قسم منهم في المواقع الالكترونية والصحف أكثر من صور الفنانين بالرغم من خجلهم مفسرين ذلك بالمجاملة وحتى أن صورهم في تلك الليلة علقت فوق سريري..
ألان ألان وفي هذه أللحظه ينفجر في صدري شعور بالشفقة لا يحد عليكم , كما الأرض العطشى إلى الماء ,فأن ألارض المروية هي التي تتعزز أما الأرض العطشى فأنها تتهشى, وتمتص حتى الندى , قبل وصوله أليها,لم أبالغ في وصفي للحالة لأن حالة البعض منكم مع كل الاحترام والتقدير أشد بؤساً من وصفي.
انا لست سياسيا ولست كاتباً يطمح أن يزغرد التاريخ لكلماته وليست لدي أيه مكرسات تقليديه أعتنقها وأقوم على خدمتها , أنا شريد في ضوء البحث عن الحقيقه والمصداقيه ومرتبطا بالتطلع الأسمى إلى سبر الحقيقة واستشاف المبهم,وأيقاظ الهاجعين , وتحقيق العداله وانصاف ألأنسان.
لقد أتفق العرب على ان يتفقوا ,هذا ليس بلغريب فتريخنا حافل من اقصى الشرق الى اقصى الغرب وسياستنا معروفه على مر العصور , شعبنا ساذج وعقولنا هشة....
أن قضيتهم واحده وفلسطين واحده على ما أظن وطلباتهم واحده وأيدلوجيتهم واحده أما هم فما أكثرهم , هذا التناقض وحده كفيل لإيضاح ألصوره لكم وكفيل لإيصال فكرتي , ومع بدأ العد التنازلي تبدأ الأحزاب العربية "الرالي الانتخابي" فيما بينها محاوله كسب محبة الناس وأصواتهم بأي طريقه كانت وبأي أسلوب متناسين الخطوط الكبرى والهدف الأوحد لأساس وجودهم , أن هذه المعرفة وهذه الحقيقة حادة ومريعة في معناها الأعمق ودلاله تامة وبرهان قاطع على إننا منقسمون شر انقسام على بعضنا ,حتى أن الأحزاب العربية واللجنة التي أطلقت على نفسها كنية لجنة المتابعة العليا بدورها لم تفلح في طرح برامجها وتصوراتها ولا الفروق في ما بينها حتى يومنا هذا واكتفت بالتنافس باستعمال أدوات النفي وعبارات التنديد والتربص لليبرمان وأمثاله .
نطالع في وسائل الإعلام على تنوعها نقاشاً جاداً ونقداً حاداً يستمر لفترات ويخبو فترات أخرى، من مسئولين ومثقفين ومفكرين للمشروعات المطروحة من مختلف الاتجاهات والتيارات الحزبية ، ولكن أحداً لم يتنبه إلى عدم وجود مشروع وطني داخلي وموحد للعرب وإذا وجد يكون لشريحة أو طائفة معينة دون غيرها ، أو على ألإقل مشروع يبحث عن الموقف العربي من صنع مشروعه للمستقبل , أين المشروع الأوحد أيتها الأحزاب العربية ؟أين المشروع العربي الداخلي للإصلاح والتطوير والتنمية السياسية؟ والذي هو الضمان الوحيد لحصولنا على كامل حقوقنا والذي يعتبر احد أهم الأسس في بناء جيل مثقف واعي سياسيا واجتماعيا,كلنا سمعنا خطابك يا سيادة النائب الدكتور احمد الطيبي أمام الرئيس الليبي معمر ألقذافي في نقدك للركود الثقافي والعلمي الذي يسيطر على الساحة العربية ,حتى أدى لواقع أليم وهو عدم وجود أي معهد عربي ذو مستو عالمي يليق في العروبة , وبما أن يد واحدة لا تصفق فسؤالي لنوابنا واضح وصريح انتم أيها النواب ماذا فعلتم لتنشيط الحركة الثقافية والعلمية في وسطنا العربي وتحرير مجتمعنا من الطائفية والكراهية والعنف والمخدرات وكل هذه الآفات التي تحدق بشباب المستقبل ؟
الحراك السياسى العربى بشكل عام شبه مشلول، فما هو دور الأحزاب العربية في تأسيس نواة حقيقية لتفعيل العمل العربى المشترك في الكنيست ؟
للآسف لا يملك الأعضاء العرب ولا القيادة العربية في إسرائيل أي مشروع لتفعيل العمل العربي في الكنيست ولا أي مشروعاً وطنياً لعلاج الأمراض الاجتماعية المتوطنة، من الأمية والجهل والبطالة وانتشار ثقافة الهزيمة، وضعف القدرة على الإنتاج، والشعور بالقهر والاضطهاد، والتطرف والعنف والطائفية، ناهيك عن التخلف العربي أتجاة النساء في كثير من المجالات ,ولذلك أصبحنا اليوم مجتمعا مستهلك وغير منتج مجتمعاً خاويا فكريا وسياسيا وذلك بسب انقطاعهم عن واقعنا أليم وانشغالهم بأمور خارجية "مثل السفر إلى دول تعتبر معاديه لإسرائيل لكي يتعلموا الدكتاتورية على أصولها ولكسب عناوين كبرى في الصحف المحلية ويا جبل ما يهزك ريح" ,فلا أذكر أي انجاز حقيقي للأعضاء العرب في الكنيست وفي الدوره الحالية, سوى تأجيل موعد امتحان البسيخومتري لشرائح دون أخرى أو المطالبة بدفع مستحقات التأمين قبل موعد الأعياد , أو التنديد أو استجواب هذا وذاك وهذا يدل دلاله تامة على فشل ذريع في أيديولوجيا الأحزاب العربية في تحقيق نهضة سياسيه مرموقة , فيا لا درامية الإحساس بصغار الموقف وضخامة المأساة فهم لم يقدموا سوى العبارات الرنانة، والشعارات البراقة، وأما الواقع فهو زيف وخداع,والسبب وللأسف هو الشعب فنحن شعب إذا ضربنا الحذاء ..نبكي..نصرخ...ونتساءل بأي حق تضربني يا هذا...وبعد مدة يضربنا الحذاء مئة مرة دون أن نسأله بأي حق تضربني بل نمنحه ابتسامة رضا لأننا ببساطة تعودنا.. أنا ادري بما يدور حولي وأدري ما هي حجم مصيبتي .. وأنتم هل تدرون ؟ فإذا لا فالمصيبة أعظم , فلقد فشلت سياستكم فشل ذريع بسبب افتقاركم لبرنامج ملموس لحل القضايا الحياتية التي تشغل الرأي العام وفشلتم في التكيف مع الواقع الحالي والسبب بذلك هو تخلف خطابكم السياسي وعدم تجدده منذ سنوات طويلة وتوقفه عند مرحلة بعينها ورفض غالبيه الأحزاب العربية تطوير هذا الخطاب مما زاد الفجوة بين الأحزاب العربية والجماهير.
أنا لست ضد أن تكون القضية الفلسطينية في الخطوط الكبرى والعناوين الثانوية لأحزابكم ولست ضد دفاعكم عنها وعن الأرض وعن سياسة الهدم الإسرائيليه فهذه مبادئكم الحزبية فهذا جيد وهام وجد ضروري ولكن قبل تحرير الأرض حرروا أنفسكم من القلادات والكراسي السوداء وتحدثوا عن ما نتوق نحن له وعن احتياجاتنا لطرح مشروعكم المستقبلي وطريقه لتنفيذه فهذا لم يكن واضحاً أبدا وحتى هذه أللحظه.
أنها الثورة العاصفة في أقصى حدودها فقد حان الموعد الآن أن يكون عرب الداخل أيها النواب العرب موضع اهتمام أساسي في مدونات مذكراتكم من أجل العمل الجاد لتحقيق المساواة الكاملة لهم في دوله إسرائيل ,
كل هذا يفرض على الأعضاء العرب أمراً واحداً: أن يكفوا عن الكلام ويبدؤوا الفعل؛ أن يكفوا عن البحث عن شماعات للتحجج بها، ويقرروا من اليوم أولى خطواتهم تجاه بناء مشروع وطني شامل يكون جسراً نحو المستقبل، وينفضوا عن أنفسهم غبار السنين، ويطرحوا أرضاً المعوقات، فلم يعد هناك مكان للاختباء أو طريق للهروب، فالتحديات والمخاطر أمامهم، ومشروعات الهيمنة على رقابهم.
 

مقالات متعلقة