قام قاضي المحكمة المركزية في حيفا عودد جرشون، بعد ظهر اليوم بزيارة  موقع جريمة قتل المرحوم نديم ملحم في حي وادي القصب في قرية عرعرة، وسط إجراءات أمنية مشددة  بغية معاينته بشكل شخصي وفحص الشهادات والأدلة عن قرب، وإجراء قياسات في موقع الجريمة.

والد الشهيد يطالب باظهار الحقيقة

رافق القاضي وفد من مركز مساواة والمحامي سامي ملحم، ووفد عن النيابة العامة وطاقم المحققين مع افراد الشرطة"ماحش"، والشرطي جال روبي المشتبه به بقتل نديم ملحم. يشار الى ان الشرطي المشتبه به بعملية القتل، تم ادخاله الى موقع الجريمة بمرافقة ثمانية من افراد الشرطة ذات نفس المعالم، بحيث ان جميعهم من اصل روسي، ولبسوا نفس الاحذية والملابس، وذلك بغية عدم الكشف عن هوية الشرطي، اما الصحافيين وسكان القرية الذين تجمهورا بالقرب من منزل عائلة الرمحوم، فخلال فترة زيارة موقع الجريمة تم اغلاق القرية وتم منع حركة السير امام السكان. الاعائلة من جهتها اوضحت بانها لا تعلق أي امال على هذه الزيارة، حيث اوضح جمال ملحم والد الشهيد نديم:" ماذا تتوقع ما دام القاضي والشرطي والمحقق والنيابة اعداؤك؟ لا شيء ما نريده ان يعترفوا بالحقيقة بانهم قتلوا ابني بدم بارد. الزيارة اليوم لموقع الجريمة، بغية ان يتم تحضير  سيناريو من قبل الجهات الرسمية بغية الدفاع عن القاتل". تجدر الاشارة الى انه حتى الان، لم يتم الاستماع رسميا الى افادات افراد العائلة وشهود العيان، ومن المتوقع ان تعقد في الاسبوع القادم جلسة رابعة. من جهته اوضح المحامي سامي ملحم:" زيارة القاضي لموقع الجريمة، في اعقاب التناقضات التي ظهرت في افادات افراد الشرطة، وتقارير المحققين التابعين لمحاش، حيث اتضح بوجود الكثير من الامو ر الغامضة والمبهمة، من هذا المنطلق تاتي الزيارة، حيث قام الشرطي باعادة تمثيل الجريمة امام القاضي". 

وقد استأنفت المحكمة المركزية في حيفا اليوم محاكمة الشرطي جال روبي المتهم بقتل المرحوم نديم ملحم من حي وادي القصب في قرية عرعرة قبل نحو عامين، حيث انطلقت اليوم الجلسة الثالثة في سلسلة جلسات شهود الإثبات المعدة لسماع ادعاءات الأطراف المسؤولة وإفادات رجال ومحققي الشرطة إلى جانب شهادات أفراد شعبة التحقيق مع أفراد الشرطة "ماحش".

 
المحامي سامي ملحم

وقد جاء قرار القاضي بزيارة موقع الجريمة بعد أن استمعت المحكمة في الجلسة السابقة ، إلى إفادة أريه تسوك مدير مكتب التحقيق مع أفراد الشرطة في لواء الشمال الذي أشار إلى المشاكل والشوائب الجدية التي رافقت مراحل التحقيق وخاصة قرار الشرطة الغير مبرر بعدم إتمام عملية إعادة تمثيل الجريمة ووقفها في 13.2.06، بالرغم من تواجد 500 من أفراد الشرطة لحراسة الشرطي القاتل.  وقال المحامي في مركز مساواة تامر مصالحة، تعليقًا على تطورات المحاكمة:"ن قرار القاضي التوجه إلى مسرح الجريمة، هو قرار هام يسهم في إثبات تورط الشرطة بقتل المغدور دون سبب واضح للعيان. وأضاف مصالحة أن تطور مجريات المحكمة بهذا الاتجاه سيسهم في إظهار حقيقة مقتل الشاب المرحوم نديم ملحم، وسقوطه ضحية عنف الشرطة الموجه ضد المواطنين العرب. "

يشار إلى أن نديم ملحم قتل في 19 كانون الثاني عام 2006 برصاص الشرطة وذلك أثناء عملية تفتيش الشرطة لمنزله بحثاً عن السلاح غير المرخص ،حيث ادعت الشرطة في روايتها أن الشرطي جال روبي ، المتهم بقتل ملحم،  أطلق النار على المرحوم جراء معارضة الأخير لعملية التفتيش وتعريض أفراد الشرطة للخطر، حيث أشارت في روايتها أن ملحم خرج من المنزل شاهراً سلاحه في وجه الشرطي مما عرض حياته للخطر فقام بإطلاق النار عليه دفاعا عن النفس . هذه الرواية فندتها العائلة ومركز مساواة الذي يواكب القضية منذ وقوعها ،  مؤكدين  ان الشرطي اطلق النار على المرحوم بدم بارد ،كما واستنكروا  لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة بتهمة القتل غير المتعمد بحق الشرطي في تشرين ثاني 2006. حيث تطالب العائلة في إدانة الشرطي بتهمة القتل العمد، مؤكدتا ان ابنها قتل جراء رفضه العمل والتجند لصفوف جهاز الأمن العام "الشاباك". 

والدة الشهيد نديم ملحم تقول  الله على الظالم !

المشتبه به بالقتل يتوسط رجال الامن

القاضي جرشون يتوسط رجال الامن

القاضي يستمع الى افادة أحد محققي " ماحش" بجانب النصب التذكاري للشهيد