الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 22:02

عطا الله حنا: القدس مدينة الحياة والاحتلال يريدها يهودية ويريدنا غرباء بها

كل العرب
نُشر: 31/03/10 21:26,  حُتلن: 17:49

- المطران عطالله حنا:

* لنفرح ولنتهلل لأن قيامته هي قيامتنا نحن أيضا من كل خطيئة

* القدس مركز العيد القدس مدينة القيامة، إليها تصبو الأنظار وتهفو القلوب

* نحتفل بالأسبوع المقدس لنذكر تقديس الله لهذه الأرض، لنذكر السيد المسيح وما علم وما تحمل من آلام لفداء الناس

* الأحتلال يريد القدس فقط يهودية وكلنا لديهم محكومون أو ضيوف أو غرباء في بيوتنا. ليس هكذا تقام شريعة الله. ليس هكذا تقام الأعياد. وليس هكذا تبنى القدس

المسيح قام حقا قام.
عيد القيامة المجيدة هو عيد الانتصار على الموت. هو عيد انتصار المحبة. قال يوحنا الأنجيلي في إنجيله الطاهر: "أحبّ خاصته الذين في العالم فبلغ به الحب لهم إلى أقصى الحدود" (يوحنا ١٣: ١). وقال السيد المسيح أيضا: "ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه" (يوحنا ١٥: ١٣). وبذل يسوع نفسه عن الإنسانية كلها التي خلقها فأحبها إلى أقصى الحدود.
المحبة لا تعني الضعف وأنما القوة في مواجهة الشر والدفاع عن الأنسان المظلوم الذي خلقه الله على صورته ومثاله.
نتأمل في محبة السيد المسيح منتصرا على شر الشرور قاهر الموت والقائم من بين الأموات بمحبته ومغفرته لمن حكموا عليه بالموت. وهي دعوة لكل منا ليجدد نفسه ويقضي على كل عناصر الموت فيه من كراهية او انحراف أيا كان، ليمتلئ محبة لجميع إخوته ويحمل معهم كل همومهم فيكون الكل في عيد، ويكون العيد نعمة وقوة ومحبة وفرحا للجميع.
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ونتهلل به.
المسيح قام حقا قام. فلنفرح ولنتهلل.


عطاالله حنا

لنفرح ولنتهلل لأن قيامته هي قيامتنا نحن أيضا من كل خطيئة.
وتجتمع في هذا العام الكنائس كلها، في القدس وفي العالم، في يوم واحد لتشترك في فرحة واحدة ممجدة قيامة الرب.
والقدس مركز العيد. القدس مدينة القيامة، إليها تصبو الأنظار وتهفو القلوب. ومع ذلك فمع العيد وفرحته ومع كل معانيه الروحية السامية، في القدس خطيئة: إنسان يعتدي على إنسان، الإنسان الإسرائيلي يريد أن يزيل الإنسان الفلسطيني، يريد أن يهجره من بيته، ويدمر بيته، ليخرجه من مدينة القيامة. ويتكرر التصدي للمقدسات بصورة خاصة لتبديل وجه المدينة الشامل والمعانق للإنسانية ولتاريخها برمته. يتكرر التصدي فيدوس مشاعر المؤمنين فيها والملايين من المؤمنين في العالم. يريد أن ينقض طبيعة القدس كما ارادها الله حاملة لرسالتها الشاملة، تتسع وترحب لكل من فيها. الأحتلال يريدها فقط يهودية وكلنا لديهم محكومون أو ضيوف أو غرباء في بيوتنا. ليس هكذا تقام شريعة الله. ليس هكذا تقام الأعياد. وليس هكذا تبنى القدس. ولا هكذا يكون السعي للعدل والسلام. بل هذا سعي لتغذية الحرب ولتحويل مدينة القيامة إلى مدينة موت. القدس مدينة الحياة، وحرام تحويلها إلى مدينة موت وحرام تأجيج الكراهية فيها. اتركوها مدينة صلاة ، صلاة تكون هي أمنا للمصلين لا دعوة للاعتداء على المؤمن الآخر. المحبة إن حلت تحل جميع القضايا. أما والقلوب متأججة بالحرب، أما والإنسان الفلسسطيني يداس ويُخرَج من بيته ويحال بينه وبين مقدساته فلن يكون هناك حل لأية قضية ولن يكون في مدينة السلام سلام.
الخطيئة مستمرة في هذه المدينة، ولا بد من إزالتها. وعلى المؤمنين الصادقين المخلصين إزالتها. من قال أنا مؤمن ليعمل على وقف دمار البيوت وتهجير سكانها وأقتلاعهم. ليبق كل واحد في بيته وفي كرامته. وليتوقف تبديل المقدسات والخلط بين المؤمنين فيها، وليُحترَم من آمنوا واستقروا فيها جيلا بعد جيل وحتى اليوم. وإن الإنسان أغلى وأسمى من كل مكان. فما معنى الاقتتال في سبيل مكان وقتل الإنسان في سبيل مكان والإنسان هو المكان الأول والأغلى والأثمن في عين الله؟
نحتفل بالأسبوع المقدس لنذكر تقديس الله لهذه الأرض، لنذكر السيد المسيح وما علم وما تحمل من آلام لفداء الناس جميعا ولجعلهم أقوى من كل شر وقادرين على كل خير، قادرين على المحبة، ولنسمعه يقول: أحبوا بعضكم بعضا.
الأرض مقدسة لأن تاريخ الله سار فيها مندمجا مع تاريخ البشرية. ولن تعود هذه الطريق إلى الوراء لتُحصَر المدينة في واقع قبل ثلاثة آلاف سنة. هي أرض الله بالأمس وهي أرضه اليوم بحسب ما رأى هو سبحانه وتعالى أن أرض الله هي بيت يتسع لكل إنسان ، فيحق للفلسطيني أن يبقى في أرضه وبيته وحقله وزيتونه... أرض الله ليست مستوطنات، بل بيوت يسكنها محبو الله ومحبو كل خلائق الله ، العاملين من أجل العدالة وأنهاء الظلم وتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة وأستقلال في أرضه ووطنه.
المسيح قام حقا قام. قام ليملأ قلوبنا فرحا وقوة ورجاء في أن تتحول حال مدينتنا من مدينة خطيئة إلى مدينة حياة وكرامة. ونحن نقول لمن يظن أنه قوي بأن القوي لن يبقى قويا الى الأبد والضعيف لن يبقى ضعيفا الى الأبد. فقد قال بولس الرسول: "من توهم أنه قائم فليحذر السقوط" (١قورنتس ١٠: ١٢).

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
242234.57
BTC
0.53
CNY