الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

المحامية سرى الحاج تصلب كلمات الحزن لوالدها: ليت قبلك كان الموت صادفني

كل العرب
نُشر: 31/03/10 12:47,  حُتلن: 12:53

عفوا أبت أن بلغت بي الكلمات حد اليأس واحترق أملي فأنا أعلم أنك تمقت اليأس والبكاء... ولكن ماذا أفعل بقدر يعاندني ويفقدني أعز الناس وأغلاهم ؟ ! ماذا أفعل بقدر يسلبني أفراحي , آمالي , أحلامي , راحتي , هدوئي , سكينتي , أماني , فخري ومفخرتي ؟!

في صباح ذلك الخميس اللعين , أساء الدهر لنا , رحل الصباح والايام صرن ليال , وكبحر مآقينا اندفق الباكون والباكيات بكوا عليك ما شاءوا وتفجعوا لرحيل الانسان الانسان , لرحيل الطبيب الماهر الفذ , كل يهرع الى ذاكرته يستذكر صورة أو كلمات ذلك الطالب الذكي , أو ذلك الطبيب المداوي أو ذلك الزميل الطبيب النجيب .
أبي , أخبرنا معزوك بأنك كوكبا ساطعا عجل القدر في خسوفه وبأنك لست خسارتنا فحسب , بل خسارتهم هم أيضا , لست فقيدنا فحسب بل فقيدهم هم أيضا , لا بل فقيد المجتمع بأسره ...
أبي الالاف جاءونا مفزوعين , هائمين على وجوههم ولسان حالهم يقول للمجد ولدت لا لحفائر التراب .. أتغمص عينيك عنا أبتي ؟ أبي لا تدعنا ! أن كانوا هم خسروك أنسانا طيبا , وأن كانوا هم خسروك طبيبا نطاسيا , فبرحيلك ثكلنا , الحب , الحنان , الطمأنينة , السند , العز والمجد ..
ما أغباك أيها الموت , تختطف أجدر الرجال وأنبلها وما أقساك أيها القدر تسلب منا احن الاباء

أبي لا تدعني فما زالت هناك أفراح لا تتم الا بوجودك وضحكات أريد أن ندويها معا , أتفتح باب أحزاني فليس بعدك خير في الدنيا ومن فيها ولا يهوى الفؤاد مسرة بعدك , أتنسى طفلتك المشتاقة ؟ أبي لا تدعني !

أبي لا زلت أنتظر وجهك الصبوح , ابتسامتك التي لم تفارقك , طلتك البهية , أبي كم أحن ألى جلساتنا العائلية (البانيل) , ألى أحاديثك الثقافية العلمية , أبي , لا زلت انتظر عند الساعة الحادية عشرة صباحا مكالمتك الهاتفية ودعوتك لي لارتشاف القهوة معكم , انت , أمي وسحر ولا زال فنجانك ينتظرك وكرسيك يسأل عن سلطانه ....

ابي لماذا رحلت ؟ ولماذا استعجلت الرحيل ؟ لماذا غافلتنا وغافلت اللحظة ؟ ولمن تركتنا يتامى حزانى , حيارى قلوب ؟ لماذا استسلمت للموت فما عهدناك ضعيفا مستسلما ؟ لماذا دعيت الموت يقهرك ؟ لا .. لم يقهرك ولن تقهرنا ايها الموت , فأبي زهرة عبيرها فواح , ابي شجرة جذورها عميقة في الثرى غائرة , ومجد أبي سننقله جيلا بعد جيل وأبي باق .. باق .. باق

لي الشرف ولطالما شعرت بالحظ والامتياز أنني أبنتك , يا من البستنا ثوب الوقار ورفعت فوق رؤوسنا تاج افتخار , يا أجمل أصواتنا , يا أعذب أغانينا , يا اسطع أقمارنا ويا أعلى قاماتنا ..

هنيئا لك أبتي فما مات من جعل الزمان لسانه يتلو مناقب عودا وبوادي , وهنيئا لك بحسن الخاتمة فقد صادف رحيلك ذكرى مولد ووفاة رسولنا الكريم محمد – صلعم - فارحل هنيئا , ضاحكا مستبشرا واذهب سعيدا , ولتدع لقلوبنا نحن النواح .

سلام الله عليك ما اهتز شوقنا لك
ابنتك المشتاقة
سرى

مقالات متعلقة