الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 14:02

لا خيل عندك تهديها ولا مال... بقلم حسام عمري

كل العرب
نُشر: 27/04/10 12:12,  حُتلن: 14:39

* هل من المعقول أن يكون كل المجتمع مصاب بإنفصام الشخصية

* يكفي أن تختلف مع أي فردا في هذا المجتمع بالرأي حتى يتخذك عدوا له

* أذا أردتم أن تكونوا من الطبقة المخملية و أن تحتلوا أعلى المراكز عليكم بوصفة التعري والعهر

ها أنا أكتب مرة أخرى كلمات لاأدري لماذا أكتبها ولا أدري هل أنا أكتبها أم هي تكتب نفسها من خلالي فهي تأتيني لا أدري كيف ومن أين ولكن هناك أمر واحد أعرفه جيدا أني لا أملك سوى كلمات . الكلمات التي ظلت رفيقي الوحيد وأنيسي الوحيد في غربتي المستمرة منذ ولادتي الى اليوم فأنا وحيد منذ كان الزمن وحيد غريب عن عالما لا ترى فيه الا كل ماهو ظالم ورمادي ربما لو كان أسود لكان الأمر أهون علي ولا كن هذه المروحة بين الأسود والابيض تكاد تقتلني بسلاح الكذب والنفاق وإزدواجية المعايير التي بت أشك بوجودها .. ربما هي وهم أقول في نفسي فهل من المعقول أن يكون كل المجتمع مصاب بإنفصام الشخصية يتحدث عن قيما مثل الحرية وهو يعشق حياة العبيد يتحدث عن الطهارة والنقاء و العفة ويعتبر العهر فنا وسبيلا للوصول الى( النجوميه والشهرة) ، فإذا أردتم أن تكونوا من الطبقة المخملية و أن تحتلوا أعلى المراكز عليكم بوصفة التعري والعهر.

بعنا الكرامة بفتات موائد اللائم
ويتحدث هذا المجتمع الذي لا أدري هل هو مختل أو أنا عن الأمانة وإختيار الرجل المناسب في المكان المناسب !!!! ثم يختار في كل إنتخابات أسوء من في هذا المجتمع ( اللصوص , أنصاف المثقفين , والمتطفلين والمختلسين للمال العام , أو أصحاب الملايين الذين يريدون أن يتسلوا بمصائرنا بدلا عن ممارسة الجولف ) فلا أدري ماذا أقول عن هذا المجتمع كيف يفكر لماذا يتصرف هكذا لا أدري فكيف تفسر تصرف مجتمعا مصرا على هدم ذات هو تحطيم كل ما هو جميل فأنا أتحدى أن تصمد أي ساحة أو ملعب في مجتمعنا أمام التخريب المستمر وكأن هذه المنشآت عدو يجب تحطيمه وما أجبننا عندما نلاقي عدونا الحقيقي الذي سلبنا كل شيئ و نحن نسبح بحمدة كأنة الرب الرازق المناع لمجرد بضع دراهما نأخذها في أخر الشهر وكأنا وربي بعنا الكرامة بفتات موائد اللائم ونسينا وطن كان هنا منذ ستين عاما أنا هنا لا أطالبكم بالحرب ولكن أطالبكم بأن لا تنسوا لكي لا ينساكم الزمان و كي لا تكونوا سطر عارا وخزيا في كتاب التاريخ.

هذا المجتمع يقتل نفسة وينتحر بسيف الكراهية والجهل
وما يكاد يقتلني أ كثر هذا الإصرار المستمر على البحث عن كل ما يفرق لا عن كل ما يجمع وما أكثر ما يجمعنا ولكن لا ترى سوى مظاهر الكراهية والبغض بين مكونات المجتمع الواحد فأن لم يكن هناك سبب للكراهية والبغضاء خلقناه حتى في داخل المجتمع المتجانس الواحد فيكفي أن تختلف مع أي فردا في هذا المجتمع بالرأي حتى يتخذك عدوا له و ينسى كل ما كان بينك وبينه من مودة و يعلنها حربا لا هوادت فيها لا تأكل أحدا سوى هذا المجتمع الذي يقتل نفسة وينتحر بسيف الكراهية والجهل, الجهل الذي أصبح صفة عامة في هذا المجتمع المنافق رغم العدد الكبير من المتعلمين فيه ستقول كيف ذلك سأقول أليك الجواب فماذا تقول في حمارا حملناه كتبا ومعلومات و هو لا يدري ماذا يفعل بها ولا يدري ماهي الغاية منها فهو يحملها لأن سيده حملة أياها ونحن أيضا وخاصة المتعلمين منا أو أغلبهم يشبهون هذا الحمار المسكين فهم ما حملوا هذهالشهادة الا لارضاء سيدهم (المال) لا ليكونوا أشخاصا أفضل, وعناصر فعالة في نهضة مجتمعهم وأمتهم.

ثورة ضد الفساد
قد لا أملك سوى الكلمات و الحروف أصفها لكن أقول كما قال المتنبي (لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق ان لم تسعد الحال ) والحال تعرفونه جميعا فتعالوا جميعا نحاول رغم كل شيئ أن نضيئ شمعة في هذا الظلام البهيم ونعلنها ثورة ضد الفساد بكل أنواعه ولنبدأ جميعا بأنفسنا فهي الطريقة الأمثل لتغيير الواقع ولنتخذ من العلم أسلوب حياة ومن الحب منهجا ومن الوحدة درعا نجابه به كل أهوال الزمان.

مقالات متعلقة