الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 17:02

اطفال من العراق يتعالجون في اسرائيل

محمد محسن وتد
نُشر: 27/10/07 07:34

* في الاونة الاخيرة ادخل طفلان بحالة حرجة عبر الاردن الى اسرائيل وهما يتماثلان للشفاء في مستشفى فولفسون* مئات الاطفال العراقيين المرضى في انتظار دورهم لدخول اسرائيل* وفد طبي يهودي يسافر شهريا الى عمان ويفحص اطفال العراق في مقر الهلال الاحمر الاردني* بهيجة كروان:" لم اعرف بانني ساتوجه الى اسرائيل، الطاقم الطبي كان بقمة الانسانية والتواضع"* هدى:" عبور اسرائيل كان بمثابة حلم المهم انقاذ حياة طفلتي"


الحرب المتواصلة على العراق، هدمت البنى التحيتة، لكافة المرافق الصحية والطبية، وأدت الى تشريد واغتيال الاطباء المختصين، هذا الواقع انعكس سلبا على  صحة اطفال العراق، الاف منهم لقوا حتفهم بسبب انعدام العلاجات، والاف يعيشون على الامل للخروج من دائرة الحرب بحثا عن العلاج في مستشفيات اوروبا، والدول العربية، لكن في الفترة الاخيرة، مئات الاطفال ممن يعانون امراض مزمنة في القلب، من مختلف انحاء العراق من الاكراد والسنة والشيعة، في انتظار دورهم للدخول الى اسرائيل، واخضاعهم لعمليات جراحية. الى مستشفى فولفسون في حولون، وصل قبل اسبوعين عن طريق الاردن طفلان من العراق، تم اخضاعهما لعمليات جراحية في القلب تكللت بالنجاح، الطبيب الجراح والذي تراس الطاقم الطبي، يدعى الدكتور ليئور ساسون، وهو يهودي من اصل عراقي وقد رافه الجراح تسيون خوري وهو يهودي من تونس.



منذ مطلع العام، تم احضار 24 طفل وطفلة من العراق، الى مستشفى فولفسون، جميعهم تكللت عمليات القلب التي اخضعوا لها بالنجاح، وبعد فترة شفاء ومكوث ثلاثة اشهر في اسرائيل، عادوا الى وطنهم العراق.هذا وخلال الاسابيع القريبة، سيتم احضار خمسة اطفال من العراق، الى البلاد، حيث يتواجدون في الاردن، لاجراء الفحوصات، وكذلك حتى يحصلون على تاشيرات لدخول اسرائيل، بحيث يقف من وراء هذا المشروع الطبي والانساني، جمعية" انقذ قلب الطفل"، وهي جمعية اسرائيلية تنشط في العديد من دول العالم في اوروبا وافريقيا والشرق، وينشط بها ايضا العديد من الاطباء من عرب الداخل، والفلسطينيين. يقول سيمون ساسون مدير عام الجمعية:" اول طفل عراقي احضر الى البلاد واخضع لعملية جراحية في القلب كان قبل خمسة اعوام، بعيدا على انظار الصحافة، هذا العام لوحده احضرنا حتى الان 24 طفلا وطفله، وذلك بالتعاون مع الهلال الاحمر الاردني، في اول ايام العيد احضرنا طفلان ، وحصلنا لهما على تاشيرة دخول خلال 24 ساعة، وكانت حالتهما خطرة جدا، لكن تم انقاذ حياتهما في اللحظات الاخيرة".



بهيجة رسول كروان في الخمسينات من عمرها، من كردستان العراق، تتواجد في مستشفى فولفسون، بجانب سرير ابنها محمد البالغ من العمر 12 عاما، والذي اخضع لعملية قلب ناجحة. بهيجة في زيها العراقي التقليدي، تركت اطفالها الاربعة، واحتضنت محمد واخترقت الحدود وكسرت كافة الحواجز، من اجل انقاذ حياة طفلها. تقول بهيجة كروان من كردستان العراق:" لم اعرف بان القدر سيذهب بنا الى اسرائيل، لم اتخيل ذلك، لكنني كنت على استعداد للذهاب الى اي بقعة في العالم بغية انقاذ حياة ابني، الوضع الصحي في العراق منهار ومشلول، مجرد مرض بسيط يتعرض له الطفل يتحول لمرض مزمن، مئات الاطفال يموتون شهريا بسبب انعدام ابسط العلاجات، طفلي محمد يعاني مرض قلب منذ الولادة، وانسداد في الشريان الرئيسي، لم يتوفر العلاج في مستشفيات العراق بسبب الحرب، ذهبنا الى سوريا لكن دون جدوى".



تضيف بهيجة:" قدمنا الى الاردن، عن طريق جمعية اجنبية تنشط في العراق، وتعنى بالاطفال ممن يعانون امراض القلب، في الاردن توافد مئات الاطفال العراقيين، وتم اخضاع العشرات منهم لفحوصات طبية، على ايدي طواقم طبية عربية واجنبية، واتضح لنا بان الاطباء الاجانب هم يهود ومن اسرائيل، وقدموا خصيصا الى الاردن لفحص الاطفاء العراقيين، وتحويل الحالات الطارئة والمستعجلة الى مستشفيات اسرائيل، لم يكن لي اي مخاوف من المجيء الى اسرائيل، ابني كان بين الحياة والموت، والحمد لله بعد العمليات الجراحية في اسرائيل عاد للحياة من جديد. هذا عمل انساني من الدرجة الاولى، فالطاقم الطبي مشكورين، يهتمون بصحة ابني، ولا يميزون بين الطفل العربي واليهودي، هناك اطفال من فلسطين والعراق وافريقيا واسرائيل، في نفس القسم يتم التعامل مع جميعم بسواسية وبدون تمييز، جمعينا يمكننا العيش معا بامان وسلام".

الطفلة تاره فادي، تبلغ من العمر ستة اشهر، من سكان بدهوك في شمال العراق، هي الاخرى تتماثل للشفاء في مستشفى فولفسون، حيث عانت من ثقب في القلب وانسداد في الشريان الرئيسي. تقول والدتها هدى التي ترافقها، وتلازمها السرير، تاره اخذت تتحرك وتلعب وتبتسم لمن حولها، العملية الاولى تكللت بالنجاح، وهي في انتظار عملية جراحية ثانية. تقول والدتها هدى:" قدمت الى الاردن من منطقة دهوك في شمال العراق مع 30 طفل رافقوا عائلاتهم بغية اجراء الفحوصات واخضاعهم لعمليات جراحية في القلب، الطاقم الطبي الاسرائيلي فحص 38 طفل عراقي، تسعة منهم كانت حالتهم مزرية ولا يوجد مجال لانقاذ حياتهم، 24 طفل كانوا بحاجة للجراحة، وخمسة اطفال حالتهم طارئة وبحاجة لجراحة فورية، وتم اجراء معاملات خلال اقل من 24 ساعة لعبور اسرائيل، الامر بالنسبة لي كان بمثابة الحلم، سمعت عن المسشتفيات الاسرائيلية والاطباء اليهود، وكنت على استعداد لعمل اي شيء للمجيء هنا لانقاذ حياة طفلتي".



 تضيف هدى:" الوضع الصحي في العراق مزر وخطير للغاية، في ظل الحرب والاقتتال يتم اضطهاد ومطاردة الاطباء واغتيال اصحاب العقول، استفسرت لاجراء عملية جراحية لطفلتي في اوروبا، فاتضح لي بان التكاليف قد تصل الى 300 الف دولار، هذه مبالغ باهظة لايمكن لاي عائلة توفيرها، لذا قدمنا الى عمان عن طريق جمعية خيرية دولية، وقد توافد اطفال من بغداد واربيل والسلمانية وكردستان وشمال العراق. مكثنا في عمان خمسة ايام وتم فحص الاطفال من قبل طواقم طبية اسرائيلية، وطواقم طبية اردنية من الهلال الاحمر. الوفد الطبي من تل ابيب، كان في قمة الانسانية والمهنية والتواضع، بالنسبة لنا دخول اسرائيل كان حلم واشبه بالخيال، قدمنا الى هنا وبفضل الله منحت طفلتنا الحياة من جديد، على مدار اشهر عشنا في دوامة، طفلتنا كانت بين الحياة والموت، وهنا تم انقاذها".
توضح هدى:" بعيدا عن السياسة والحروب والتوتر والاقتتال، هنا لمسنا الامور الانسانية، نشكر الطواقم الطبية وحكومة اسرائيل على منح التاشيرات لنا لدخول ارضيها للعلاج، نشعر هنا بالامان والاطمئنان، شاهدت الكثير من اطفال فلسطين ايضا يتلقون العلاج في المستشفيات الاسرائيلية، تعرفت على اطباء  يتحدثون العربية، واتضح بانهم سكان اسرائيل، فلم اعرف انه يعيش في اسرائيل سكان عرب فلسطينيين، لذا لا افهم هذه الحروبات بين شعوب المنطقة".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.04
EUR
4.73
GBP
236244.04
BTC
0.52
CNY