الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 16:02

هل من سبيل لجمع كلمة الإسلاميين؟ الشيخ حماد أبو دعابس- رئيس الحركة الإسلامية النقب

كل العرب
نُشر: 07/04/10 10:07,  حُتلن: 14:21

 * "الإسلاميين" هم أتباع الحركات والتنظيمات الإسلامية المختلفة، قياداتها وأنصارها

* حالة "الإسلاميين" في عالمنا العربي والإسلامي فإنها لا تبعد عن حالة العرب والمسلمين

* صاحب النفس الناقمة، الذي لا يسامح ولا يصافح، ولا يغفر لأخيه زلة ولو بعد سنين أنّى له أن يبث روح الإخوة

الحديث عن الشرذمة والفرقة في عالمنا الإسلامي والعربي، هو حديث ذو شجون، يثير الأحزان، ويقض المضاجع، ويزرع في النفوس الإحباط. فالعالم الإسلامي مقسم إلى دول تفوق الخمسين، ومنها العالم العربي فوق العشرين دولة، وفي كل دولة عشرات الأحزاب، انقسمت بين إسلامية، وعلمانية، مقرّبة من النظام أم معارضة له، وانقسمت الأحزاب منها إلى صقور وحمائم، وظل الشد بين الأجنحة حتى انقسم المقسّم، وتجزّأ المجزّأ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما حالة "الإسلاميين" في عالمنا العربي والإسلامي فإنها لا تبعد عن حالة العرب والمسلمين. وأعني هنا بالإسلاميين أتباع الحركات والتنظيمات الإسلامية المختلفة، قياداتها وأنصارها. فهذه الحركات ممتدة على طول عالمنا الإسلامي والعربي، منها ما تأخذ الصبغة المحلية ومنها ذات الصبغة العالمية. ثم إذا صغّرنا الدائرة، ودخلنا إلى مربعنا الفلسطيني، فلن نبتعد كثيرا عمّا سلف، أحزاب علمانية ذات أجندة محلية، وأخرى خليط محلي "ومستورد"، وأحزاب وحركات إسلامية، تحمل أجندة مختلفة، وأولويات وطروحات، كلها لها قيمتها ولها وجاهتها، ولكنها بحاجة إلى أن تجتمع في مشروع إسلامي شامل وكبير.
وإذا دخلنا إلى داخل كل حركة وحزب وجماعة، سنجد ولا شك خلافات في وجهات النظر. وهي في الغالب مشروعة، ولكن سوء إدارة الخلاف الداخلي، وتغذيته المستمرة دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بجمع الصف تزرع التوترات المستمرة، التي قد تأخذ الصبغة الشخصية ثم الفئوية، فينشأ التقطب المقيت الذي يهدد الكيان كله بما هو أسوأ.
فما السبيل إذا؟! ما الهدف، وما الطريق لتحقيقه؟ أولا يجب أن نعترف بأن نفسيات القادة، ومسلكياتهم داخل الصف الواحد كفيلة بأن تقوي أواصر الإخوّة والاجتماع، أو بالعكس تدفع نحو التقطّب والتوتر تم الانقسام والتشرذم. وعليه فالمفترض أن تدار الحركات والأحزاب والجماعات بشكل مؤسساتي، لا تغلب عليها النزعة الشخصية، بل النهج الواضح والسياسة العامة المتفق عليها. والتي يحتاج القائد إلى تداولها بالحوار والفكر، تم الطرح والطرح الآخر، تم الحسم بين وجهات النظر، من أجل أي تغيير مقترح في السياسة العامة. ليس وفق مزاج شخص هنا أو هناك، ولا وفق موقف شخصي مفاجئ.
أن الأهداف ينبغي أن نقسمها إلى بعيدة المدى وأهداف قصيرة المدى "مرحلية". ثم تحديد السياسة العامة لتحقيق هذه الأهداف، وبعدها الوسائل الكفيلة لاستمرارية العمل حتى الوصول للأهداف.
في تصوري المتواضع ينبغي للإسلاميين أن يبحثوا عن خيار بين التفرق المقيت، وبين الاجتماع والانصهار الكاملين، إلا وهو خيار المشروع الإسلامي المتكامل ( أو التحالف بين الحركات الاسلامية)، الذي يدعو إلى تقاسم الأدوار وتكاملها. البحث عن سبيل وتعزيز التخصص، وتشجيع الإبداع.
هذا المشروع العملاق، يهدف إلى محافظة كل حركة وجماعة على خصائصها ومقوماتها الأساسية. إلى جانب تشكيل طاقم تنسيق مشترك بين قيادات العمل الإسلامي، تجتمع دوريا، تطرح القضايا ذات الشأن، تطرح آفاقا لاجتماع الصف على القواسم المشتركة، والمسائل الكبيرة.
هذا الحوار المستمر مهم جدا، ولكن ينبغي أن يصاحبه الاستقرار النفسي، وتهيئة القادة والقواعد لمثل هذا الانفتاح على الغير.
وتركيزي مرّة أخرى على الجانب النفسي ليس عبثا، لان صاحب النفس الناقمة، الذي لا يسامح ولا يصافح، ولا يغفر لأخيه زلة ولو بعد سنين. أنّى له أن يبث روح الإخوة، واجتماع الكلمة، وحب الالتقاء مع الآخر، ففاقد الشيء لا يعطيه.
ولكن انتقل من العام إلى الخاص، أقول لإخواني في الحركات الإسلامية في بلادنا، بما فيهم حركتنا المباركة. تعالوا نبدأ جميعا، كل في إطاره، بحث السبل، وتحري الإمكانيات لنرسم معا معالم هذا المشروع الإسلامي الشامل. الذي لا نستثني فيه احدا من الإسلاميين. تعالوا بنا في ارض الإسراء والمعراج، ارض بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، نعلن انطلاقة مشروعنا الحضاري، والذي أول شعاراته: لا اله إلا الله تجمعنا، محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمنا، الأقصى المبارك يوحدّنا. تعالوا بنا نرضي ربنا، ونفرح نبينا، ونسعى لكي نكون أهلا لرحمة مولانا وخالقنا، وتعالوا بنا نسعد جمهور الإسلاميين بل كل المسلمين في بلادنا والعالم، ونغيظ كل حاقد متربص. والطريق إلى ذلك ليست معقدة. إنها تحتاج أولا إلى الإرادة، ثانيا إلى القرار، ثالثا إلى تهيئة المناخ، وبعدها يبدأ العامل اللوجستي، التنظيمي والعملي. وما ذلك على الله بعزيز.
إننا أيها الإسلاميّون، ما لم نبدأ بفعل في هذا الاتجاه فإننا ليس لنا الحق الأدبي في الاشتراك في سيمفونية النداءات بالوحدة بين فتح وحماس، أو بين دول العرب والمسلمين. "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون‏".
كونوا أيها الإسلاميّون شامة بين الناس، تدعون الناس إلى التسامح، فلتتسامحوا، وتدعون الفلسطينيين إلى الوحدة فلتتحدوا، وتدعون العرب إلى جمع الكلمة فلتجتمع كلمتكم.... أيها الإسلاميّون.
وبطبيعة الحال فأنني صاحب المشروع الوحدوي أول المجندين لإنجاحه، فحيهلا ساعة الانطلاقة.

مقالات متعلقة