* مسرحية السادات والسادة أقيمت في المركز الجماهيري الحوارنة بحضور جمهور غفير

- مها مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في المجلس المحلي:

* نُطل اليوم من شباك التاريخ غير البعيد على حديقة المسرح الفني الفلسطيني الناقد، من السادات والسادة

*  عمل السادات والسادة هو جسر تاريخي نعبر من خلاله فوق بركان ناشط من التذمر ليوصلنا إلى معارك النقد لساداتنا العرب في العالم العربي

- رئيس المجلس المحلي نزيه مصاروة:

* وجودنا في ارض الرباط يفرض علينا ان نرابط في هذه البلاد

* من المهم إحياء مثل هذه الأمسيات في توعية الجيل الواعد لمعرفة لتاريخنا وفهم اشكالية مستقبلنا

غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة مساء أمس الثلاثاء بمئات الحضور ورواد الثقافة والفن المسرحي الناقد الذين قدموا لتناول وجبة ثقافية دسمة ومشاهدة مسرحية "السادات والسادة"، رائعة المبدعين الثلاثة ناجي ظاهر مؤلفا، إياد شيتي ممثلا وهشام سليمان مخرجا وإنتاج مسرح انسمبل فرنج في الناصرة.

وبرز بين الحضور لفيف من رجالات الأدب، الثقافة، التعليم، والقضاء، ورجالات الفن والأطباء وإدارة المجلس المحلي ورواد وعشاق الفن والمسرح في المنطقة وفي كفر قرع. نذكر منهم: رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه مصاروة، مسعود عسلي القائم بأعمال الرئيس نضال مصالحة محاسب المجلس، القاضي محمد سعيد مصاروة، الدكتور محمود ابو فنة، الدكتور محمد يحيى، الدكتور محمد محاجنة، محمد كناعنة وحسن غاوي، محمد كلش، وليد مجادلة، حسين عثامنة من باقة الغربية وقسم من مدراء المدارس في القرية. بالإضافة إلى نخبة رائعة من الضيوف من أم الفحم، مشيرفة، جت وباقة الغربية وعرعرة وعارة.

حديقة المسرح الفني الفلسطيني الناقد
بدأ الحفل بكلمة تحية لجميع السادة الحضور قدمتها مها مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في مجلس كفر قرع المحلي.
ومن أهم ما برز في كلمتها التي شملت تحية وإعلانا لبرنامج ربيع الثقافة 2010: "نُطل اليوم من شباك التاريخ الغير بعيد على حديقة المسرح الفني الفلسطيني الناقد، من خلال العمل المسرحي "السادات والسادة" لإبن حيفا الفنان المتألق إياد شيتي، الذي عرفناه برونق مسرحية "حرية" التي حفرت عميقا في عقل الدهر.

عمل السادات والسادة جسر تاريخي
لم نجتمع هذا المساء أعزائنا لنمجد السادات ونبجله، كما أننا ما إجتمعنا أيضاً لنقاضيه ونحاكمه في محكمة التاريخ، فلسنا صُناع صياغة التاريخ ولا أصحاب اليراع بهذا الشأن، فما كان عمل السادات والسادة إلا جسرا تاريخيا نعبر من خلاله فوق بركان ناشط من التذمر ليوصلنا إلى معارك النقد لساداتنا العرب في العالم العربي، حيث لا يُسأل الحاكم بأي حقٍ أهدر عصراً بمقياس شعوب؟ وأنا هنا أبعد فقط لأقرب".

ربيع الثقافة في صيف كفر قرع
وإستطردت: "نترككم وهذا العمل الفني المتميز وإياه صوت الجمال يتخطى حدود السمع، ويأخذنا في رحلة الإقامة مع النسيان والهجرة مع الذاكرة والحكم على الحكام إن جازت الأدوار".
وتطرقت مصالحة إلى برنامج ربيع الثقافة 2010 وأكدت انه "وبعد وجبة السادات والسادة الدسمة نأخذكم في الخامس من أيار إلى رحلة الحنين بحثا عن بيارة البرتقال الفلسطيني مع الرائعة السينمائية JAFFA، وبعد ذلك نعرض مسرحية قصة خريف تزين برنامج ربيع الثقافة في صيف كفر قرع لهذا العام، والتي تُحاكي الشيخوخة والجيل الذهبي بأرق مصطلحات الإحترام والمودة والفكاهة، وبعدها نعرض لكم فيلم زهرة الفلسطينية لمحمد بكري، ويليها مهرجان الطفل القرعاوي الثالث، مروراً بمعرض ضخم للكتاب العربي، والزمردة التي ترصع تاج برنامجنا لربيع الثقافة لعام 2010 هو مهرجان الخالد محمود درويش، مهرجان ثقافي تتآزر فيه قوانا وقوى بيت الكرمة وصالة العرض والفنون الإسلامية أرابسك ومركز دراسات محمود درويش في رام الله لنُخرج هذا العمل بحلة تليق بالموروث الراقي لدرويش، ونعكف على إحياءٍ ثقافيٍ فنيٍ إسلاميٍ لرمضان الكريم نختتمه بمسيرة المسحراتي الشعبية". وإختتمت كلمتها بتوجيه وعد للجماهير في كفر قرع والمنطقة بأن أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعد.

توفير كل الظروف لتوسيع نطاق العمل الراقي في الحوارنه
وبعد ذلك صعد إلى المنصة رئيس المجلس المحلي نزيه مصاروة الذي حيى الجمهور وشكر القيمين على العمل وأوعد الجمهور بخلق كل الأطر اللازمة لقلب الحوارنة مركزا للفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية الهادفة. وأوعد بتوفير كل الظروف لتوسيع نطاق هذا العمل الراقي.

أرض الرباط
ثم تطرق مصاروة في تحيته إلى جوهر صراع صمود وبقاء الأقلية العربية الفلسطينية المناضلة في الداخل وبرز في حديث رئيس المجلس: "إن وجودنا في ارض الرباط يفرض علينا ان نرابط في هذه البلاد، بمعنى ان نبني مجتمعنا كأفراد ومؤسسات ومجموعات بشكل حضاري أكثر متنور، متسامح ومجتهد كي ننهض نحو الأفضل".

توعية الجيل الواعد
كما وأكد المحامي نزيه مصاروة رئيس المجلس المحلي الى اهمية النضال القومي لعرب الداخل في ظل تخلي الدول العربية عن همومهم القومية ومأساتهم التاريخية، كما وأكد الى أهمية إحياء مثل هذه الأمسيات في توعية الجيل الواعد لمعرفة لتاريخنا وفهم اشكالية مستقبلنا. وعلى صعيد اخر فقد اشار الى ان مثل هذه الامسيات تؤدي الى تنشيط حركة المسرح والسينما وتدعم الفن المحلي في مجتمعنا الذي يمتلك الطاقات والمواهب التي حرمت على مدار سنين طويلة في تطويرها واخراجها لفائدة المجتمع.

مسرحية الممثل الوحيد
ثم استمتع الحضور بمشاهدة مسرحيدية "السادات والسادة"، رائعة الممثل إياد شيتي والمخرج هشام سليمان، والتي تحكي عن ممثل فلسطيني شاب، يشارك بمسرحية موندراما "مسرحية الممثل الوحيد" حيث يلعب الممثل دور الرئيس المصري سابقا محمد أنور السادات بالاعتماد على يومياته المؤلفة قبل توليه الرئاسة، وتحدث فيها عن صمود الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أمام الضغط الأمريكي وشعوب الغرب، غير انه لا يلبث الممثل أن يكتشف خللا في دوره خلال التمارين، فهل أساء الرئيس السادات باختياراته السياسية قبل اغتياله، ولماذا نرجع إلى الماضي بغاية التحدث عن حاضرنا نحن فلسطينيي الداخل، وهل السادات هو الاختيار الصحيح لطرح قضيانا الاجتماعية المحلية، ماذا يفعل هذا الممثل والحالة هذه؟ هل سيقدم اقتراحا آخر للمخرج، أثناء هذا كله يجد الممثل ذاته في مواجهة العديد من الأسئلة والتي لا تخلو من أجوبة مبطنة، ويبقى السؤال قائما، هل سيوافق على أداء دور السادات؟.