الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 14:02

الممثل والمخرج المسرحي فرانسوا أبو سالم يجسد ذاكرة النسيان الدرويشية

تقرير وتصوير: إبراهيم
نُشر: 09/04/10 11:55,  حُتلن: 15:35

* صنع فنجان قهوة وأنت تحت القصف والدمار قد يقودك من بيروت إلى حيفا

*  أبو سالم يطل على جمهوره وسط ممر ضيق بين جدارين من القماش الأبيض وهو ممدد فوق عشرات الكتب المبعثرة

* محمد ابو داوود: فعاليات ونشاطات من هذا النوع تساهم في تطوير الحركة المسرحية ونشاطات الثقافة والتربية في الوسط العربي الذي يفتقر الى اساس صحيح ومتين لتطوير العمل

«حديد يعوي وحمى المعادن نشيد هذا الفجر».. عبارة كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش في يوم من أيام شهر أغسطس/آب عام 1982 في لبنان. وقد أعاد عرض هذه العبارة تمثيلا ضمن عرض مسرحي لرائعة محمود درويش (ذاكرة للنسيان) الممثل والمخرج المسرحي الفلسطيني فرانسوا أبو سالم على مسرح وسينما الميادين البلدي أم الفحم في قاعة مركز العلوم والتكنولوجيا مساء يوم أمس الخميس.

 يطل أبو سالم على جمهوره وسط ممر ضيق بين جدارين من القماش الأبيض وهو ممدد فوق عشرات الكتب المبعثرة في الممر ينفض الغبار عن جسده على خلفية أصوات انفجارات تهز المكان وليصرخ بعد ذلك قائلا «حديد يعوي وحمى المعادن نشيد هذا الفجر».
وقال أبو سالم بعد عرض مسرحي بطريقة مسرح المونودراما أو مسرح الممثل الواحد الذي تضمن مقاطع من (ذاكرة للنسيان) «لقد اخترت ذلك المقطع الإنساني من الكتاب الرائع والشيق ذاكرة للنسيان الذي يجسد ذلك الإنسان الذي يحاول أن يشغل نفسه بالتفكير في فنجان قهوة في وقت تتساقط فيه القذائف إلى جواره من البر والبحر والسماء». وأضاف «اختيار ذاكرة للنسيان لتقديمها في عرض مسرحي كان بسبب وحدة المكان والزمان وهي نص نثري قريب على روح الناس.»
وكتب درويش (ذاكرة للنسيان) الذي يصفه البعض بأنه تجسيد لتلك المرحلة التي عاشها لبنان خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 مع تفاصيل تلك المرحلة إضافة إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين.

 دعوة لنسيان الألم
ويسخر أبو سالم جسده للتعبير بطريقة تعطي النص المسرحي الذي أخرجه بالتعاون مع المخرج الفلسطيني عامر خليل الحياة ليعود بالجمهور إلى تلك الأيام، وقال «ذاكرة للنسيان لا تعني نسيان الماضي فهو لا يمكن نسيانه ولكنها دعوة لنسيان الألم كي تستمر الحياة.»
ويقدّم أبو سالم الممثل والمخرج المسرحي العائد للإقامة في الأراضي الفلسطينية بعد سنين طويلة من الغياب للعمل على تأسيس فريق مسرحي يساهم في الحركة المسرحية الفلسطينية بجيل جديد من المخرجين والممثلين هذا العمل كما قال «ليرى الناس الأمور على الواقع فكما قال درويش لا أرى ساحلا ولا أرى حمامة ونحن اليوم كذلك لا نرى ساحلا ولا نرى حمامة ولكن أريد للأمل أن يبقى. وأضاف يصف الواقع الفلسطيني «نحن الآنَ في مأزق صحيح ؛إننا قدّمنا وضحّينا ولدينا قدرات نحن لسنا منتصرين الآنَ يجب أنْ نكون صريحين مع أنفسنا.
وتابع قائلا: «إن صنع فنجان قهوة وأنت تحت القصف والدمار قد يقودك من بيروت إلى حيفا.

المسافة الزمنية
ومن الأوصاف التي يقدمها درويش لأيام الحرب تلك ويرويها أبو سالم «صرت أقيس المسافة الزمنية بين قذيفتين ثانية واحدة.. ثانية واحدة أقصر من المسافة بين الزفير والشهيق أقصر من المسافة بين دقتي قلب.. ثانية واحدة لا تكفي لأن أصب الماء في الغلاية ثانية واحدة لا تكفي لإشعال عود الثقاب.. ولكن ثانية واحدة تكفي لان أحترق. ويضيف صارخا أريد رائحة القهوة أريد خمس دقائق.. أريد هدنة خمس دقائق من اجل القهوة لم يعد لي مطلب شخصي سوى إعداد فنجان قهوة. وينتقل الممثل بعد ذلك للحديث عن وصف الموت والجنازة التي يريد وأصناف الورد الذي يحب؛ ليكون هذا الوداع جميلا بعكس اللقاء.
وبعد عرض نصوص تتحدث عما جرى عند دخول القوات الإسرائيلية إلى لبنان وما كان له من استقبال من بعض اللبنانيين لينتقل بعد ذلك في وصف إلى حيفا إلى جبل الكرمل في وصف دقيق إلى ذلك المكان الذي كان يسكن يسير بك في شوارع حيفا وأزقتها يصعد بك درجات وينزل بك أخرى حتى يصل إلى ذلك البيت الذي يريد أن ينام على بلاطه ساعات.
ويختتم أبو سالم عرضه المسرحي الذي أقيم بمبادرة وتنظيم مسرح الميادين البلدي ام الفحم "جمعية لتطوير المسرح والفنون الادائية ام الفحم "وبدعم العشرات من رجال الاعمال والمصالح التجارية في المدينة , يختتم ابو سالم عرضه المسرحي بالعبارة التي بدأ بها حديد يعوي وحمى المعادن نشيد هذا الفجر.

العطش الى المسرح
وقال محمد الحاج داوود مركز المشاريع في مسرح الميادين البلدي ام الفحم في ختام العرض المسرحي :"ان العدد الكبير من الحضور والمشاركين يؤكد تعطش المجتمع الفحماوي والعربي لمثل هذه الفعاليات والعروض المسرحية والتي تساهم في معالجة الكثير من قضايانا التي نعيشها يوميا ان كانت سياسية واجتماعية وظواهر مختلفة حيث من خلال هذه المسارح والعروض يمكن لنا ان نطرح ونجسد قضايانا محاولين ان نجد الطريق في سبيل صنع وبناء مستقبل افضل في مختلف مجالات ونواحي الحياة" .
واضاف محمد ابو داوود قائلا:" فعاليات ونشاطات من هذا النوع تساهم في تطوير الحركة المسرحية ونشاطات الثقافة والتربية في الوسط العربي الذي يفتقر الى اساس صحيح ومتين لتطوير العمل المسرحي والفني والفنانين في وسطنا العربي , حيث ان عروضا من هذا النوع تساهم في تطوير المسرح والحركة المسرحية في وسطنا العربي الذي يمتلك طاقات ومواهب وقدرات فائقة وكبيرة لكن ينقصها الاطار والعنوان المناسب لتطويرها واستغلالها لما فيه مصلحة لمجتمعنا".


 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
243235.32
BTC
0.53
CNY