* قيمة الإعلانات المخصصة للإعلام العربي 150 مليون شيكل سنويًا من أصل ثلاثة مليارات

- مدير مركز مساواة جعفر فرح:

* المحطة هامة للثقافة والاقتصاد ورافعة جدية للقدرات الإعلامية

* الوجود العربي في الإعلام هو أحد أهم مركبات الحضور السياسي والثقافي والاقتصادي

علم مركز مساواة أنّ وزارة الاتصالات قد أنهت التحضيرات لنشر مناقصة لإقامة قناة تلفزة عربية خاصة في البلاد. وسيتم الإعلان عن المناقصة يوم الأربعاء (14 نيسان الجاري) خلال مؤتمر صحفي يعقده مدير عام سلطة الكوابل والفضائيات نيتسان حين في مكتبه في وزارة الاتصالات.
ويأتي هذا التطوّر بعد 15 سنة من المماطلات، حيث كانت القناة الثانية قد أجهضت المناقصة عام 1996 بذرائع إدارية وقانونية. ويتابع مدير مركز مساواة جعفر فرح القضية منذ ذلك الحين، كما تابعها المركز منذ تأسيسه عام 2000، من حيث التغييرات القانونية وتقديم أوراق عمل واقتراحات مهنية، كما لاحق المركز سلطة الكوابل وطالبها بنشر المناقصة مجددًا بعد أن تنازلت الشركة الفائزة في مناقصة عام 2003 عن الامتياز وأعادته إلى وزارة الاتصالات.

 
من اليمين: جعفر فرح

واعتبر مركز مساواة نشر المناقصة محطة هامة في مسيرة تطوير المؤسسات الثقافية والاقتصادية والسياسية للمجتمع العربي الذي عانى من التهميش المُمَأسس على مدار عقود طويلة، وأضاف أنّ الوجود العربي في الإعلام هو أحد أهم مركبات الحضور السياسي والثقافي والاقتصادي، منوهًا إلى أنّ بناء المؤسسات الإعلامية العربية يجب ألا يمنعنا من التواجد الفعّال في الإعلام العبري والإقليمي والعالمي.
يذكر أنّ ورقة عمل أعدّها مركز مساواة بيّنت أنّ حجم ميزانيات الإعلانات التي خصِّصت حتى الآن للإعلام العربي قد كانت الأكثر انخفاضًا مقارنةً بها في وسائل الإعلام الروسية واليهودية المتزمتة. ورصدت ورقة العمل ارتفاعًا ملحوظًا في حجم ميزانيات الإعلانات المخصصة للإعلام العربي في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تقدَّر قيمة ميزانيات الإعلانات التي نشرت في اللغة العربية بحوالي 150 مليون شيكل سنويًا، من أصل أكثر من ثلاثة مليارات رُصدت للإعلانات في البلاد.
ومع أن هذا الارتفاع ساهم في صدور عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية، إلا أنّ هذا المبلغ ما زال ضئيلاً نسبيًا، قياسًا بحجم الإعلانات المخصصة لوسائل الإعلام الروسية في البلاد، وتلك الخاصة بالجمهور اليهودي المتزمّت. ويشار في هذا الصدد إلى أنّ محطة التلفزة الخاصة باللغة الروسية، والتي بدأت البث عام 2002، قد تحوّلت إلى محطة ربحية ذات شأن كبير في بلورة الرأي العام الروسي وتنظيمه الثقافي والسياسي.

توثيق حياة الجماهير العربية
وقال مدير مركز مساواة جعفر فرح: "القناة التلفزيونية العربية ستوثق حياة جماهيرنا العربية الثقافية والسياسية، وتشكّل رافعة جدية للقدرات الإعلامية والاقتصادية للمجتمع العربي. هذه القناة لن تكون بديلاً عن وسائل الإعلام العامة والخاصة العاملة حاليًا، بل عليها أن تكمّل المؤسسات الإعلامية النشيطة وتتعاون معها". وناشد فرح المؤسسات الإعلامية والاقتصادية العربية التعاون فيما بينها للتقدم للمناقصة وتفعيل المحطة الخاصة، مؤكدًا على أهمية تشكيل قاعدة شعبية داعمة للمحطة تساهم في صياغة رسالتها الإعلامية وتدعمها، في ظل الضغوطات التي قد تتعرّض لها بسبب خاصّيتها ومكانتها في الظروف السياسية الراهنة.
يذكر أنّ مركز مساواة يترافع من أجل تحصيل الحقوق الاقتصادية-الاجتماعية والسياسية والثقافية للمواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، بما فيها ميزانية الدولة وميزانيات السلطات المحلية. وقد طوّر المركز تصوّرًا استراتيجيًا في مجال التطوير الاقتصادي، يشمل القطاعات العامة والخاصة. ويؤكد مركز مساواة على أهمية التعاون بين المؤسسات الجماهيرية العامة، كالجمعيات والسلطات المحلية والأحزاب السياسية، والقطاعات الخاصة على أنواعها، لتطوير المجتمع العربي.