يشتكي أهالي الحي سكني في شرق مدينة طمرة من المياه العادمة التي تغطي شوارع الحي، وتجبر كل من يسير على الشارع أن يدوس على تلك المياه قبل أن يدخل إلى منزله، وعند وجود أي عابر سبيل فانه لا يسلم من المياه العادمة بعد أن تمر السيارات.

وعند وصولي للحي وجدت عدد من المواطنين يتجمهرون وكل واحد منهم يروي قصة أغرب من الاخرى.

فتحي همام
نهر من المجاري على مدخل المنزل
أما رواية السيد فتحي همام فيقول: "انا أستهجن من بلدية تدعي بانها تعمل ليلاً ونهاراً لصالح المواطنين في القرية ولا تتمكن من ايجاد الحلول المناسبة لحي كامل، غير مرتبطة المنازل فيه بمشروع المجاري والمياه العادمة تسير في الشوارع كالنهر بلا توقف، والسبب يعود إلى أن الحفر الخاصة أو البرك الكبيرة والقديمة لم تعد تتسع للمياه المستخدمة للاحتياجات المنزلية، مما يؤدي إلى امتلاؤها وتبدأ بتكوين مستنقع كبير في الحفر في الشوارع وأوضاع الناس مزرية من ناحية مادية". 

نهاية أسبوع خارجاً هروباً من الروائح
ويؤكد همام على قصة بالقول: "أقسم بالله أنني اتوجه كل نهاية اسبوع إلى خارج المدينة للهروب من الروائح الخبيثة والكريهة المنتشرة في الحي وكثير من الاحيان اتوجه مع أفراد العائلة إلى بيت انسابي من مدينة شفاعمرو هروباً من الدوار والدوخة التي تصيبني، وانا في المنزل من هول المصيبة والتي تجبرنا احياناً التهرب من الاصدقاء الذين يرغبون بزيارتنا في البيت وفقط بسبب اننا لا يمكننا استقبال احد وهو كاره ان يجلس عندنا من رداءة الجو والروائح المنبعثة ".
كيف يمكن لضرير ان يسير بين حفر المجاري
ويضيف همام بان شقيقه ضرير ولا يمكنه التحرك بسهولة وقد حفظ المكان بكل موقع فيه والآن لا يستطيع ان يكون حراً في حركته لان المياه العادمة في ارجاء الشارع ولا يستطيع تجنبها، فما العمل فهل "نقوم بحبس شقيقنا ونمنع الاطفال من الذهاب الى المدارس علماً ان مثل هذه المناظر تسبب للاطفال الامراض المختلفة والمستعصية".
وطالب فتحي همام البلدية بان تتخذ الاجراءات اللازمة والسريعة في سبيل تجنيب المواطنين في الحي من الامراض والروائح التي تسبب صعوبة في التنفس وامراض الجهاز التنفسي.

قاسم ذياب أبو رومي

الاطفال يلعبون بين مستنقعات المجاري
أما قاسم ذياب ابو رومي فيقول: "ان الوضع في هذا الحي لم تعد تطاق وانه لم يعد يصدق احد في الوعود التي يقطعونها كل مرة وعلى المسؤولين ان يخجلوا عندما يشاهدون اطفالنا كيف يلعبون ويركضون بين المستنقعات المتواجدة في الشارع، فليس لدى اطفالنا ملاعب ولا ساحات عامة ولا اماكن عامة يمكنهم قضاء اوقاتهم بها ويفضلون الشارع واذا كان الشارع بهذا الشكل فما العمل اذاً، فهل يرضى اعضاء الادارة بان يلعب ابنائهم بين مستنقعات المجاري".

عبد الكريم ابو رومي

كلها وعود بوعود
اما عبد الكريم ابو رومي والذي يسكن في الحي قال "ان الحي لم تعد تطاق الحياة فيه ولم تعد أي مقومات فلا النفايات تجمع بالوقت ولا مياه المجاري يتم تنظيم جريانها وسمعنا الكثير من الوعود بان تتم شق مشروع تصريف المياه العادمة وقد بقي هذا الوعد في مهب الريح ولم يترجم على ارض الواقع وما نريده تطبيق لهذه الوعود على ارض الواقع ".

أحمد همام

فيضان على منزل وحرمان العائلة من السكن
وبادر احمد همام بدعوتنا لمشاهدة الطابق الارضي من منزله والذي كان يسكن فيه وما قد حل به مؤخراً بعد ان اصبح مرتعاً للمياه العادمة التي زحفت الى ارضيته واستقرت به وجعلت منه مستنقعاً وملاذاً للحشرات والروائح الكريهة والجراذين مع الاشارة انه قد ترك كل الاثاث الذي كان بداخله بمكانه بعد ان تسبب بتلفه.
ويضيف احمد همام بانه قد رزق باحد عشرة ابناً وكان يستغل الطابق الارضي لابنائه ودراستهم الا ان فيضان المياه العادمة قد دمرت له كل احلام الابناء وتسببت لهم بازدحام في الغرف في الطابق العلوي.

أحمد حجازي القائم باعمال رئيس البلدية في طمرة

رد احمد حجازي القائم باعمال رئيس البلدية في طمرة
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع السيد احمد مطلق حجازي القائم باعمال رئيس بلدية طمرة قال: "ان الوضع الذي تعيشه العائلات في الحي المذكور تم التداول به ونحن على علم بما يجري ولكن هذا الامر يؤسفنا اذ اننا لا نملك الا ان نطلب منهم ان يصبروا قليلاً لان الوضع في الحي سيسوى خلال الاسبوعين القريبين بعد ان يباشر المقاول بالعمل في ساحة العين وسنجد الحلول المناسبة وربط كل الحي بمشروع تصريف المجاري.