الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 19:01

صفاء حسن من المشهد ترثي والدها المرحوم سعيد في ذكرى رحيله الأولى

كل العرب
نُشر: 30/03/10 14:09,  حُتلن: 14:24

بمناسبة مرور عام على رحيل المرحوم سعيد يحيى فهد حسن من بلدة المشهد (40 عاما) يقدم لكم أفراد عائلة المرحوم هذا الفيديو المؤثر تخليدا لذكراه.
يذكر أن المرحوم إنتقل الى رحمته تعالى تاركا وراءه 3 بنات وولدين.



وتكتب الإبنة صفاء حسن هذه الخاطرة على منبر العرب...
شكرآ على التعازي .. شكرآ لمن مسح دمعتنا ..شكرآ على القلوب الدافئه والصادقه ..
فوالدي مات وماتت معه ضحكتنا والدي مات ونحن معه اموات..
قد اصابت قلبي حرقة الفراق و لوعته حين علمت ان ابي الحبيب مات و حين ايقنت انه الفراق لا محال و انها مشيئة رب العالمين..
ذرقت الدموع .. دموعا غزيرة لم اذرفها من قبل .. و كيف اذرفها و قد كان القلب الحنون ذو اللمسة الدافئة دائما يمسحها.. نعم لقد كان الاب الحنون .. كان الحضن الدافئ الذي ينبعث منه الحب و الوفاء و العطاء..
كان النور الذي اضاء دربنا و حياتنا .. و اذاقنا طعم الحياة الحلو لقد ثابر و عمل لكي لا يذيقنا طعمها المر .. كان دائما على استعداد ان يقدم لنا ما نشاء لا بل اكثر مما نشاء كان يمنحنا و يمنح الجميع لم ينسى يوما بأن يمد يديه ليقدم للجميع.. كان يعطي لكي يرى البسمة و الراحة تعلو اوجه الجميع .. فقد كانت بسمة غيره تسره اكثر من بسمته..
لقد اصبحت كلمة " كان" لا تفارق ذكراك يا من رحلت عنا و عن دنيانا..رحلت و لم تترك لنا سوا الالم و العذاب .. جرح يصعب على الزمن مداواته..كيف يداوي الزمن جرحي و هو غير قادر على مداواة جرحه .. فكيف له ان يداوي جرح الحجر الذي ذاق معنا لوعة الفراق .. وكيف له ان يمسح دمع السماء..بكت السماء من فوقنا لتعلن حزنها و الارض تتألم فكيف للثرى ان يحضن حضن دافئ لم يحتاج ابدا لمن يحضنه .. وكيف لي بأن ارى الزهرة تتفتح في بداية الربيع و قد ذبلت و ماتت اغلى و اجمل وردة زينت ربيعي .. !!
لا لا !! لا اصدق بأنك رحلت .. فاني ارى دوما نورك و بسمتك في عينيي .. و صدى صوتك يرن في اذني .. و اسمع صوت نبضات قلبك يدق في قلبي .. و اشعر بلمستك الدافئة تتحسس خصلات شعري .. و اشعر بأناملك تلامس وجهي .. !!
لا و الف لا !! .. فقدر الله ان تموت و لكنك حي و حاضر .. اذكرك دوما .. ولكن ما بإمكاني أن أغير قدري بل بإمكاني أن أرضى به والحمد لله في كل وقت وكل حين ، خسرت وجودك ولقائك ولكن لم اخسر الإحساس بقربك رغم بعدك ..
ابي .. كنت المجيب دائما لتساؤلي .. و لكن من بعد رحيلك .. هل من مجيب ؟
الى اين ذهبت و تركتنا ؟ لماذا رحلت و تركت الحسرة و اللوعة في قلب من يحبك ؟ لماذا لم تقل لنا بانك راحل بلا عودة ؟ لماذا لم تودعنا ؟ لماذا قلت لنا دائما بأنك ستلبي لنا النداء و جميع طلباتنا ؟ كيف تقول هذا و انت سامع ندائي لك و غير مجيب !؟
ابي .. اين انت ؟ اشتقت اليك .. اشتقت لرؤية ابتسامتك لي في كل وقت.. اشتقت لان اقول لك " صباح الخير " فتملأ صباحي و نهاري بالخير و الامل .. اشتقت لان اسمع ذاك الصوت الحنون ينادي باسمي فترد لي الحياة من جديد .. كم اشتاق لذكرياتك..حتى غضبك و صراخك !! كيف لي ان اسميه صراخ و غضب و قد كنت اسمع للحب صوتا في صراخك و قلبك يفيض حبا حتى في غضبك؟؟!
اسمعني..
فانا اناديك بصرخة الم تنطلق من قلب يتقطع الما لفراقك .. اناديك يا من رحلت و تركتنا بدمعة من عيني تدمع بدماء الحزن و الالم .. اناديك يا من كنت قمرا في ظلمات حياتي..فكنت دائما تشع بالنور لتملأ ظلماتي بالامل .. و الان...اصرخ في ظلمات فراقك " اين رحلت و تركتني يا قمرا انار ليلي و ظلامي..يا شمسا اشرقت احلامي ؟؟!! "
رحيلك جعلني كالجسد بلا روح .. كالقلب بلا نبض .. كالقمر بلا نور .. كالزهرة بلا عبير ..
لا طعم للحياة من دونك فكيف اعيشها و انت الذي كنت حلاها لست فيها .. كيف لي ان اعيش بدون ذالك الوجه المتلألئ المبتسم للحياة المشع بالأمل و قد خطفه الموت وفر هاربا..
وأخيرا احبك واعذرني لان قدر محبتي لك لا تصفها الكلمات ولا تقدر ب احبك ... و كيف لي ان اكون صفاء !! و قد مس قلبي الحزن و الالم !
أبي أتمنى من الله أن يغفر لك ذنوبك ويجعل مثواك الجنة إن شاء الله "يا الله أنا لا أسألك في رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه اليوم "
في يوم وفاتك ارفع يدي إلى السماء لادعوا وأقول:-
"ارحمه ياالله كما رباني صغيرا فأن لم ترحمه أنت فمن سيرحمه وان لم تغفر له أنت فمن سيغفر له وهو اليوم عندك "
ان لله و انا اليه راجعون...
 

مقالات متعلقة