* رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب أكد إبراهيم الوقيلي، على رفض توصيات لجنة غولدبيرغ بكل تفاصيلها

* زعبي في بداية كلمتها لفتت النظر إلى حقيقة غياب المرأة في النقب عن المؤتمر، مع أن نساء النقب تواجدن مؤخرا بشكل مكثف في المظاهرات والنشاطات السياسية في النقب

نظمت لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في الداخل، يوم أمس الإثنين، مؤتمراً حمل اسم "النقب أرض، رباط وصمود"، وذلك بالتعاون مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب. ويتزامن هذه المؤتمر مع الذكرى الـ 34 ليوم الأرض الخالد.



وقد حضر المؤتمر ممثلون عن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، إضافة إلى مركز "عدالة" و"اتحاد الجمعيات العربية – اتجاه"، وعدد من أعضاء الكنيست بينهم عضو الكنيست حنين زعبي (التجمع الوطني الديمقراطي) ومحمد بركة (الجبهة الديمقراطية) وطلب الصانع (الموحدة)، إضافة إلى عدد من الناشطين المحليين في قضايا الدفاع عن الأرض.
تولى عرافة المؤتمر المدير العام للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطوة أبو فريح، حيث أكد على الوحدة وعلى أهمية التصدي لمخططات السلطة، والتحديات التي تواجه عرب النقب.
أكد رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، إبراهيم الوقيلي، على رفض توصيات لجنة غولدبيرغ بكل تفاصيلها، كما أكد على رفض مبدأ قيام السلطات الإسرائيلية بوضع تخطيط للوجود العربي في النقب.
وفي كلمة د.عامر الهزيل، نائب رئيس بلدية راهط، جاء أنه بحسب لجنة غولدبيرغ فلا يوجد للعرب حق قانوني على الأرض، مشيرا إلى أنها قسمت ملف الأراضي، لافتا إلى 50 ألف دونم نهبتها الدولة، في حين ترفض تسجيل 270 ألف دون بأسماء أصحابها من عرب النقب. وبحسب توصيات اللجنة فإن الدولة تستولي على أكثر من 80% من أرض النقب.



عرب النقب ليسوا غزاة يسيطرون على أراضي الدولة
وفي كلمة مركز "عدالة" تحدث المحامي علاء محاجنة عن القوانين العنصرية التي تم سنها في الكنيست بهدف الاستيلاء على الأرض، إضافة إلى قوانين "المزارع الفردية" التي تمنح آلاف الدونمات لمستوطنين أفراد على حساب أصحاب الأرض الأصليين.
ومن جهته تناول مدير "اتجاه" أمير مخول مصطلح "الغزاة"، حيث فند الاتهامات التي توجه لعرب النقب بأنهم "غزاة يسيطرون على أراضي الدولة"، وأكد أن المستوطنين هم الغزاة، وليس أصحاب الأرض الأصليين.
كما تحدث في المؤتمر عضو الكنيست طلب الصانع، حيث أشار إلى أهمية مشاركة المرأة العربية في النضال، وخاصة في ذكرى يوم الأرض. كما تحدث عن السياسات الإسرائيلية للحكومات المتعاقبة في السيطرة على الأرض.
وفي كلمته قال عضو الكنيست محمد بركة إن الأرض تمثل الذاكرة والمستقبل والحياة، لأنها تمثل الوجود. كما تناول في حديثه المخططات التي تتعرض لها "المدن المختلطة"، إضافة إلى مخططات نهب الأراضي عامة.
 

نساء النقب تواجدن في التظاهرات
وبدورها لفتت عضو الكنيست زعبي في بداية كلمتها إلى حقيقة غياب المرأة في النقب عن المؤتمر، مع أن نساء النقب تواجدن مؤخرا بشكل مكثف في المظاهرات والنشاطات السياسية في النقب.
وقالت إن نضال الأرض هو أيضا نضال المرأة، والمرأة هي نصف المجتمع فقط إذا تبنى هذا المجتمع قيم المساواة، وإذا لم يعترض طريقها وممارستها لحقوقها. أما إذا لم يفعل فهي ليست نصفه، ولا ربعه، ولا عشره.
وفيما يتعلق بالأرض قالت النائبة زعبي إنها ليست قضية ملكية فردية، بل هي قضية وجود وتطور وقوة سياسية، وإن الممارسات الإسرائيلية هي أكثر من سياسات تمييز، بل هي سياسات تهويد ومحاربة وجود.
وقالت إن من يعامل العرب على أنهم غزاة، عليه أن يعرف أن ما نفعله هو أننا نحمي أنفسنا من مشروع غزو لحقوقنا وهويتنا.
وأضافت أن الأرض توحد لأنها دائما قضية جماعة، وقضية وجود جماعي، بالتالي لا نضال على الأرض إلا إذا كان نضالا وحدويا وليس مشرذما. أرض النقب ليست أرض قبائل وعشائر، وهي ليست أيضا أرض النقب فقط، بل هي أيضا أرض المثلث والجليل، والنقب لا يناضل لوحده، بل هو جزء من نضال الفلسطينيين في الداخل.



تقرير غولدبيرغ سياسة تصفية زاحفة تدريجياً
وفيما يتعلق بلجنة غولدبيرغ، قالت عضو الكنيست زعبي إنها جزء من سياسة تصفية زاحفة وتدريجية، كما هو قانون خصخصة الأراضي الذي يستدعي، لوحده دون إضافة المصادرات، إضرابا عاما وشاملا، ويستدعي أيضا أن نكون بحجم القوة التي جسدناها في يوم الأرض 76. فيوم الأرض قدم نموذجا للنضال وللعنفوان السياسي المسؤول، وقدم مرجعية سياسية واضحة، ورصد معادلة ابتزاز المواطنة مقابل الهوية، فالأرض هي جزء من هوية، وليست جزءا من مواطنة، وإنما بالعكس نحن فقدنا لأننا مواطنون.
وتابعت إسرائيل لا تعترف بوجودي، وتعتبرني قرى غير معترف بها، ثم عندما تريد أن تعترف تعرض مقابل ذلك أن نوقع على تسوية وتنازل عن الأرض، تماما كما الخدمة المدنية. هم لا يعترفون بالمساواة، ولكنهم عندما يريدون الاعتراف بها يفرضونها كوسيلة لمحو هويتنا، إذا كانت هذه هي المعادلة فجوابنا واضح، لا نريد هذا الاعتراف ولا نريد هذه المساواة.
وأنهت خطابها بالقول إن العنصرية الإسرائيلية المتفشية هي دليل فشل بناء "العربي الإسرائيلي". ودعت الحضور إلى إنجاح المظاهرة في النقب، وقالت إن تبني لجنة المتابعة لقضية النقب هو خطوة في تعزيز ومأسسة نضالنا على الأرض، وإن من أبرز مهام الأحزاب السياسية هي محاربة الإحباط واليأس واللامبالاة، والتي لا تقل خطورة عن السياسات الإسرائيلية.
ومن ابرز القرارات التي خرج بها المؤتمر:"إقامة صندوق عربي قومي للنقب، عقد مؤتمر جماهيري للعرب في الداخل، إقامة مركز توثيق أو أرشيف، العمل بإستراتيجية التخطيط البديل، اتخاذ موقف واضح اتجاه لجنة "غولدبرغ"، التأكيد على قرار لجنة المتابعة بخصوص سياسة إغلاق الأبواب في البلدان المعترف بها أمام دخول سكان من القرى غير المعترف بها، إقامة لجنة من لجنة المتابعة والمجلس الإقليمي من اجل تطبيق قرارات المؤتمر