الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 21:02

القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية

بقلم : شوقية
نُشر: 29/04/10 20:11,  حُتلن: 08:01

- شوقية عروق:

* مبارك لم يستقبل رئيسا عربيا اربع مرات خلال فترة قصيرة هكذا

* مصر كانت خلال حرب 2006 تقف علناً ضد حزب الله وقد اغاظها صموده امام الاسرائيلين

* الواقع يثبت ان الخيال قد يكون ارحم من الواقع الذي يفضح حقيقة القضاء ودهاليز سياساته التي تمر عبر احكام ملطخة بالحقد

نستطيع ان ننسج لقطة لفلم مصري ، منظر للقضاة المصريين في القاعة الضيقة المحشورة والعرق يتصبب من وجوه الحضور والحاجب ينادي باعلى صوته محكمة ... و تزحف العيون الشاخصة الى ميزان العدل الذي يتسلق الجدار خلف القضاة وينير القاعة الممتلئة بالوجوه التي تنتظر الحكم ، لكن تقع المفاجاة ، الميزان طار و اختفى في الفضاء .. والقضاة يحكمون بلا ميزان .

الخيال قد يكون ارحم من الواقع
القصة طريفة تدخل في خانة افلام الخيال ، لكن الواقع يثبت ان الخيال قد يكون ارحم من الواقع الذي يفضح حقيقة القضاء ودهاليز سياساته التي تمر عبر احكام ملطخة بالحقد وغياب العدل .

خلية حزب الله
في اليوم الذي اطلق فيه القضاء المصري حكمه الجائر القاسي على ما يسمى "خلية حزب الله " كان الاسرائيلي راكب الدراجة النارية ( ساغي شاحوري ) عائداً الى بيته بعد ان افرج عنه من قبل الامن المصري بعد ان دخل سيناء متسللاً ، ونعرف حكاية العشرات من الاسرائيلين الذين افرج عنهم بعد ان تسللوا الى سيناء وباقي المدن والقرى المصرية اما بحجة الصحافة واما بحجة الكشف عن اثار .. الخ ومؤخراً وفر الامن المصري الحماية الكاملة لمجموعة من الاسرائيلين سائقي الدراجات النارية جابت الاراضي المصرية دون ان تثير حفيظة النظام .

بعد العواصف الاعلامية المصرية الجارحة والمهينة والمبتذلة
بعد العواصف الاعلامية المصرية الجارحة والمهينة والمبتذلة التي اثارها النظام المصري ضد ما اسماه المصريون تهكماً (خلية حزب الله) حتى وصل الامر الى شتم( نصرالله) والمقاومة في الشوارع وعلى المنصات ، وقد كشفت هذه القضية زيف الكثير من المسؤولين والكتاب والصحفين المصريين الذين ساروا في الزفة وشاركوا في حلقات الشتم لدرجة انهم اعتبروا هذه الخلية – حسب رايهم - تهدد مصر وامن مصر وسقطوا في فخ النظام الذي يكره المقاومة ويعتبرها سداً منيعاً امام التطبيع وحصاراً للمشاريع الامريكية في المنطقة , اعترف الامين العام لحزب الله السيد "حسن نصرالله" بانهم كانوا يقدمون الدعم" اللوجستي " للفلسطينين المحاصرين في قطاع غزة ويدعمون حركة المقاومة حماس وهذا دعم مشروع وانساني في ظل حصار قاتل يقتل الناس ببطء ودول تزيد من الضغط والحصار دون ان تبذل جهدها في تخفيف المعاناة .

النيل من حزب الله
النظام المصري الذي (صنع من الحبة قبة) ووجدها فرصة للنيل من حزب الله وتسويد صفحاته وانتصارته امام الشعب المصري والشعوب العربية واتهمه بانه يتدخل في شؤون مصر وانه يخطط لتعكير صفو البلد الذي يحرص على الاستقرار ومنع طير الارهاب من الطيران في فضاء مصر .
القضاة المصريين الذين حكموا على المجموعة شدوا همتهم وقبضتهم الحديدية الفولاذية واذ بالاحكام القضائية العالية تنفس عن بالون بحجم عقدة النظام المباركي اتجاه حزب الله الذي خذله وخذل الكثير من قادة الدول العربية والاجنبية الذين كانوا يأملون نزعه من تربة المقاومة ورميه في مجاري الاستسلام والانبطاح .

التكشير عن الأنياب
حكم في ظل هذه الاوضاع المزرية التي شعارها (التكشير عن الانياب ونهش حزب الله ) فيه الكثير من المبالغة ذات الخلفية السياسية ولا تمت الى الواقع القضائي بنزاهة وعدل .
جميعنا نعرف ان مصر كانت خلال حرب 2006 تقف علناً ضد حزب الله وقد اغاظها صموده امام الاسرائيلين واجتيازه المؤامرة التي حيكت حوله ووقوفه بعد ذلك امام الشعوب العربية بأناقة انتصاره وكامل اعتزازه ، ان هذا الحكم القاسي لم يطبق على أي اسرائيلي او اجنبي ممن يتمتعون بالحصانات حتى بعد اكتشافهم انهم جواسيس .

صفحة مشرفة في القضاء المصري
في عام 1971 قتل وصفي التل رئيس وزراء الاردن انذاك في مصر من قبل فلسطينين لكن القضاء المصري الذي تفهم دوافع هؤلاء الفلسطينين الذين قتلوه لانهم اعتبروه مسؤولاً عن مجازر ايلول 1970 قد افرج عنهم دون أي عقاب وكانت صفحة مشرفة في القضاء المصري .
في احد الافلام المصرية يكتشف بطل الفلم " محمود ياسين " الذي يعمل حارساً للاهرامات ان احد الاهرامات قد سرق فيأخذ بالبكاء ولكن يأتيه خبر انهم سرقوا النيل .

نظام مبارك لم يترك أي تضامن أخوي
ونظام مبارك سرق كل شيء لم يترك للمصريين أي تضامن اخوي يعتزون به ، مشروع الجدار الفولاذي الذي سيحاصر به قطاع غزة البناء فيه على قدم وساق ، ويهنىء اسرائيل بعيد استقلالها ، ويطلق سراح مواطنيها الذين يتهمون بتهم شتى دون أي عقاب ، وانه سيستقبل نتنياهو للمرة الرابعة منذ ان استلم رئاسة الحكومة ، مع العلم ان مبارك لم يستقبل رئيسا عربيا اربع مرات خلال فترة قصيرة هكذا – والحبل على الجرار -
كنا نامل ان تغير حالته الصحيه وشيخوخته على افكاره وتوجهاته ويختم حكمه بشيء يدخله جنة الفكر الرافض الذي لايساوم ، لكن الطبع غلب التطبع ، والتطبيع غلب الجميع ..

مقالات متعلقة