الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 06:02

أعط من حرمك واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن بقلم : محمد محمود كبها

كل العرب
نُشر: 20/04/10 08:05,  حُتلن: 17:06

أحمدك يا رب أن جعلتني من امة خير الأنام وجعلت ديني الإسلام أحمدك يا رب أن جعلت قرآننا ودستورنا مرجعا للأعلام عند تفاوت الأفهام وتباين الأقدام فهو العروة الوثقى التي من تمسك بها فاز بدرك الحق القويم والجادة الواضحة التي من سلكها فقد سلك الصراط المستقيم واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
واشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله النبي المصطفى والرسول المجتبى سيد الأولين والآخرين وشفيع المذنبين وقائد الغر الميامين نبي أعطاه الله صفوة ادم ومعرفة شيث وخلة إبراهيم واستسلام إسماعيل وصوت داود وحلم يعقوب وصبر أيوب وقوة موسى وشفقة هارون وزهد يحيى وبشرى عيسى وأمر سليمان وحكمة لقمان وجمال يوسف ووضع لواء الحمد بين يديه وأكثرت الملائكة من الصلاة والسلام عليه اللهم صلي وسلم وبارك على طب القلوب ودوائها ونور الأبصار وضيائها وعافية الأبدان وشفائها وذهاب الهموم وجلائها يا من أتيتنا بكتاب كالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها فمن سار في ضوء الكتاب والسنة صار في ضوء النهار إذا جلاها ومن اعرض عنهما تخبط في ظلمة الليل إذا يغشاها قد افلح من
زكاها وقد خاب من دساها أما بعد إخوة الإيمان :
لم يكن كرم الرسول المصطفى لكسب محمدة أو اتقاء منقصة ولم يكن للمباهاة أو الاستغلال أو لاجتذاب المادحين بل كان في سبيل الله وابتغاء مرضاته ونرى ذلك واضحا في أقواله وأفعاله التي حثت على الجود والكرم .
كما إن خلق العفو والصفح هي من أخلاق الحبيب النبي الأمين وهي من الأخلاق الإسلامية التي لها مكانتها في حياة المسلم فبالعفو تسود المحبة وترتفع راية السلام في المجتمع المسلم لأنه مجتمع متراحم كما وصفهم القرآن الكريم أي المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد , فالعفو خلق من أخلاق القرآن الكريم وهي من صفات الله عز وجل فإذا تأملنا وصف الله عز وجل نفسه بصفة العفو وهي صيغة المبالغة أي كثرة العفو عن المذنبين من العباد وإنهم يستحقون العقوبة لكنه سبحانه وتعالى ترك مؤاخذتهم وعفا عنهم فمن عفوه تعالى عن عباده في الدنيا قبل الآخرة أنهم يذنبون ويرزقهم , فالله هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكن هو ابلغ منه , فان الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو والمحو ابلغ من الستر وحظ العبد كمن ذلك لا يخفى وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة غير معاجل لهم بالعقوبة بل ربما يعفو عنهم بان يتوب عليهم وإذا تاب عليهم محا سيئتهم , إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له وهذا غاية المحو للجناية .
القرآن الكريم ذلك الكتاب الطاهر العظيم جاءت فيه آيات كثيرة بينات توضح جزاء وعاقبة الذين يعفون ويصفحون بل حث الله عز وجل على العفو بلفظ " وسارعوا "

فهذا هو أدب وخلق المسلم والذي يتجلى من خلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما ابلغه جبريل عليه السلام " أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك "
نعم هذا هو الخلق الرفيع والأدب العظيم الذي تحقق في أقواله وأفعاله ودعا إليه وحث عليه النبي الكريم وقد جاء الوصف بهذا الخلق العظيم أيضا في التوراة لسيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما حين سؤل عن صفة رسول الله في التوراة فقال : اجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفاته " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ونذيرا وحرزا للاميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل , ليس بفظ ولا غليظ , ولا صخاب في الأسواق , ولا يدفع السيئة , ولكن يعفو ويصفح , ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء , بان يقولوا : لا اله إلا الله , فيفتح بها أعينا عميا , وآذانا صما , وقلوبا غلفا " .
نعم كان العفو خلقه والصفح والغفران شيمته والحلم حليته حيث عفا عن كل من آذاه , فلنتعظ أخي المؤمن أيها الإنسان بهذه الأخلاق ولتكون نبراسا لنا للسير على هدى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

تقبلوها من أخوكم : محمد محمود كبها

مقالات متعلقة